شهامة سعودية ليست غريبة بالبحرين..
في عام ٢٠٠٨ كانت أمي عليها رحمة الله على موعد مع تحقيق حلم العمر الذي طال انتظاره..حلم الآباء والأمهات في الريف المصري وهو رحلة الحج إلى الأراضي المقدسة...كنت حينها بمملكة البحرين مستشارا إعلاميا لجمهورية مصر العربية،وأردت بعد أن تيسرت الأمور أن أحقق حلم أمي التي كانت لي ولإخوتي أما وأبا في نفس الوقت فقد وهبت حياتها لنا فقط بعد رحيل الأب ونحن جميعا في سن الطفولة.
وتبين لي بعد أن وعدت أمي برحلة العمر أن القوانين في مملكة البحرين لا تسمح بالحج إلا المقيمين بها لمدة ستة أشهر متواصلة. فشعرت بالإحباط وخشيت أن أصدمها بهذا الخبر وهي التي لم تأخذ مني شيئا طوال حياتها فقد كانت حياتها كلها عطاء .
كانت لا تزال في مصر تنتظر التأشيرة وتذكرة السفر لكي تزورني في البحرين ثم نذهب سويا إلى مكة المكرمة.
وقضيت ليلتي حزينا،ولا يعرف حجم هذا الحزن سوى الذين يعرفون كم تساوي رحلة الحج بالنسبة لأهلنا البسطاء في ريف مصر.
وتذكرت حزن أبي عليه رحمة الله عليه عندما عندما لم يحالفه الحظ في حج القرعة في عام ١٩٧٢ وقد عاد إلى القرية في جنح الظلام حتى لا يراه أحد وظل يبكي حتى الصباح ولم يكن هناك وقتها فرصة للحج سوى نظام القرعة فقط .
وشعرت بألم وحزن شديدين،واكتشفت أنه لم تعد هناك فرصة أمام أمي لتذهب للحج من القاهرة أيضا.
وتصادف في تلك الليلة أن التقيت صديقا سعوديا يقيم في المنامة وهو الدكتور خالد آل هميل مدير مكتب جريدة الجزيرة السعودية في المنامة .
سألني عن سبب حزني فأخبرته بالقصة وحكيت له أنني محرج من عرض الأمر على السفارة السعودية في المنامة خاصة وأنني دبلوماسي.
وشعرت أن الدكتور خالد قد تعاطف معي خاصة وأنني قلت له أن أمي سيدة كبيرة والأعمار بيد الله وأنها كانت على أمل أن تحج هذا العام .فقال لي الرجل وكل الله يا أخ جابر، ولم يعدني بشيء.
وبعد أيام قليلة وكنت قد نسيت ما دار بيني وبين الدكتور ال هميل ،فوجئت باتصال من السفارة السعودية وفاجأني المتصل بالقول أخوي جابر أنا نايف العنزي الملحق الإعلامي السعودي في المنامة.
وواصل حديثه قائلا يا أخي العزيز أهلا بك وبالسيدة والدتك في السعودية،كانت الأمر غريبا بالنسبة لي فكيف حدث هذا،ولكن جملته التالية أزالت الغرابة عندما قال لي : لم تكن في حاجة للاتصال بالخارجية السعودية بالرياض ،فالأمر بسيط ولك أن تزورني بالسفارة السعودية نشرب القهوة ونلبي لك طلبك .
وهنا أدركت أن الدكتور خالد آل هميل هو الذي اتصل بأحد أقاربه في الوزارة في الرياض وأنجز المسألة .
وخلال يوم واحد تم إنجاز كل شيء،استخرجت تأشيرة وتذكرة لوالدتي لتأتي من القاهرة الى المنامة وفي اليوم التالي لوصولها ذهبت إلى مكتب السيد نايف العنزي في السفارة السعودية لأحصل على تأشيرة إلى الأراضي السعودية.
القصة لها بقية
وتبين لي بعد أن وعدت أمي برحلة العمر أن القوانين في مملكة البحرين لا تسمح بالحج إلا المقيمين بها لمدة ستة أشهر متواصلة. فشعرت بالإحباط وخشيت أن أصدمها بهذا الخبر وهي التي لم تأخذ مني شيئا طوال حياتها فقد كانت حياتها كلها عطاء .
كانت لا تزال في مصر تنتظر التأشيرة وتذكرة السفر لكي تزورني في البحرين ثم نذهب سويا إلى مكة المكرمة.
وقضيت ليلتي حزينا،ولا يعرف حجم هذا الحزن سوى الذين يعرفون كم تساوي رحلة الحج بالنسبة لأهلنا البسطاء في ريف مصر.
وتذكرت حزن أبي عليه رحمة الله عليه عندما عندما لم يحالفه الحظ في حج القرعة في عام ١٩٧٢ وقد عاد إلى القرية في جنح الظلام حتى لا يراه أحد وظل يبكي حتى الصباح ولم يكن هناك وقتها فرصة للحج سوى نظام القرعة فقط .
وشعرت بألم وحزن شديدين،واكتشفت أنه لم تعد هناك فرصة أمام أمي لتذهب للحج من القاهرة أيضا.
وتصادف في تلك الليلة أن التقيت صديقا سعوديا يقيم في المنامة وهو الدكتور خالد آل هميل مدير مكتب جريدة الجزيرة السعودية في المنامة .
سألني عن سبب حزني فأخبرته بالقصة وحكيت له أنني محرج من عرض الأمر على السفارة السعودية في المنامة خاصة وأنني دبلوماسي.
وشعرت أن الدكتور خالد قد تعاطف معي خاصة وأنني قلت له أن أمي سيدة كبيرة والأعمار بيد الله وأنها كانت على أمل أن تحج هذا العام .فقال لي الرجل وكل الله يا أخ جابر، ولم يعدني بشيء.
وبعد أيام قليلة وكنت قد نسيت ما دار بيني وبين الدكتور ال هميل ،فوجئت باتصال من السفارة السعودية وفاجأني المتصل بالقول أخوي جابر أنا نايف العنزي الملحق الإعلامي السعودي في المنامة.
وواصل حديثه قائلا يا أخي العزيز أهلا بك وبالسيدة والدتك في السعودية،كانت الأمر غريبا بالنسبة لي فكيف حدث هذا،ولكن جملته التالية أزالت الغرابة عندما قال لي : لم تكن في حاجة للاتصال بالخارجية السعودية بالرياض ،فالأمر بسيط ولك أن تزورني بالسفارة السعودية نشرب القهوة ونلبي لك طلبك .
وهنا أدركت أن الدكتور خالد آل هميل هو الذي اتصل بأحد أقاربه في الوزارة في الرياض وأنجز المسألة .
وخلال يوم واحد تم إنجاز كل شيء،استخرجت تأشيرة وتذكرة لوالدتي لتأتي من القاهرة الى المنامة وفي اليوم التالي لوصولها ذهبت إلى مكتب السيد نايف العنزي في السفارة السعودية لأحصل على تأشيرة إلى الأراضي السعودية.
القصة لها بقية