صورتك في لقائك الأول
دائما نعاني من لقاءتنا مع الآخرين وخصوصا في اللقاء الأول فقد يكون جميلا ويعطيك الصفة الطيبة ويعكس لمن كنت معهم في لقائك الأول طيبتك وثقافتك وتسامحك وحلمك وحسن ادبك وتعاملك وتدينك . لكن مشكلتنا عندما تعطي صورة أخرى عنك في بداية لقائك بالآخرين غير جيدة يصعب معها تصحيح هذه الصورة التي انطبعتك عنك في لقائك الأول . كأن تكون كثير المزح الزائد او عصبي او تعاند في حواراتك او تنتقص ممن هم في المجلس بقصد الفكاهة والمزاح .بعدها قد تحتاج الى شهور او سنوات لأصلاحها واستبدالها بصورتك الطبيعية الأصلية التي هي فعلا التي تعكس شخصيتك الحقيقية وقد يصعب تعديلها مع مرور الزمن لمن رسموا لك صورة أخرى من خلال تصرفك الأول.
دائما نسمع من بعض الموظفين يقول رئيسي مستقعد لي اوشايل علي او يقول الطالب الدكتور الفلاني في الجامعة واقف لي في مادته او جاري انا في خلاف معه دون سبب يذكر .
كذلك عندما يقول أحدهم انا لست حسنا امام البعض ولايقبلوا مني أي كلام . وكذلك بين الأزواج وقد يكون الطلاق وارد في لقائهما في الليلة الأولى اوبعد أيام قلائل بسبب تقمص احدهما صورة لم تكن هي صورته الأصلية لأسباب مختلفة قد يكون المزاح أحيانا احدها او غير ذلك .
وفي المقابل عندما تكون انسانا عاديا وتكون صورتك الأولى طيبة كنت مثاليا فيها دون ان تقصد فوجدت التقدير والأحترام ممن قابلته في تلك الجلسة وأصبحت صورتك لامعة ناصعة البياض بمحاسنها التي رسمت في أول لقاء .
فلنحرص على ان تكون صورنا عند اللقاءات الأولى مع الآخرين جميلة وان نكون في غاية الجمال الفكري والأدب الأجتماعي متحلين بالخلق الحسن وللآخرين عندنا كل الأحترام في كلامنا وافعالنا ونؤجل الصور الأخرى بعد ان تنطبع الصورة الأولى وتتحدد شخصيتنا الجميلة مع من عرفونا وعرفوا فينا خصالا حميدة اخفاها البعض بمزحة او حركة لم يكن يقصد بها سوى الترفيه واسعاد الآخرين لكنها رسمت له صورة لم يكن يريدها دائما شخصية حقيقية له.