جنب القدة: عندها أبكي
ذكريات مازالت في الذاكرةمحفوظة ولن تغيب ، رغم أني كثير النسيان لكن هناك مواقف لم أنساها منذ 32عاماً ، وهي حياتي العملية في التعليم وقبلها مشواري في الصحافة مازلت اذكر أول مشاركة لي كانت خاطرة قصيرة وليست مقال بعنوان النملة التي لقنتني درساً ونشرت في جريدة عكاظ وفي صفحة سوق عكاظ وكنت حينها طالب في المتوسطة بعدها بدأت في الكتابة خواطر واتجهت بعد ذلك للتحرير حيث انظميت لمكتب عكاظ في جازان وكان مدير المكتب الاستاذ عثمان العدني ونعم الرجل شجعني وتعلمت منه الكثير واذكر أنه احياناً اكون في البيت وليس عندي فاكس فكنت اتصل تلفونياً قبل ظهور الجوالات بالاقسام في الجريدة واعطيهم الخبر ومن الزملاء الاستاذ عابد هاشم وقتها كان رئيس القسم الفني وكذا بعض الزملاء السودانين والزميل محمد الهتار في المحليات والزميل عدنان شبراوي وغيرهم واجد كل تعاون الى هنا والأمور تسير بخير حتى كثرة الشكاوي على والدي من كتابتي وانتقادي لبعض المنشأت الحكومية وهنا وقف والدي ضدي وقرر أن أترك الصحافة ولكن لم اهتم لأني كنت ارى أني على حق وهذا واجبي وتعرضت لمضايقات من بعض المسؤولين وتهديدات وواصلت المشوار وبعد عامين في عكاظ أختارني الاستاذ اسماعيل احمد اسماعيل مدير مكتب جريدة المدينة في جازان أن احرر صفحة اسبوعية عن جازان خلال فترة سفره وبالفعل واستمريت شهرين ورجعت لعكاظ وفي هذه الأثناء اصطحبني الزميل واستاذي القدير والصديق حسن الحزيمي مدير مكتب جريدة اليوم في جازان وقتها للإنظمام لمكتب جريدة الرياض بجازان وبالفعل عرفني على مدير المكتب استاذي القدير علي الجبيلي ومن الرياض كانت الإنطلاقة القوية وشهرتي وابداعي وأستمريت فيها اكثر من 25عاماًاو 27عاماً لاأذكر جيداً وقتها العمل ميداني ليس كاليوم وكنا نرافق الأمير في زيارته وكذا الوكيل العطيشان في المناطق الجبلية ونحضر ونغطي المناسبات وكنت ارجع البيت الفجر احياناً كنت ارسل الأخبار بالفاكس من صبيا اما الارسليات" المواد" كالتحقيقات فكنت ارسلها مع سائقي الليموزين والأجرة للمكتب في جازان العمل الصحفي قديماً كان المحك الرئيس لحرفية المحرر فالميدان والحضور واللقاءات والتغطيات بخلاف اليوم كل شي جاهز وقد مررت بعقبات وتعلمت منها الوصول للنجاح والأبداع بفضل الله وعلى سبيل المثال عندما نعمل تغطيه لليوم الوطني كنت اذهب الى الأدباء والمسؤولين والمثقفين في قراهم ومدنهم ومنازلهم من ضمد والظبية وابو السلع وصبيا وأبو عريش وغيرها تضحيات بالوقت والصحة ولكنها متعة وسعادة تعرفت فيها على رجال وشخصيات او عندما اعمل تحقيق فاني اتعب جداً واذهب للادارات والمسؤولين في مكاتبهم وانزل الميدان والتقى بالاشخاص وانقل مطالبهم للمسؤول وانتظر أيام حتى يرد وبعضهم متعاون ويرد خلال يوم او في وقته ثم الصور وتحميضها وكل ذلك ميداني ومع ذلك كنت أشعر بالسعادة رغم الإرهاق الشديد و من المواقف التي احزنتني قبل وفاة الوالده رحمها الله كنت سهران خارج البيت في عمل للجريدة وارجع بعد منتصف الليل واجد أمي مستلقية على الارض تلتحف السماء على الباب الخارجي في الحر واحيانا أيام البرد والبعوض وهي في إنتظاري ووالدي صاحي هو الأخر مواقف لن أنساها الله يرحمهم واطلب من الله أن يسامحني أما مشواري في التعليم هناك مواقف
مازلت اتذكرها ، تخرجت معلماً ، تعينت في مدرسة العمامي في فيفاء ، وهذا ليس حديثي انما سأذكر لكم جزء من المعاناة ،
المدرسة تقع على هضبة لها طريقين ، الأول نزول على الحجارة والمدرجات لمدة ساعة ، والثاني طلوع وتسلق الجبال وايضا ساعة منطقة خاوية لايوجد بها سوى ساكنيها ، ولكم أن تتصورو ، شخص قادم من مجتمع ومدينة وقرية ويقابل عشرات الاشخاص في يومه ، وفجأة يعيش وزميله وحيدان في غرفة لا تلفزيون ولا جرايد ولا بقالات ولا خدمات ، وخرجت منها وانتقلت لمدرسة الحسيني الابتدائية ، وفيها تعلمت واكتسبت خبرة زملاء ، خبرتهم طويلة ، ومنهم من يعمل بشهادة الكفاءة ، ومنهم من درس في مركز تكميلي في الطائف بعد الابتدائي ، ومنهم من تعين قبل أكثر من خمسين عاما ، وفي مدرسة كالريان مثلا ويداوم على حمار ، ومن هؤلاء الاستاذ عبده قاضي ، واخية ابراهيم رحمه الله ،
في الحسيني (حيث عملت ثمان سنوات معلما ومرشد طلابي) عرفت معنى الاخلاص في العمل والامانة والحرص والقيم والتضحية من اجل الطالب ، درست مادة العلوم للصف الخامس، وبفضل من الله كل الدفعة الآن اطباء وممرضين ، واليكم بعض المواقف للطالب احمد سبعي في الصف الثالث الإبتدائي ، لايشارك في البرنامج الاذاعي ،وفي يوم اخرجت احمد ليشارك بإنشودة من المقرر ، أنا الفلاح انا النجار ، وبعدها انطلق ، وعلمته الصحافة ، وأذكر أني خصصت لوحة أعلق عليها كل يوم جريدة يتصفحها الطلاب ،
وبعد انتقالي من الحسيني بسنوات قابلت احمد صدفة ولم اعرفه لكنه عرفني وقبلني على رأسي واخذ يثني ويذكر مواقفي معاه ، يقول : انت من علمتني الصحافة والالقاء ومثلت المحافظة في المدينة المنورة وحزت على المركز الاول ، وتخرجت من كلية الاعلام تخصص صحافة ، والأن صحفي واعمل في قسم الاعلام بتعليم صبيا ،
ومازال حتي الأن موقف أخر حيث قابلت أحد طلابي وأيضا ذكرني بموقف احزنني كثيرا وتالمت له ، يقول : في حصة التعبير كلفتنا نكتب عن الماء ثروة ولم اعرف اكتب وضربنتي ، من يومها كرهت التعبير ،
موقف أخر للطالب رائد ابو طالب حيث كنت ادرسهم في يوم علوم في الصف الخامس وفي حصة قلت له اتمني أن اراك طبيباً وكان متميزا ، فعلاً حصل حيث مرت السنوات ودخل كلية الطب وبعث لي برسالة ، استاذي الحبيب لقد حققت أمنيتك وأنا الأن في كلية الطب ، والأن رائد دكتور إستشاري في عسير ، حسب علمي
وموقف اخر في الحسيني طالب غاب يومين عن المدرسة فسألت عنه ، وبعد انتهاء الدوام زرته في منزلهم اطمئن عليه وعن سبب غيابه فقال لي استاذ شائع الاستاذ (م-ع) قال لنا أي طالب لابس اهلاوي يغير نصراوى ، وانا ليس عندي غير فانلةواحدةاهلاويه ، وطبعا كان طالب يتيم ، فهونت عليه ، وبعدالعصر زرته ، واهديت له طقم كامل ، واخرى لاداعي لذكرها .
وموقف أخر لطالب في الصف السادس وكان متميز وذكي لكن لايحل الواجب المنزلي ، وسألته عن السبب ، فقال : يا أستاذ ارجع من المدرسة أنشر وأرعى بالغنم ، وأرجع المغرب وابويه مريض نفسياً ، وعندنا مشاكل في البيت ، وأنام على سطح الغرفة في الظلام ، طبعا حليت مشكلته وساعدته وجعلته يحل الواجب في الفصل واحيانا اعفيه من الحل وللحدث بقية
سامحونا