هل سيكون العيسي وزيرا للداخلية؟!
تتضمن التسريبات حول التشكيلة الحكومية الجديدة اسم الشيخ احمد العيسي كوزير للداخلية وهذا إن صح فإنه خبر يستحق الوقوف عليه والاهتمام به.
بغض النظر عن صحة التسريبات من عدمها فإن قبول شخصية وطنية كالعيسي بالمنصب يعد مكسبا وطنيا يضاف الى رصيد الحكومة المزمع تشكيلها في الأيام القليلة القادمة.
ومن وجهة نظري فإن قبول العيسي بتولي الحقيبة الوزارية لهو تواضع جم، فبعض الاشخاص تتشرف وتتزين بهم المناصب وهذه حالة نادرة لا تنطبق إلا على القلة.
يشغل العيسي حاليا منصبا مهما في رئاسة الجمهورية فهو نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية للشئون الاقتصادية، وأثبت أنه رجل دولة بامتياز، وشخصية ناجحة ومؤثرة بشكل واسع في مجاله ومحيطة، وشخصية جاذبة وجامعة.
ترأس اتحاد كرة القدم في 2006 وحقق قفزات هائلة بالكرة اليمنية ونظم بطولة خليجي 20 الناجحة وأدار الاتحاد باحترافية غير مسبوقة، وحافظ على الكرة اليمنية موحدة ومتماسكة في ظل الانشطار الهائل والتمزق الكبير الذي نال الجسد الوطني بفعل الانقلاب الحوثي.
وعلى المستوى السياسي خاض غمار العمل السياسي منذ وقت مبكر وترقى في المؤتمر الشعبي العام بمحافظة الحديدة وصولا لعضوية قيادة المؤتمر ورئاسة الدائرة السياسية فيه وعضوية اللجنة الدائمة، وتوج مسيرته السياسية بإنشاء الائتلاف الوطني الجنوبي قبل عامين ليشكل مظلة عمل لكافة الاحزاب والمكونات السياسية في الجنوب تحت سقف مشروع اليمن الاتحادي بأهدافه الوطنية الجامعة.
أما في المجال الاقتصادي فهو مضماره وميدان نجاحه الأبرز فقد بدأ العيسي التجارة من أبجدياتها وترقى سلم النجاح درجة درجة حتى غدى من أهم رجال المال والأعمال اليمنيين.
لا تعترف شخصية العيسي بالفشل ولا يعرف غير سبيل النجاح والتفوق، وحيثما ولى وجهه جاءه الظفر وأحاط به القبول والتوفيق، وهذا النوع من الأشخاص قليلون ونادرون ويجب أن نعض عليهم بالنواجذ.
يعد العيسي من الشخصيات الجامعة على المستوى الوطني فهو محل قبول والتفاف كافة القوى السياسية، ويحتفظ بعلاقات متوازنة ومتوازية وثابتة مع كل الأطراف، كما أنه يتمتع بشخصية عابرة للانتماءات السياسية والجغرافية والجهوية، فهو ابن عدن التي ولد فيها، وابن الحديدة التي ترعرع ونشأ وعاش فيها، وابن أبين مسقط رأسه وقبيلته، وابن البيضاء بحكم التقسيم الإداري بعد الوحدة، وهو الشيخ القبلي الحصيف والأريب، والسياسي المحنك، والتاجر الناجح، والرياضي المحترف، وفوق كل ذلك هو الانسان المتواضع التي تحيطه محبة كل من عرفه أو احتك به.
وبالعودة الى التسريبات عن تولي العيسي حقيبة الداخلية أود التأكيد بأن العيسي أكبر من الداخلية ومن رئاسة الوزراء نفسها، وقبوله سيكون إضافة نوعية للحكومة، ولن يسد الفراغ الذي سيتركه رحيل الميسري إلا العيسي بل سيفيض الكأس كثيرا.
إن الحكومة القادمة بحاجة لرجال أقوياء قادرون على لملمة الصف الوطني، وتشكيل كتلة وطنية داخل الحكومة تكون صاحبة موقف ثابت ومسؤول، وسنكون محظوظين كشعب بوجود شخصية قوية ومؤثرة كالعيسي قادرة على تجسيد المصلحة الوطنية داخل الحكومة.
ولمن لا يعرف فالعيسي منتمي للمؤسسة الأمنية منذ نحو 3 عقود من الزمن، وبالتالي فإن صح خبر ترشيحه في منصب وزير الداخلية فلن يذهب المنصب بعيدا حيث سيكون من نصيب أحد أبناء المؤسسة الأمنية.
باختصار فالعيسي شخصية وطنية حاضرة وبقوة وأدواره النضالية مشهودة ليس منذ انقلاب الحوثي وانما من وقت مبكر، وتعزز حضوره أكبر وأكثر منذ بواكير مواجهة انقلاب الحوثي حيث القى بكل ثقله ووضع كل بيضه في سلة مقاومة الانقلاب وكسر كل القواعد التي تصف التاجر بأنه جبان وبأن الربح مسامير الركب، وأثبت العيسي بمواقفه غير المسبوقة أن الوطن أبقى من التجارة ومن كل المصالح الخاصة، وأنه لا تجارة في ظل انعدام الكرامة وضياع الوطن، ولقد ربح العيسي نفسه قبل كل شيء، وفوق ذلك ربح محبة وتقدير كل مناهضي الانقلاب الذين يعرفون مواقفه وتضحياته.
وختاما فخلال السنوات الماضية استهدف العيسي بالكثير من الشائعات وكال له خصوم المشروع الوطني الكثير من التهم الباطلة، وتخصصت مطابخ إعلامية في تشويه صورته وكرست مسألة تحكمه بقرار الدولة، ولو افترضنا جدلا صحة ما ذهبت اليه تلك المطابخ فإنها تثبت من حيث ارادت الاساءة مقدرة الرجل الخارقة على التأثير في محيطه وهذه شهادة له من خصومه، والمصيبة حالة التناقض والارتباك التي تعيشها هذه المطابخ حيث تأتي بالشيء ونقيضه وها هي اليوم تتبنى تسريبات ترشيحه لوزارة الداخلية في سياق الاعتراض والاستهداف والتشويه،
إنه التيه والتخبط في أبشع صوره!