المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رزقان بن حمود العبدلي
رزقان بن حمود العبدلي

عن رزقان بن حمود العبدلي

مارس العمل المكتبي محرر في صحيفة المدينة ١٤٠١ الى ١٤٠٣ .. ثم مسئول تحرير في مكتب ابها فمدير مكتب ثم اتحه لأرامكو السعوديه بعدها نقل الى جازان وانيط بي مسئولية ادارة مكتب جازان ٥ اعوام اضافة لعمله في ارامكو

حروفٌ مبعثرة تصاوير الجدار !!



أحيانا البعض منا يدخل في عالم التوهان والسرحان ولو لحظة ..

دخلت لغرفته المجاورة لحجرتي تلك الليلة كانت رحلته مع السرحان والتوهان طويلة شوقتني أن أغوص معه فيها بعد أن وقفت أمامه أدعيه بإسمه فلم يُجيب.

كررت ندائي وقد أبصرته في زاوية حجرته مستلقٍ على فراشه ماداً جسمه شابكا كلتا راحتيه تحت رأسه ينظر لسقف غرفته شاخصا ببصره يجول بعينيه يمنةً ويسرة كأنما يقراء أحرفا مكتوبة حريصُ ان لا يفوته منها لا شاردة ولا وارده.

أشتاط برأسه نحوي ثم أجاب " نعم "؟؟!! تبسمت في وجهه تبسم المتعجب وسألته خير ؟ إلى أين وصلت أفكارك وسرحانك وتوهانك.

تركني وعاد كما كان ثم قال ، جمال الهدوء في غسق الدجى وهجعة الليل يعيد لك صورا وذكريات كاد النسيان والأيام ان يطويانها ..ثم اكمل والكلام على لسانه.

في عزلتك يكون في صدرك فحيح تلك الذكريات لدرجة انك لا تستطيع أن تنام لانك في عالم مختلف سرحت بك الذاكرة لتلك الصور وحامت بك في محطات شتى بدئت من طفولتك إلى صباك مرورا بشبابك وحتى ما انت عليه الآن ..
قاطعته وقد إختلطت عليّ مفاهيم حديثه.
وماهو ثمن كل ذلك سوى إجترار أحداث مضت وصور ذبُلت ومواقف مرت الى غير عودة .ثم اكملت متحدثا له رغبةً في إخراجه من تلك المشاعر ،
عش يومك بأحداثه الحاضرة واستفد من تجاربك الماضية لغدٍ مشرق جميل وهمة عالية وتفاؤل بالأمل سريعا. وهو باقٍ على هيئته اخرج راحتيه من تحت رأسه ثم صفق بهما متبسما وقال: كن كما يحلُ لك ودع التأمل لمن يريد وأقفل باب الحجرة خلفك وشكرا لك على نصائحك.

تسمرت مكاني وبادلته بالرد طالبا راجيا له*ان*يخرج معي قليلا وقد شق زمن الليل نصفه عسى أن يكون في نسمات الهدوء والسكينة في فناء منزلنا ماقد يغسل من ذاكرته ماقيده متفكرا متأملا في سقف حجرته.

اجابني بل أخرج وحدك ودعني لأفكاري أحلل صورها،وأعيد ترتيب فصولها،التذّ بجمال مواقفها واتعجب من مكدرات بعض ما مرت به لأخرج بذكريات فرضتها على الأيام وساقتها لي الأقدار وسيرتني بها واليها مشيئة الله.

ثم نظر لي نظرة طويلة وقال:ماضي ذكرياتك كتاب مسطور أمامك لكنه لن يتربع على مخيلتك مالم تفسح له مكانا آمنا ووقتا كافيا وصفاء ذهن في جوف ليل يميل الى البرودة قليلا وسراجا خافتا نوره لتسبح مع تلك الذكريات في رحلة الزمن الذي هو عمرك الحقيقي مذ ادركت ماحولك حتى الساعه،لترى وتعي وتدرك ماذا قدمت وماذا حققت وماذا انجزت وماهو اللذي فاتك.

تقرر حينها رضاك من عكسه لترسم طريقا جديدا إن كُتب لك البقاء،ولأن ماسمعت منه يفوق إمكاناتي وملكاتي ولخوفي أن يلفني شعور الوحدة مثله واصبح سجين صورٍ وذكريات أدبرت من عنده وعملت بوصيته وسحبت باب حجرته بيسراي ،لأتركه وما شائت نفسه،والتذ بما بقي من هزع اليل نائماً هانئا بعد عطاء يوم ارضاني فيه ما استطعت انجازه،ولسان حالي يقول مساكين هم سهار الليالي يكدحون في النهار ويسرحون بذكرياتهم في الليل والله المستعان
 0  0  13.2K