خاطرة ..عسر هضم واقعنا مؤقتة أم دائمة ؟
دائما نصاب بعسر هضم ترى : هل لأننا نرفض واقعنا ؟ أم لأننا أصبحنا نرى الحياة بلون غامق ؟ أو أننا أصبنا بحموضة الغلاء ورفع المعيشة ووباء وابتلاء من أقرب قريب ؟ إلى متى نقف نراوح مكاننا ؟ و متى نستأنف مسيرتنا ؟ أترانا قد أصبنا بطفح جلدي وحشرجة أصواتنا ؟ ما أبشع الصفات التي استوطنت أفئدتنا بدلا من الرحمة ! أظن لأنها اختيار خاطئ ..النهاية ليست في صالحنا وقد تصبح مصابيحنا مهشمة استوردناها من الصين أ هذي حقيقة أم أصبح كسرُ القلوب داءً ؟ أعترف أنني أتفلسف مما أرى من شر البلية .
غوارب العلاقات و عتمة القلوب تطغى ، و كأننا صرنا غرباء حتى عن ذواتنا ..فلماذا ؟ و من يحمل سيف البغضاء ؟ و من ابتدأ بإغلاق الطرقات ؟
تساؤلاتي حقيقية ..فما نعانيه صار أغرب من الخيال ..حتى أن قلوبنا لم تعد تحتمل كل هذا التسارع في تلّون الحياة ..في كل يوم أشتق من نفسي ثلاثة أشخاص أحاورهم لعلنا نصل إلى بصيص إجابات ..نصبح أربعة : إحدانا بلا فؤادي (فقد يكون هو سبب البلاء ) و الثانية بلا أمل (فقد تكون المبالغة في التفاؤل و الآمال هي السبب ) و ثالثتنا زاهدة بلا أي مصلحة دنيوية ..نطيل التحاور ..نتخاصم ..أقف في ذاتي الأولى على الحياد حتى يكون حكمي عليهن صحيحا ..تكثر المبررات و تتعالى الأصوات ..وكلٌ يقدم دوافعه و حججه بكل صراحة ..الثانية تعرض لنا جوانب مشرقة من ماضي شوارعنا القريب زمنيا ..يعلونا الحزن ..نفتقد كثيرا من الغاليين الذين رحلوا ..الثالثة تقلي باللوم على تشبثنا بالحياة فنجابهها بأن الحياة جميلة بالأمل بالعمل بالتواصل ..(جنة بلا ناس ما بتنداس ) ..أولانا تطلق سخرية تتحدى مسامعنا ..كل مآسيكم بسبب طيبة قلوبكم ..انظروا إلى الناجحين ..علاقاتهم محسوبة بالدولار و أوقاتهم بالشهادات ..و مشاويرهم إما إلى شركاتهم أو مشاريعهم ..لا وقت يضيعونه بكذبة الحب و لا بوهم القرب ..من نجاح إلى نجاح و من مليون إلى آخر ...اِصمتي (قاطعناها كلنا في لحظة رعشة ) ..و هل الحياة هي مجرد رصيد ؟ تبا لكِ و لقارون ..تعيد ضحكتها الساخرة : إذن عيشوا في جنوب الصومال ..و تخلوا عن المال ..اِصمتت فنحن بشر و مهما كان واقعنا محيرا مكفهرا لكنه يبقى أرحم مليون مرة من عالم بلا قلب بلا محبة ..واقعنا الراهن مؤقت ..و ستعود بساتيننا باسمة و ضحكة أطفالنا مجلجلة و حينها لن نصاب بعسر هضم بل ستحلو بالمحبة و التفاؤل كل أيامنا ..صباحكم سعادة .