برامكة هذا العصــر الغًدر والنٍفًاق
بما أن المقال يتطرق لكلمة البرامكة كان على أن أذكر جزء من تلك الأسرة الحاقدة القذرة التي غدرت بالرشيد أخا ونسيبا وتحكمت أضغانهم وأحلامهم المجوسية الفارسية على تلك العلاقات الأسرية وقضت على حضوضهم في الدنيا والأخرة.
البرامكة أسرة يعود أصلُها إلى مدينة بلخ، كانوا في الأصل مَجوسًا ثم دخلوا الإسلام، وهُم ينتسبون إلى جدهم الأكبر برمك، الذي كَانَ سادنًا في أحد معابد المجوس ويسمى معبد النوبهار، وهوَ أحد أشهر المعابد في مدينة بلخ في بلاد فارس.
طبعاً لقد قام الخليفة هارون الرشيد بقتل البرامكة وإبادتهم بعد محاولتهم إبداء الفتنة بين الأخوين والتدخل في أحكام الخليفة هارون الرشيد في أمور الدولة من غير حق علما بأن الخليفة هارون الرشيد خليفة عادل ومنصف ولكن لم يرغبوا بهذا.
كانت للبرامكة مكانة عالية في الدولة العباسية، فقد كان يحيى بن خالد البرمكي مسؤولاً عن تربية الرشيد، أما زوجته فقد أرضعت الخليفة هارون الرشيد، وقد قام يحيى بن خالد على أمر وزارة الرشيد وقد فوضه الرشيد بكل الأمور.
أما الفضل بن يحيى بن خالد فقد كان أخ الرشيد من الرضاعة ووكله على تربية ابنه الأمين بن هارون الرشيد.
كل ذلك لم يشفع لهارون والدولة العباسية من أحقادهم المتوارثة.
وضلت دسائسهم حتى كشفهم الرشيد وقضى عليهم وخلص القصر والأمة منهم.
الحقيقة كل ما ذُكر أراه بيننا في كل فئات مجتمعنا وبين جنبات دورنا وخلف كواليس الأخوة والقرابة والجيرة والزمن يكررهم في اثواب متعددة مختلفة حسب المكان والزمان.
طبعاً سأصنفهم بأهل الشقاق والنفاق وبرغم قلتهم إ أنهم أشد خطورة من أبليس بحد ذاته.
حياتنا مليئة بالمآسي والتي صدرت وأساسها المقربون ممن لا يملك لنفسه رسنها وهي تصدر روائح الخبث والنذالة والخداع والخيانة التي جبلت عليها وهي أضعف مما تستطيع فعله سوى بالدائس والمؤامرات.
قد يقول لي البعض أن هذا واقع وملموس في الواقع ويجب ألا نعيرهم الاهتمام ونتجاهلهم.
وأقول له صحيح ما ذكرته أو ما تفكر فيه ولكن يجب أن نقوم بدورنا لقطع دابرهم والكف عن المجاملة مع تلك المسوخ العفنة.
قد يأتي شخص أخر يقول لي كيف نقطع دابرهم ونحن لم نرى منهم سوى الخير والولاء؟
نعم ولكن علينا أخذ الحذر من الغدر والعودة للماضي ومعرفة تلك الحية التي ماتت وسمها فيها.
هناك من يوجه سؤاله لي كيف نحذر من تلك الأفاعي وهي ناعمة الملمس ووداعتها يضرب بها المثل؟؟
هنا أقف وأنتم في لحظة تأمل وسنبحث عن الإجابة وقد نصل الى ما يشقي فضولنا لنكون أكثر حذرا من لدغاتها الغادرة..
عزيزي القارئ:
لقد دلني تجاربي وما عانيته في حياتي ولو أنه متأخراً الحقيقة.
مقوله تجاهلناها كثيرا للأسف :
احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة،
مقوله نرددها ولا نتوقعها من صديق
وهنا كان علينا ويجب أن نعي ما يدور حولنا سواء في محيطنا ألأسري أو مجتمعنا ووطننا ويجب أن نوقن أن الأعداء من أبناء جلدتنا أولاً ومن ثما من كان بيننا تاريخ ملئ بالماسي حتى لو أن الزمن كمن قال قد أكل عليه وشرب.
ولكن البركان سيضل بركانً وحتما سيثور يوما ما..
فكونوا حذرين وأجعلوا كل جوارحكم يقظة وكونوا كما ينبغي