أهمية الاختبارات في رفع المستوى الدراسي
الاستاذ: سعد الهاجري
هل التقويم المستمر يلغي الاختبارات ؟
تستغرب حينما تسأل هذا السؤال وتجد هناك من يقول لك نعم بل يزيد الاستغراب حينما تعلم أنهم ممن ينتمون إلى التعليم وهذا مؤشرٌ على أن هناك خطأ في تطبيق التقويم المستمر فإن التقويم المستمر لا يلغي الاختبارات بكل أشكالها فالأصح أن الاختبارات أداة من أدوات التقويم المستمر, إن تطبيق التقويم المستمر بشكلٍ خاطئ هو سبب من أسباب الضعف الدراسي الذي يعاني منه الكثير من التلاميذ، وذلك بالمساواة بين مستوى التلاميذ وعدم إثارة روح التنافس والتفوق بينهم وهذا خلاف تطبيق الاختبارات بشكل رسمي ومنظم وجعلها محكاً أساسيا في التعليم، حيث لو تم اعتبارها محك لاجتياز المهارات لكل مرحلة دراسية كان هناك مستوى دراسي أعلى لدى التلاميذ. وفي بحث مقدم من جامعة عمان العربية للدراسات العليا عن الاختبارات التحصيلية ذُكر أنه لا يمكن الاعتماد على الأعمال الصفية و اللاصفية لقياس أداء التلاميذ ومعرفة نواتج التعلم المحققة لديهم، فهناك متغيرات وعوامل تتدخل وتحجب الرؤية الصحيحة لقياس مدى التقدم الحاصل الذي حققه التلميذ والاختبارات في هذه الحالة هي المواقف التي تستثير التلميذ لملاحظتها وقياسها. كما ذُكر في البحث أن هناك أهمية للاختبارات سواءً للمعلم أو للمتعلم فهي تفيد المعلم في التعرف على مستوى التحصيل الدراسي الذي وصل إليه المتعلمين، وبالتالي يستطيع المعلم مراقبة تقدم العملية التعليمية، أما أهمية الاختبارات للمتعلمين فهي تتمثل في كونها وسيلة جيدة للتعلم، فنتائج الاختبارات تعمل على تعزيز السلوك وبالتالي رفع مستوى الطموح لدى المتعلم، وتعمل على زيادة مستوى إتقان المادة المتعلمة والتي تساعد على انتقال أثر التعليم من الموقف الراهن إلى موقف تالي مشابه للموقف الذي تعلم فيه، كذلك تحسن من طريقة الاستذكار لما توفره من تغذية راجعة وتوجيه أنظار المتعلمين نحو تحقيق أهداف التدريس المنشودة. إن عدم التدريس الجيد وفق المهارات والأهداف المطلوب تحقيقها في كل مرحلة، بالإضافة إلى الضعف الذي حصل للتلاميذ في الفترات السابقة كان نتيجة لإهمال الاختبارات، وإنه مما يجب التنبيه عليه أن عملية التعليم مرتبطة بالاختبارات ولا يمكن الفصل بينهما، إذ أن الاختبار بأشكاله المتنوعة يعتبر من أهم الأدوات التي تساعد المعلم في عملية التدريس، فمن خلالها يستطيع المعلم تحديد مستوى الطالب ومدى إتقانه للمهارات المتطلب اجتيازها، وتحديد نقاط الضعف والعمل على تعديلها، وتحديد نقاط القوة والعمل على تطويرها.
ولهذا فإنه يجب التأكيد على أهمية تطبيق الاختبارات بشكلٍ صحيح, و العمل على تكثيف الدورات والبرامج التي توضح أهميتها, والعمل على تنفيذها واعتبارها محكاً أساسياً للانتقال التعليمي.