المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

عندما زارنا رئيس فرنسا.. بجامعة البترول

تُوفيَ البارحةَ المرحوم رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق، المسيو/(فاليري جـــِسكار ديستانگ): President Valerie Giscard D'Estaing.. عن عمر ناهز الـ94 عاماََ. و اذكرُ زيارته لنا في جامعة البترول و المعادن، قبل 43 عاماََ، في ربيع العام الدراسي 1977/8م.

و كان من عادة دولتنا، و خاصة في عهد جلالة المغفور له الملك خالد بن عبدالعزيز، أنْ كان ضمن برنامج زيارة اي من زعماء الدول الكبار ان يشمل برنامجُه زيارةَ جامعة البترول.. كوجهة اساسية تُقصد و تشدُّ اليها الرِّحال و تفتخرُ بها البلاد.

ففي تلك الأيام، كانت بلادنا مقصداََ و مهوىََ لعدد من رؤساء الدول الصناعية المتقدمة، و طبعاََ للعديد من الدول النامية. و كانت جامعة البترول بنداََ ثابتاََ و عُنصراََ دائماََ على جدول زيارات أولئك الزعماء للمملكة. (و كان ذلك بُعيدَ تنامي تطورات الطفرة النفطية و مُعقبات حرب 1973م؛ و مع تعالي سعر برميل النفط من دولارِ واحدٍ و ثلث، الى 13$؛ ثم إلى ما فوق الـ18$.. في تلك الأيام.)

فكان هؤلاء و أولئك تِباعاََ يشدُّون الرِّحال الينا و يخطبون وِدَّنا. و كان ضِمنَ الزُّوار: فخامةُ المسيو بيير ترودو، رئيس وزراء كندا الأسبق، والدُ رئيس الوزراء الحالي؛ و جلالة الملكة إليزابيت2؛ و جلالة الملك جوستاف15، ملك السويد؛ و كانت برفقته جلالة الملكة حرمُه؛ و غيرهم...

و اذكرُ ان هيأة ادارة الجامعة قامت باستقبال الرئيس الفرنسي فاليري ديستانگ.. و عقَدْنا اجتماعاََ بروتوكولياََ مع فخامته في قاعة مجلس العمداء بالدور الخامس من المبنى5، في الحرم الجامعي بالظهران.

و كان ضِمنَ المشاركين في ذلك الاجتماع الترحيبي الزميل د.يوسف الرِّشيد (رئيس قسم الهندسة المعمارية، و الذي كانت دراسته العليا ذات خلفية فرنسية). و أذكرُ مُضيَّ معالي رئيس جامعة البترول/الدكتور بكر عبدالله بكر في الحديث.. و كان معاليه يلقي كلمته باللغة الإنگليزية؛ إلاّ أنه احتراماََ للضيف (و تقديراََ لحِرص شعبه على قدسية لغتهم الفرنسية) طلبَ من د.يوسف الترجمةَ الى الفرنسية. و فعلاََ شرع الدكتور يوسف في ذلك، إلاََ أننا فوجئنا -بعد جملتين او ثلاث- أن عَرضَ فخامة الرئيس الضيف المضيَّ في التحدث بالانگليزية؛ فلقد تبيّن ان فخامته كان مُتنقِنَها!

و لا اذكر الآن إنْ كان فخامة الضيف قد القى كلمةَ لطلاب الجامعة و اساتذتهم (كدأبِ كلّ رئيس زائر للجامعة)..في (المبنى 10): 'قاعة السينما' سابقاََ. و هو المبنى الذي دأبَ الرؤساءُ الزائرون على إلقاء هكذا كلمة في تلك القاعة.. (و كان أن شَملَ ذلك التقليدُ حتى جلالة الملكة اليزابيت2، التي القت كلمتها أمامَ طلابِ الجامعة و اساتذتها.. واقفةََ. (كَما و اذكرُ أن كانت جلالتها ترتدي (إشارْباََ) على رأسها اثناء زيارتها للمملكة.

لقد عمّرَ الرئيس فاليري ديستانگ بعد انتهاء فترة رآسته ذاتِ السبعِ سنوات لحوالي 40 عاماََ.. و شارك بفكره و خبراته و ثقافته العالية، فكانت له مؤلفات بارزة و دراسات ناجزة، كان ضِمنها مذكراته، و التقرير الأممي الأوربي عن مدى (أهلية) تركيا للإنضمام لمنظومة المجتمع الأوربي الحالى.
و تقديراََ لمؤلفاته و إنجازاته، تم ترشيحه للعضوية مدى الحياة في المجلس الأدبي الثقافي الحضاري الأعلى في البلاد، في سجِلِّ الخالدين في الجمهورية الفرنسية.
 0  0  9.8K