أمكةُ يا عمادُ الدينِ
أمكةُ يا عمادُ الدينِ و الرحمانُ حامِيها!
ثـــُريِِــّا في مدائننا، حاضِرِها و ماضيها!
و فيها كعبةُ التوحيدِ، اسماعيلُ بانيها
و ابراهيمُ إرساها على الإيمانِ بانيها
و هاجرُ لم تزل تسعىَ بـِمـَرواها و صافيها
و مِن جُوعٍ قدِ اطعمها، و مِن خوفٍ يحاميها
و ثـــَمّ لآلئُ القرآن، لا شيءٌ يـُدانيها
تنزّلَ في رُباها الخير فأخضرّت براريها
و عــَمَّ النورُ أرجاها، أعاليها و واديها
حُجونُ الفتحِ و المَعلاةُ آثارٌ لماضيها
و غارُ الثورِ ثمَّ حِراءُ كانَ اللهُ مُنشيها
و مَثوىَ دُرةِ الخِلاّنِ(¹) في عَدْنٍ بـــــِعاليها
إلى عرَفاتِ مُزدَلفٍ، مُنىَ خَيْفٍ، و يكفيها
يجيءُ الزائرُ التّواقُ للقِــُربىَ يناجيها
و مِن إثمٍ يُطهــِّرُها، و بالتقوى يزكـــِّيها
و مِن بئرٍ -على ظمأٍ- بـِقدْرِ الكــَفِّ يُرويها!!
يَجولُ العابدُ الوَلهانُ في الظــّلما يناديها
يُفكّرُ في مآثرها و مسجدِها و ناديها
و (بابُ) (شُبيكةِ) المُشتاقِ في (الشِّشا) أقاصيها
و (غينَمُ)، (نُزهةُ) العُشّاقِ في (جـَرْوَلْ) بَواديها
بــــــِسوقِ الليلِ في الأسحارِ (مَخزومٌ) يناغيها
و فيما بــَعدُ في (الرَّسامِ) عندَ (الرِّيعِ) يأتيها
و بعدَ فراقهِ يأتي (قُشاشيٌ) يُحــَــيِّها
و (أجيادٌ)، إلى (الشِّعبيْنِ)، بل باقي حواريها
يَطوفُ الدارَ مُعتمِراً و يرجو عــَفوَ باريها
و يتلو عندَها آياتِ ركعاتٍ يؤدّيها
و فيها تُذرَفُ العبَراتُ حَمرآءٌ مـَآقيها
تــَغـِيبُ أَمامَ ناظرهِ و يأملُ في تلاقيها
و هذي بعضُ أشعاري موصولٌ قــَوافيها
أحاسيسٌ نـُسجُّلها، معَ الأيامِ نــَرويها
سَقاكِ اللهُ، يا بلدي؛ و ربُّ البيتِ راعيها
و باركَ -في مَدىَ الأيامِ- ما فيها و من فيها!
نظم/ د.إبراهيم عباس نــــَــــتــــّو
__
(¹) السيدة خديجة بنتُ خوبلد