نحن يارسول الله نبرأ من هذه السخرية والاستهزاء
وقفت عاجزة، بكيت شاردة ، تفكرت قائلة...
حقيقة ما أقرأ ياقومي أليس هم من يطالبون بحرية الأديان ، ويحتكمون للتسامح وينبذون العدوان ، أليس هذا ما يُسمع وما يُقال ؟
فما بالها اليوم فرنسا بلد الأناقة والجمال تدعو لهذا الطغيان وعلى من ؟ على سيد الأنبياء محمد العدنان ؟
حروفنا يارسولنا تشهق وتنتحر فهي تدرك أنّها لك لن تنتصر، ولن تشفي جرحًا غائرًا أنى له كيف يندمل ؟
محمد يافقد يبكينا كل آنٍ وحين ، لا يضمد جرحنا سوى الصلاة عليه والتسليم والاقتداء بهديه والاتباع ، نحن يارسول الله نبرأ من هذه السخرية والاستهزاء، لاحيلة لنا سوى الاستقصاء!
من ثار وزمجر لنصفق له وندعو له بالجنان؟
ومن صمت ولم يتكلم لنتحدث عنه باستهجان وندعو عليه بالخذلان؟
نحن يارسول الله متميزون جدًا في أن نقاطع منتجاتهم، ونشتم أعوانهم، ونتبادل المقاطع، وننشر الفضائح، ونعتبر هذا من الانتصار، ولكننا ننسى يارسول الله أن نعيش كما علمتنا ، نتجاهل ماإليه وجهتنا! لو سألنا أي أحد عنك ؟ كيف كان ؟ وكيف عاش؟ وإلى ماذا أرشد ؟ وفي ذاك الموقف كيف تصرف؟ وحين هاجمه ذاك المتطرف كيف تحمل؟
كيف كانت سيرته؟ كيف كانت معاملته؟ ماهي أقواله؟ ماهي طريقته في الأكل والشراب في اللباس وفي أكرمكم الله دخول الحمام؟
لوجدتنا إلا من رحم في هذا من الأعاجم ؟
وهذه كارثة تنبئ عن قضايا أخطر قادمة ! وهي رسالة لنا وللعالم أجمع من مغربه للمشرق ومن شماله للجنوب ؟
فلنتعظ ولنتدبر ولنتفكر؟
ماذا تفعل ياماكرون؟
ستسخر أكثر!
أم ستعذب أكثر !
أم ستهدد وتتوعد !
خبروه إن لم يكن يعلم وحتمًا ويقينًا هولايدري ولايفقه ولايعلم !
عمه أبولهب وقبائل العرب حاربته فانتصر!
سخرت منه وحذرت فأتاه القوم يسألون أأنت محمد ! فقال : نعم وتبسم فدخلوا الإسلام مبتهجين وعنه منافحين .
وأنتم اليوم شكرًا لكم!!! عنه أخبرتهم العالم القاصي والداني ، الغافل والجاهل ومن يعاني، هذا محمد نحن منه نسخر سيتساءلون من هو محمد ؟ وفي أي بلادٍ يسكن ؟ وماذا فعل ؟ وماذا قدم ؟
حين يعلمون أنه في قبره منذ عصور، طبع الإنسان البحث والاكتشاف، وبلمسة ستأتيهم السيرة العطرة وسيعرفون من هو محمد ؟
وشكرًا لكم شكرًا ماعجزنا عنه أنتم فعلتموه، وماضر محمدنا أهوال !
أيضره رسم كاريكتير معلقُ على البنيان ، أفيقوا من هذا الغثيان !
ويارسول الله نشهد أننا مقصرون، ولله تائبون، عاجزون، منكسرون ثكالى ومحرمون لكننا بالله منتصرون نسأله أن يرد كيدهم في النحور، ويجعل تدبيرهم دمار، وأن ينصر الإسلام والمسلمين في كل الأحوال والأزمان ،وأن يدافع بحوله وقوته وعظمته وجبروته عن رسولنا وإخواننا المستضعفين في كل مكان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنّا لما يحدث يارسول الله لمحزونون !
ولكننا نضمد جراحنا بقول الله تعالى َولاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) النساء