بشاير

ولفقد الصديق وجعٌ لايوصف، فبرحيله تفقد من كان يئن لأنينك، ويحزن لحزنك، ويبتسم لفرحك، بغيابه المساحات التي كانت مليئة* به تعود فارغة، والأحلام المرسومة بأجنحته، تمزقت وتناثرت، فما عاد في الأصوات صوته، ومابقى في الأجساد جسده، وتلاشى المكان الذي يجمعكم، وانطفأت الرسائل بلا تعليق، ولاتشجيع، تكتب فلا يستجيب، ترسل مرة أخرى لعله يرد فلا يرد ويبقى الخط واحد يشبه حالك بعد مافقدته، بالأمس كانوا يقفون على الأطلال، واليوم نحن نقف على الواتس والتويتر والانستجرام ، نستجدي الرجوع، نشحذ الحنين، عودي، اهمسي، اغضبي، انفعلي، اضحكي، عاتبي، تبسمي، اكتبي... لم أودعك حتى أعيش وهم الوجود أنك بين الوجود موجودة، لكن العالم الافتراضي الذي كان يلملم شتاتنا هاهو يغيبك عني أجوبه بحثًا عنك فلا جديد سوى الصمت يخبرني انفضي عنك الوهم فبشاير رحلت لزمان ومكان آخر أجمل وأرحم وليس به كرسي عليه تقعد !!! بل ستقف الآن شامخة كما حلمتي لها منذ عشرون عام وأكثر...
رحمك الله يابشاير أوجعني غيابك لكنني اتصبر.
وللأيام مواقيت للأحزان وللرحيل
ومن غاب أشعل في داخلنا فتيل
ومضينا في الدرب لانهدأ ولانستكين
نبكي بدمع العين والقلب مجمور والفقد أليم
وللأضلاع والعظم ألم وتمزق ونحيب
بشاير أأنتهت رحلتك وغبتي وتركتي لي الذكريات والأنين
عودي نستعيد عصر الهوى ولو كذبًا
فأجمل الحب كالشعر هو الأكذب المبين
نهذي بالشعر والنثر والحكم كتبًا
وننسى اللقاء والسمر وذاك المقيل
عهد الود سامر ك وسامرني عمرًا
وعاش طيفك ككوكب في الحنايا منير
وصوتك العندليب يهمس لي حبًا
حياة سأناديك يوم الحشر المبين
وأقول رباه كانت لي خير معين
مهما مضت الأيام لن أنساك ياقلبًا
رحيله أوجعني أحزنني أعادني غريب