المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
دكتوره حياة الهندي
دكتوره حياة الهندي

عن دكتوره حياة الهندي

خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية

أريد أن أعيش ...


لاتقف في محطات الألم ،ولاتجلد نفسك بسياط الندم، ولاتؤذي جسدك بالسقم، فالحياة أبسط من جرة قلم!
مامضى مضى وماتحمله من تبعاته تضيق به الروح لاشك ولاعجب!
قف لتتأمل معي قصتي لحظة انتظرتها عمري كله لأُرسي بها مركبي دفعت أثمانها من صحتي من دمعتي من غربتي من أنتي من روعتي لكنها لحظة أتت فتطايرت بها كل صفحاتي الماضية وتبسمت مقلتي جذبت حلمي لدولتي وبُشرت بدرجتي ودالٌ أتى ليقول حياة استبشري وصلتي لبغيتك فاسكني واطمئني واهدئي أين حزني وجرحي وخذلاني ياأمتي هل تولى في لحظة؟
ربما نعم وربما لا ‏حللوا نبضات قلبي وأدمعي!
الله يمنحنا كل مانرغب ونتمنى لايبخل علينا ولاينسانا، ولكن أنفسنا بالسوء آمارة ، منا من يسافر للحياة بطيارة ،لاينتظر ،لايستشر، لايتأنى، لايستخر، لايتزن، ولاينتظم .
وهناك منا من يرسم الحياة بمنتهى الدقة والنظام ، ويعيشها ثكنة عسكرية ويلٌ له ولسواه إن خالف أو حاول الفرار!
وهناك من يحياها على الهامش كيفما تجيء تروح !في نهاية الأمر هو مرتاح ومستور كما يقول .
وهناك من يسير فيها كالسلاحف ببطء يمضيها يفكر مليون مرة في الأمور قبل أن يبدأها أو ينهيها ، يحسب حساباته بالميكرون وعندما يتأخر يتكلم ويتعذر بأنّ كل شيء مقدر ومكتوب وهو لاشك كذلك لكن في كل هذه النفوس أمامن من توسط أو تبسط أو مقياس نسميه (مقياس أريد أن أعيش)
أريد أن أحيا حياتي بدون محطات ندم
أريد أن أعيش بدون قوافل ألم
أريد أن أمضي في الطريق بآمان وسلام وحب وجمال
أريد نعم أريد فإلى متى انتظر اللحظة؟
نحن لم نتعلم هذا من فراغ، وأنتم الآن في ملعبكم الكرة فخذوها بقوة وتذكروا أنّ الحياة مرة فلا تعيشوها سلاحف ولاطائرات ولاثكنات عسكرية ولا على الهوامش أرجوكم عيشوها لحظة بلحظة بوعي وإدراك لأنفسكم لحواسكم لمشاعركم ،ولمن حولكم ،ولمدخلاتكم ،ولأفكاركم ولكل شيء يمر بكم صغُر أو كبر ، طال أو قصُر ، وابحثوا عن الجمال الذي يدهشكم ، فتذوق الجمال ينعشكم ، وتعرفوا على ماذا يسعدكم؟ وابحثوا عنه حتى تجدوه ،ولاتأتوا بما يكسركم ويذلكم في أعينكم ،واحرصوا على الحب املئوا به أرواحكم وأطعموا منه البائس ، والفقير ،والصغير، والكبير ،والإنس ،والطير، والشجر وأشواك الطريق، ومن يؤذيكم أظهروا له غضبتكم ،فإن استمرىء فارفعوا لله فيه شكوتكم، وسيروا شعثًا غبرًا لأحلامكم فتحقيقها سيسعدكم وإن خسرتم ،وسيقويكم إن ضعفتم ، وسيجمعكم إن تبعثرتم.
وتذكروا أن تكونوا لله كما يُريد ليكون لكم كما تريدون ! وفقكم الله وسددكم





مستشارة أسرية ومدربة وكاتبة
انستجرام @hayat20202
 1  0  12.7K