خبراء خارج العلوم

هناك من الامثال والحكم ما يفهم في غير سياقه أو ما هو صالح للزمان والمكان والمناسبة التي قيل فيها وقد يكون تعميمها مصيبة كبيرة ومنها ( أسأل مجرب ولا تسأل طبيب )

وقد يكون هذا المثل من أكثر الأمثال جلباً للكوارث وهو عكس ما حث عليه القرآن الكريم قال تعالى(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) وفي السنة أن الرسول صل الله عليه وسلم قال لأهل النخل ( أنتم أعلم بأمور دنياكم)
ففي كل مرة كانت أشاهد فيها أحد الخبراء أو المستشار ين كما يحلو لهم تسمية أنفسهم ينصح ويوجه ويرشد ويعالج ويفتى أستشيط غضباً وما أن ترد عليه وتبين له حتى تجد أنه قام بحضرك والتنكيل بك وقد يلصق بك كل أنواع القبح والفواحش وهم كثر وفي مجالات عديدة ولعل أكثرها العلوم الدينية وعلم النفس والطب والتقنية والقانون .

أن مثل هؤلاء الفئة من الناس يمتلكون حب كبير للظهور على حساب الناس فكم من الوصفات ظهرت لنا خلال مع فيروس كرونا وكم من خلطة مجربة لمرضى الكلى والسرطان وكم من أحاديث فسرت وفق المصلحة الشخصية وكم من علاجات زائفة انتشرت وروج لها على أنها علوم مثل الطاقة والجذب وتحليل خط اليد وغيرها بل كانت قوانين طبيعية تتصل بطبيعة الخلق وقدرة الخالق سبحانه وتعالى .

المحزن والأكثر ألماً أن تجد شخص متعلم وقد يحمل شهادة الدكتوراه ويروج لمثل هذه الممارسات وعندما تحسن النية وتنبيهه يرد بثقة فيها الكثير من الحمق والغرور أن هذا رأي شخصي ، عفواً ليس هناك رأي يخالف العلم إلا عندما يوجد دليل علمي ينقضه ، ناهيك عن أمور الدين التي لست متبحراً فيها فتجد أنه يفلسف الموضوع ويتلاعب بالمفاهيم ليجد لنفسه مخرجاً .

أخيراً قد يكون الوعي والتثقيف للمجتمع أحد الحلول ولكن أن يكون هناك قانون يجرم مثل هذه الأفعال ويعاقب عليها سوف يحد بالتأكيد من تلك الممارسات الكارثية في المجتمع .

زبدة الْكَلام (من الخير أن تزل قدم الإنسان بدلاً من لسانه)