استقبال غيرُ مُبشِّر
في الوقت الذي استبشر فيه اليمانيون خيراً بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة اليمنية بعد طول انتظار لما يزيد عن عام كامل الذي اتى في النهاية جبرا للخواطر ومقاسمات لا تمت للكفاءات بصلة الا في شخصيات قليلة وبعد أن كاد اليأس يصل منتهاه تم التعجيل وفي خلال فترة وجيزة بتنفيذ الشق الأمني والعسكري على الرغم أن الأمر كان ظاهرا وجلياً لمراقبي المشهد أن هناك أشياء في الخفاء تبدو غير مريحة وتم الإعلان مساء الجمعة عن أسماء أعضاء الحكومة الجديدة وتم تأدية اليمين الدستورية امام رئيس الجمهورية وزاد التفاؤل عند المواطنين الراغبين في السلام عندما علموا باستجابة وزراء الاشتراكي (الانتقالي) بنزع علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من على بدلاتهم الفاخرة وبالتالي اقسموا اليمين على كتاب الله امام رئيس الجمهورية اليمنية والعلم اليمني بالمحافظة على وحدة اليمن وسلامة أراضيه واستقبل بعض الوزراء منهم سفراء عدد من الدول وبجوارهم العلم اليمني،
كل هذه الأمور تزيد من مستوى التفاؤل لدى المواطن الذي ملّ من الصراع وتحمل تبعاته ونتائجه لكن في الوقت نفسه تأتي التصريحات والتغريدات من بعض كتاب ورموز الانتقالي مغايرة وتعتبر اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة انتصاراَ لأهدافهم التشطيرية وتقزيما لمشروع اليمن الاتحادي الذي ينتظره اليمنيين كافة وما هو الا خطوة لتحقيق أهدافهم بعد أن تمّ شرعنة مشروعهم ومجلسهم وتحقيق ادعاؤهم شرعية تمثيل الجنوب وشعب الجنوب على الرغم من وجود عشرات المكونات الجنوبية الأخرى فماذا يعني ذلك؟،
الجواب أن هناك نوايا غير سليمة سيضل أطرافها يجرون الوطن الى دوامات من الصراع الطويل ولن يستفيد من ذلك إلا اعداؤه وتجار الحروب من أبنائه الذين رهنوا أنفسهم لأجندات خارجية هدفها اليمن أرضاً وانساناً.
غادرت الطائرة اليمنية التي تحمل اسم مارب مطار الرياض متجهة الى مطار عدن وعلى متنها رئيس وأعضاء الحكومة اليمنية الجديدة والآمال معقودة على عهد جديد ووعود تبلغ عنان السماء بالتنمية والاستقرار والمواطنة المتساوية لكل أبناء اليمن،
هبطت الطائرة في مطار عدن وعدد كبير من المستقبلين يقتربون من سُلّم الطائرة هل هؤلاء كلهم اعلاميين لتغطية الاستقبال؟ وفجأة دوي انفجار مهول
سقط خلاله عدد من القتلى والجرحى رحمة الله تغشاهم جميعا
وصل رئيس الوزراء والوزراء ومرافقيهم الى قصر المعاشيق بسلامة الله وحفظه لم يصبهم أي أذى باستثناء تعكير صفوهم بحرمانهم من اللقطات التلفزيونية وهم يوزعون ابتساماتهم للمستقبلين ليشاهدها الأحبة والأقرباء لكنها ملحوقة ستكون في قادم الأيام والمناسبات كثيرة،
السؤال الذي سيطرحه الجميع من المسؤول عن هذا العمل الاجرامي؟ ألم تقولوا لنا انه قد تم تامين العاصمة المؤقتة عدن ولدينا مدير أمن يكتشف الجريمة قبل وقوعها؟! لدرجة أنه عندما تم تغييره بمدير أمن آخر ومن انصارهم من حضرموت رفض التسليم له وكأنه سيتنازل له عن ملك ورثه من عائلته فتم تغييره بمدير أمن آخر من القرية نفسها للحفاظ على مكتسبات المدير السابق!!
من هو المسيطر الفعلي والمتحكم الرئيس بمدينة عدن؟ ست سنوات مضت أو كادت وأبناء عدن يذوقون الأمرين والمتنفذون بسلطة الأمر الواقع يعيثون في الأرض فسادا،
والآن لماذا تم ارسال معين وصحبه ومعظمهم لم يستمتعوا بعد بكراسي وزاراتهم دون ادراك بحقيقة الأمر اجبنا يا فخامة الرئيس هناك الكثير من الأمور الواضحة كالشمس في كبد السماء ولكن هناك إصرار على اخفائها أو تمييعها لا تدعها لتحليلات المحللين ولا تنبؤات العرافين والكهنة.
هجوم اليوم ليس الأول ولن يكون الأخير وخلافات الأمس وعرقلة عمل الحكومة بالأمس ستتكرر اليوم طالما بقي التعامل مع الوضع كما هو عليه اليوم وطالما بقيت الابواق التي تبث سموم العداوة وتبيع الزيف والكذب للبسطاء تمارس بيع ضمائرها في سوق النخاسة السياسية.
العدو واضح والفاعل معروف والمنفذ لم يعد خفي وان لم يكن اليوم ظهور الحقائق للمخدوعين ففي الغد القريب سينكشف كل شيء.