أفَلَتْ نجمة كوني
بريق في سماء الكون ...أقدس الأحياء وأغلى المفقودين.
الأم هي الانسان الوحيد الذي يظل حبه متجددا في قلوب الابناء لا ينقص ذلك الحب ولا يشيب.
الأم أمان يظل الأنسان محتاجا اليه مهما كبر سنه أو علا مركزه.
الأربعاء الماضي فقدنا ذلك البريق غاب عن دنيانا لكن لن يغيب عن قلوبنا بعد مرض اقعدها لسنوات توفيت والدتي رحمها الله، وما أصعب وفاة أحد الوالدين وخاصة الأم وأنت بعيد ولا مجال لرؤيتها ولو نظرة وداع أخيرة.
أن تتلقى نبأ كهذا وأنت مذبذب لا قرار لك وأنت بعيد ويستحيل عليك أن تطير مباشرة لتحتضن ذلك القلب الذي طالما احتضنك وغمرك بالحنان كمن يتلقى سهاما لا يجد سبيلا لصدها ولا متسع ليفر منها.
شعور مؤلم وندم يدوم وحزن يرافقك مدى الحياة مهما كبر عمرك تظل أمك هي الملاذ لروحك ترى نفسك في عينيها طفلا لم يكبر بعد أن تفقد ذلك الإحساس بفقدانها.
تفكّرت في حال الدنيا وحالنا معها وهذا شأني في السنوات الأخيرة اجلس مفكرا في احوالنا مع الدنيا كيف شغلتنا وإلى أين أوصلتنا وإلى اين تريد أن تصل بنا؟
تذكرت أيامنا ونحن مع أمي صغارا ثم شبابا حتى تقدم بنا العمر تكبر ونكبر معها تشيب ونشيب معها أبعدتنا عنها الدنيا ومتطلباتها لكن دوما تردّنا الذكريات اليها نجد في تفاصيل وجهها السمح السعادة والأمان نجد في نبرات صوتها الهادئة الرقة والراحة والسعادة والأمان، رحم الله والدتي ووالدي وخالي وأعمامي وعماتي ورحم أمهات وأباء المسلمين جميعا.
حقا من فقد أحد والديه أو كلاهما فكأنما أغلق عليه باب من النعيم.
الفقد ذلك الحق الذي نفر منه (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام)
كم منا قرأ هذه الآية ومن منا توقف عندها.. الفناء أصله وكنهه مهما عشنا ومهما اكتسبنا من أموال وخيرات الدنيا ونعيمها فالنهاية واحدة موت ينهي فقر الفقير وغنى الغني ... موت ينهي مرض المريض وعافية الصحيح .... موت ينهي قوة القوي وضعف الضعيف.
ثم بعد ذلك تنصب محكمة الملك العدل وكل شيء محصي بساعته ووزنه.
هل تستحق منا الدنيا كل هذا الانتحار لأجلها؟
هل تستحق مطامع النفوس البشرية الضعيفة أن نصارع حقا أو باطلا لتحقيقها؟
هل استماتتنا لأجل الدنيا تتنافى مع ادعاءاتنا بالإيمان بالله واليوم الآخر؟
مهما طال بنا العمر ومهما تيسرت لنا من أسباب القوة هل يعني هذا أننا قد أعطينا خلودا لا موت بعده وبقاء لا فوت معه؟
هل وهل أسئلة معلومة الإجابة لكنها تغيب عن اذهاننا أحيانا، وأحيانا نتعامى عنها عمدا مع إلحاحها على أن تذكرنا بها.
اللهم اختم لنا بالحسنى أعمارنا وأعمالنا.