المدرسة الفلسفية الرابعة: العقلانية. والخامسة: النزعة الإنسانية
العقلانية مذهب فكري يعتقد أنه بالعقل يتوصل إلى معرفة أسرار الكون وطبيعته، بلا وحي إلهي، أو تجربة بشرية حيث يحاول هذا المذهب إثبات وجود الأفكار في العقل البشري قبل أن يستمدها من التجربة العلمية الحياتية، وقد برز هذا المذهب في الفلسفة اليونانية، أما في المحيط الإسلامي فالمعتزلة هم أقرب إلى هذا المذهب، حيث إنهم اعتمدوا على العقل، فجعلوا العقل لتأويل نصوص الكتاب والسنة. ومن مقولتهم أن العقل قادر على معرفة القبح والحسن.
أما مدرسة النزعة الإنسانية فهي اتجاه فكرى يشترك فيه الكثير من المذاهب الفلسفية والأدبية والأخلاقية والعلمية، وذلك في عصر النهضة، وهذه المدرسة توكد فردية الإنسان ضد الدين بالاستجابة لحكم الفرد ضد سلطة الكنيسة، كذا تأكيد ديكارت للوعي الفردي عند المفكر مع الاعتماد على الفعل وتغليب وجهة النظر لماديات الدنيا، حيث أوحى هذا الفكر بقصر الاهتمام على مظاهر المادية وأوحى بالأفكار التحررية لقادة الفكر مع تأكيد ثقة الإنسان وكماله مع تاكيدهم أن الشر والنقائص ليست بسبب الخطأ الإنساني، بل النظام الاجتماعي السيئ، وكذا أن السعادة تكون بالرخاء الاقتصادي كما يدافعون عن الحرية الفردية.
حيث قالوا: لا بد للإنسان أن يبحث عن المعنى الذي وُجِدَ لأجله، مع تأكيدهم على تمتُّع الإنسان بكل الملذات الجسدية والحسية مرحبة بالقوميات والمحليات معقولهم أن الإنسان لا بد من أن يهتم بالمادة قبل الروح،
حيث إن أساس فكرهم مادية الدنيا، فهذان المذهبان ليس عليهما من بهجة الحق شيء؛ لأنه يخالف تعاليم الإسلام.
دكتوراه في الفقه المقارن، وباحث في القانون الدولي، وعضو المحكمة الدولية.
b_alhnishi@
[email protected]