دردشات الصومعة: رئاسة الحرمين والوصول الشامل في المسجد الحرام وساحاته
بدعوة كريمة من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تشرفت بالمشاركة في ندوة "الوصول الشامل في المسجد الحرام وساحاته" التي نظمتها الرئاسة بمقرها ظهر يوم الخميس (25/04/1442هـ - 10/12/2020م) تحت رعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ أ.د عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس. ومشاركة سعادة وكيل الرئيس العام للمشاريع والدراسات الهندسية م. سلطان بن عاطي القرشي، والرئيس السابق لمنظمة جيتس العالمية ورئيس مكتب المدن للاستشارات الهندسية م. مختار الشيباني. بحضور عدد من قيادات وموظفي شؤون الحرمين الشريفين ونخبة من ذوي الإعاقة بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
وكانت مشاركتي عبارة عن مداخلة في نهاية الندوة للتحدث عن معاناة ومتطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في الحرمين الشريفين كممثل عن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بترشيح من الأستاذ مفرح محمد العسيري (مدير برنامج مكين لتدريب وتوظيف ذوي الإعاقة ومدير مشاريع المسؤولية الاجتماعية بعالم صافولا). طالبت من خلالها رئاسة الحرمين بتوجيه الأئمة والدعاة لتبيان الرخص التي منحها الله لذوي الإعاقة والضعفاء في العبادات وأنهم مأجورين دون أن يتكبدوا المشقة والتعب، حتى لا يشعروا بالحسرة من عدم تمكنهم من القيام ببعض الواجبات والسنن كالأصحاء، مستشهداً بقصة الصحابي ابن أم مكتوم حينما نزلت آية (لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) النساء:95، وأن العناية ومراعاة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية مسئولية دينية واجتماعية، وأن على القائمين على الدراسات الهندسية للوصول الشامل لذوي الإعاقة في الحرمين مراعاة أن مفهوم الإعاقة البصرية لا ينحصر على المكفوفين فقط بل يشمل كافة من لديهم صعوبات في الرؤية بسبب كبر السن أو ضعف البصر أو أي عوامل أخرى، ومعالجة الوصول الشامل لهم من خلال السيطرة على الوهج، والتحكم في تباين الألوان ما بين الفاتح والداكن في الممرات والسلالم وأماكن الصلاة والأبواب ومخارج الطوارئ والإنارة والإضاءة، وتنويع المواد التكوينية للأرضيات للاستفادة منها في توجيه الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية أثناء المشي، وخلو المداخل والممرات من العوائق لضمان تنقلهم بالاعتماد على أنفسهم بأمن وسلام، واستخدام طريقة برايل والتكنولوجيا الصوتية في الإرشادات والتعليمات، والاستفادة من التطبيقات المبتكرة مثل تطبيق اعتمرنا لتنظيم طلب متطوعين لاستقبال ومساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة خلال زياراتهم للحرمين وتقديم كافة الخدمات اللازمة لهم ومرافقتهم في أداء مناسكهم. وأن يكون تنفيذ هذه المقترحات بالتدرج على مراحل مع تكثيف التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ووصولهم الشامل للحرمين.
ولا يفوتني في هذا السياق أن أورد ما ذكره الزميل مفرح العسيري كممثل عن الإعاقة الحركية بأنه يجب النظر إلى تجاهل وعدم تطبيق المعايير الفنية للوصول الشامل في المشاريع من قبل المقاولين كقضية فساد إداري ومالي يجب مكافحته والقضاء عليه، توفير باصات مهيئة لذوي الإعاقة الحركية مجهزة بمنحدرات لدخول الكراسي المتحركة داخل الباصات بكل سهولة وأمان، ومواقف خاصة بسيارات ذوي الإعاقة في ساحات الحرم المكي، مراجعة حساب ميلان بعض المنحدرات وإعادة تصميمها لتكون سهلة الاستخدام وغير شاقة في دفع الكرسي المتحرك، إعادة تأهيل دورات المياه وصيانتها حسب المعايير لمستخدمي الكراسي المتحركة وذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى توفير مصاعد مخصصة لهم بطاقة استيعابية مناسبة، استبدال العربات الكهربائية المستخدمة حالياً بعربات أكثر أمنًا وملائمة لذوي الإعاقة الحركية والاحتياجات الخاصة، وتوزيع شواحنها في جميع الأدوار بدلاً من الدور الرابع فقط، وتخصيص مسارات مخصصة لها في الطواف والسعي، وتنظيم سيرها وفق طاقة استيعابية محددة، وإتاحة الفرصة لمستخدمي الكراسي المتحركة بالصلاة أمام الكعبة مساواة بالآخرين.
والحقيقة أنني التمست من مشاركتي في الندوة الدور القيادي الذي يقوم به معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين لخدمة زائري الحرمين من ذوي الإعاقة من خلال الأخذ الفوري بالمقترحات التي طرحت في الندوة بتشكيل لجنة عليا برئاسة وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والوكيل المساعد للشؤون الهندسية والخدمية وعدد من القيادات، لتسريع وتيرة العمل وبذل الجهود بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية لإنجاز مشروع سهولة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة للمسجد الحرام وجميع مرافق الرئاسة ومعرض ومتحف الحرمين الشريفين ومكتبة المسجد الحرام، والحصول على كافة الخدمات بكل يسر وسهولة، وتوفير كافة التسهيلات للأشخاص ذوي الإعاقة لزيارة المسجد النبوي من خلال إدارة الخدمات الاجتماعية والإدارات المعنية. وأرجو أن يحذوا جميع القائمين على قطاعات الخدمات الأخرى في بلادنا حذو معالي رئيس رئاسة شؤون الحرمين في الوقوف المباشر على خدمات ذوي الإعاقة والوصول الشامل لهم.
ومن جانب آخر كانت هذه المناسبة فرصة لزيارة مكة المكرمة بعد غياب لعدة أشهر بسبب جائحة كورونا التي أصابت حتى الآن 73,938,418 شخص في 218 بلد وإقليم حول العالم أعلاها الولايات المتحدة الأمريكية بـ 17,143,942 إصابة، توفي منهم 311,073، الهند 9,932,908، توفي 144,130، البرازيل 6,974,258 توفي 182,854، روسيا 2,734,454 توفي 48,564، فرنسا 2,391,447 توفي 59,072، تركيا 1,898,447 توفي 16,881 واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 33 بـ 360,155 إصابة توفي منهم 6,069 شخص.
على إثرها تذكرت أبيات قصيدة إلى المروتين للأديب الراحل طاهر زمخشري التي أختم بها دردشتي هذه
أهيمُ بروحي على الرَّابيه *** وعند المطاف وفي المــروتين
وأهفو إلى ذكر غـــــاليه *** لدى البيت والخيف والأخشبين
أهيمُ وعبر المدى معبد *** يعلق في بابه النيرين
فإن طاف في جوفه مُسهد *** وأُلقى على سجفه نظرتين
تراءى له شفق مُجهد *** يُواري سنا الفجر في بردتين
وكانت مشاركتي عبارة عن مداخلة في نهاية الندوة للتحدث عن معاناة ومتطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في الحرمين الشريفين كممثل عن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بترشيح من الأستاذ مفرح محمد العسيري (مدير برنامج مكين لتدريب وتوظيف ذوي الإعاقة ومدير مشاريع المسؤولية الاجتماعية بعالم صافولا). طالبت من خلالها رئاسة الحرمين بتوجيه الأئمة والدعاة لتبيان الرخص التي منحها الله لذوي الإعاقة والضعفاء في العبادات وأنهم مأجورين دون أن يتكبدوا المشقة والتعب، حتى لا يشعروا بالحسرة من عدم تمكنهم من القيام ببعض الواجبات والسنن كالأصحاء، مستشهداً بقصة الصحابي ابن أم مكتوم حينما نزلت آية (لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) النساء:95، وأن العناية ومراعاة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية مسئولية دينية واجتماعية، وأن على القائمين على الدراسات الهندسية للوصول الشامل لذوي الإعاقة في الحرمين مراعاة أن مفهوم الإعاقة البصرية لا ينحصر على المكفوفين فقط بل يشمل كافة من لديهم صعوبات في الرؤية بسبب كبر السن أو ضعف البصر أو أي عوامل أخرى، ومعالجة الوصول الشامل لهم من خلال السيطرة على الوهج، والتحكم في تباين الألوان ما بين الفاتح والداكن في الممرات والسلالم وأماكن الصلاة والأبواب ومخارج الطوارئ والإنارة والإضاءة، وتنويع المواد التكوينية للأرضيات للاستفادة منها في توجيه الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية أثناء المشي، وخلو المداخل والممرات من العوائق لضمان تنقلهم بالاعتماد على أنفسهم بأمن وسلام، واستخدام طريقة برايل والتكنولوجيا الصوتية في الإرشادات والتعليمات، والاستفادة من التطبيقات المبتكرة مثل تطبيق اعتمرنا لتنظيم طلب متطوعين لاستقبال ومساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة خلال زياراتهم للحرمين وتقديم كافة الخدمات اللازمة لهم ومرافقتهم في أداء مناسكهم. وأن يكون تنفيذ هذه المقترحات بالتدرج على مراحل مع تكثيف التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ووصولهم الشامل للحرمين.
ولا يفوتني في هذا السياق أن أورد ما ذكره الزميل مفرح العسيري كممثل عن الإعاقة الحركية بأنه يجب النظر إلى تجاهل وعدم تطبيق المعايير الفنية للوصول الشامل في المشاريع من قبل المقاولين كقضية فساد إداري ومالي يجب مكافحته والقضاء عليه، توفير باصات مهيئة لذوي الإعاقة الحركية مجهزة بمنحدرات لدخول الكراسي المتحركة داخل الباصات بكل سهولة وأمان، ومواقف خاصة بسيارات ذوي الإعاقة في ساحات الحرم المكي، مراجعة حساب ميلان بعض المنحدرات وإعادة تصميمها لتكون سهلة الاستخدام وغير شاقة في دفع الكرسي المتحرك، إعادة تأهيل دورات المياه وصيانتها حسب المعايير لمستخدمي الكراسي المتحركة وذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى توفير مصاعد مخصصة لهم بطاقة استيعابية مناسبة، استبدال العربات الكهربائية المستخدمة حالياً بعربات أكثر أمنًا وملائمة لذوي الإعاقة الحركية والاحتياجات الخاصة، وتوزيع شواحنها في جميع الأدوار بدلاً من الدور الرابع فقط، وتخصيص مسارات مخصصة لها في الطواف والسعي، وتنظيم سيرها وفق طاقة استيعابية محددة، وإتاحة الفرصة لمستخدمي الكراسي المتحركة بالصلاة أمام الكعبة مساواة بالآخرين.
والحقيقة أنني التمست من مشاركتي في الندوة الدور القيادي الذي يقوم به معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين لخدمة زائري الحرمين من ذوي الإعاقة من خلال الأخذ الفوري بالمقترحات التي طرحت في الندوة بتشكيل لجنة عليا برئاسة وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والوكيل المساعد للشؤون الهندسية والخدمية وعدد من القيادات، لتسريع وتيرة العمل وبذل الجهود بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية لإنجاز مشروع سهولة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة للمسجد الحرام وجميع مرافق الرئاسة ومعرض ومتحف الحرمين الشريفين ومكتبة المسجد الحرام، والحصول على كافة الخدمات بكل يسر وسهولة، وتوفير كافة التسهيلات للأشخاص ذوي الإعاقة لزيارة المسجد النبوي من خلال إدارة الخدمات الاجتماعية والإدارات المعنية. وأرجو أن يحذوا جميع القائمين على قطاعات الخدمات الأخرى في بلادنا حذو معالي رئيس رئاسة شؤون الحرمين في الوقوف المباشر على خدمات ذوي الإعاقة والوصول الشامل لهم.
ومن جانب آخر كانت هذه المناسبة فرصة لزيارة مكة المكرمة بعد غياب لعدة أشهر بسبب جائحة كورونا التي أصابت حتى الآن 73,938,418 شخص في 218 بلد وإقليم حول العالم أعلاها الولايات المتحدة الأمريكية بـ 17,143,942 إصابة، توفي منهم 311,073، الهند 9,932,908، توفي 144,130، البرازيل 6,974,258 توفي 182,854، روسيا 2,734,454 توفي 48,564، فرنسا 2,391,447 توفي 59,072، تركيا 1,898,447 توفي 16,881 واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 33 بـ 360,155 إصابة توفي منهم 6,069 شخص.
على إثرها تذكرت أبيات قصيدة إلى المروتين للأديب الراحل طاهر زمخشري التي أختم بها دردشتي هذه
أهيمُ بروحي على الرَّابيه *** وعند المطاف وفي المــروتين
وأهفو إلى ذكر غـــــاليه *** لدى البيت والخيف والأخشبين
أهيمُ وعبر المدى معبد *** يعلق في بابه النيرين
فإن طاف في جوفه مُسهد *** وأُلقى على سجفه نظرتين
تراءى له شفق مُجهد *** يُواري سنا الفجر في بردتين