من العُلا الى السمو
يقول المثل الدانماركي ’’ الاجماع أقوى القلاع’’
نعم اجتماع الكلمة والصف هي الخطة السحرية لنهضة الدول والأمم هي الطريق لتشكيل قوة يحسب لها الجميع حسابا ولا تأت الفرقة الا بالشرور.
تابعنا كغيرنا من سكان هذا العالم القمة الخليجية التي عقدت يوم الثلاثاء في مدينة العُلا السعودية بحضور كل دول مجلس التعاون الخليجي سواء بتمثيل زعمائها أو من ينوب عنهم + مصر (واستثناء اليمن !!)
ربما لن اتوقف كثيرا عند المصالحة الخليجية لأشيد بها أو أحلل أسبابها وما سينتج عنها من إيجابيات ومصالح للجميع فهذا غالبا مأخوذ بعين الاعتبار لدى ساسة الخليج وهذا أساسا هو الوضع الطبيعي للبيت الخليجي وما حدث من مقاطعة فلابد أن أطراف الخلاف لمست ضررها على بلادهم سياسيا واقتصاديا وحتى على المستوى الشعبي فالعلاقات الأسرية والروابط الاجتماعية القوية بين بلدانهم كفيلة بان تكون جزء من أسباب المصالحة.
البيان الختامي للقمة فيما يخص اليمن:
(78. أكد المجلس الأعلى على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن دعم الشرعية في اليمن ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، وحكومته، لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي، وفقاً للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216،
بما يحفظ لليمن الشقيق وحدته وسلامته واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، وجدد دعمه للأمم المتحدة وشكره لمبعوثها السيد مارتن جريفيث للجهود التي يبذلها للتوصل إلى الحل السياسي وفقاً لتلك المرجعيات (.
نسختها كما هي حرفيا دون زيادة أو نقصان ولا أدري هل سيقرأ هذا البند من يرفعون شعارات التشطير ويفخخون مستقبل اليمن أم أنهم سيحيلونه لولي نعمتهم ليفك شفراته كما يرى هو فنحن نعلم ان اغلبهم أميين وجهلاء وإن امتلك بعضهم شهادات عليا؟
متى سيعلم من يعلنون ليل نهار ودون خجل عبوديتهم للخارج ويعتبرون ذلك دينا ووفاء أن العبودية لله وحده والوفاء بالدَّين هو للوطن؟
متى سيتعلم اليمنيين عمال وشقاة الاجندات الخارجية الصغيرة أن الوطن ومستقبل أبنائه ليست سطرا في تلك الاجندات يسهل التلاعب به شطبا أو بيعا؟
هل سيؤمن من يرفعون أسلحتهم في وجه الشرعية ويحاربونها أن العالم لا يتعامل إلا معها وأنه لو أحق الحق فلن يكونوا الا مجموعات خارجة عن الدولة والقانون؟
لا أدري هل أثارت المصالحة الخليجية الرغبة لدى السياسيين اليمنيين شمالا وجنوبا للمصالحة فيما بيننا جميعا (خاصة وقد وصلنا لحالة مزرية من الاستخفاف بنا والتعامل معنا كالأحمق فاقد الأهلية، أو كعبد تابع وأجير لا قيمة له)
ونحن أبناء بيت واحد تكاد الفرقة تهدمه ربما لم يتبقَ من البيت اليمني الا الهيكل الخارجي أما مرافقه وابنيته فقد دمرها الشقاق والجري وراء المصالح الضيقة الشخصية الفردية.
تصالحت دول الخليج وهي دول مستقرة لكل واحدة منها اقتصاد قوي وبنى تحتية عامرة لكنها أدركت وبمساعي الاخوة في الكويت وعمان أن الصلح خير من الفرقة والوحدة قوة فما حالنا ونحن أبناء بلد واحد مدمر يفتقد لأبسط أسباب العيش ومع ذلك نتخندق ونتمنطق خلف أكاذيب وطنية وادعاءات بأولوية التمثيل واحقية الحكم والسيادة،
نتقاتل على بقايا وطن وأشلاء مواطن.
الا يخجل اليمنيين من هذا الحال؟!
اليس الاجدر بنا ان نُغلّبَ مصلحة الوطن على رغباتنا في الحصول على المناصب وزيادة أرصدتنا والتوسع في الشقق والفلل على حساب آلام البسطاء ومعاناتهم؟
فهل نجعل من قمة العُلا منطلقاً وعبرةً لنسمو فوق جراحنا وآلامنا لنصل الى السمو في كل مجال.