لا تخرقوا السفينة
ابتلي العالم أجمع بداية هذا العام بوباء اجتاح الجميع وأصبح كالنار في الهشيم سرعة وانتشار وخطورة ، وبلادنا كسائر بلاد العالم وصلها هذا الوباء ، حكومتنا الرشيدة وفقها الله وسددها وأعانها تصرفت بسرعة حيال الوباء
وحاصرته بكل قوتها في أيامه الأولى ، أغلقت المطارات والمواني وجميع المنافذ للمملكة ، وتعاملت مع الحادثة بكل احترافية وبكل إنسانية ووفرت العلاج اللازم للمواطن والمقيم وحتى المتخلف والذي دخل المملكة بطرق غير نظامية ، لأنها
ترى أن هذا إنسان يجب أن يعالج بغض النظر عن مخالفته للنظام ، حتى باتت المملكة أنموذجا للعمل الصحي المحترف والذي تجاوزت فيه دول متقدمة في هذا المجال لأن بنيتها التحتية جاهزة ومهيئة ، ولسنا هنا بصدد الحديث عن جهود الدولة
ومنسوبيها - وفقهم الله - ولكننا نوجه الحديث لفئة لم تقدر العواقب للأسف وأخذت الأمور باستخفاف وعدم مبالاة للأسف ، بداية من تحدي الجهات الحكومية والخروج وقت المنع والتباهي بذلك بالتصوير وغيره ، مروراً بإحضار حلاقين للمنزل والتباهي بذلك
والتصوير كذلك! ، الدولة راهنت كثيراً على وعي الشعب لكن الأحداث أثبتت للأسف أن الرهان في غير محله بسبب قلة لا تقدر العواقب وتستهين بالأمر ، فتح المنع قليلاً وفتحت المساجد والأسواق لفترات معينة من اليوم ، لكن للأسف هذا الأمر أُخذ على أنه نهاية للأزمة ،
خروج بلا داعي وتزاحم في الأسواق والمقاهي ، زيارات عائلية وجلسات متقاربة وسلام وتصافح وسهر ، لم يراعوا كبيراً ربما يهلكه هذا المرض ولم يهمهم مَرِيضًا لا يتحمل هذا الفايروس وربما يقضي عليه ، زادت الحالات للأسف ، وزادت الحالات الحرجة ، والوفيات في ازدياد ،
يتكلم المتكلمون من المسؤولين ولن لا حياة لمن تنادي ، هل يوقفكم فقدان عزيز أو أب أو أم بسبب تهوركم وعدم مبالاتكم ؟ إذا ما الفائدة بعد فوات الأوان ؟ هل يرضيكم بقية حياتكم أنكم السبب بعد الله في وفاة أحد أقاربكم ؟
متى تهتمون ومتى تفهمون ومتى تقدرون العواقب ؟ المرض خطير وربما ينهي الحياة بلحظات وأيام ، لا نريد منكم احتفالات في اليوم الوطني ورقص وأغاني لا نريد منكم شعارات وطنية لا تحمل صفة الصدق ، المواطن الحق والصالح هو من يعرف حقه على هذا الوطن ويقوم به ويكون على قدر المسؤولية ،
المواطن الصالح الحق المخلص هو من يلزم بيته ولا يخالط الناس ويبتعد حتى عن الأقارب رحمة بهم وخوفاً عليهم وسعياً للوصول للرقم ( صفر) في هذا الوباء ، نحن وإياكم في سفينة هذا الوطن نبحر جميعاً كالجسد الواحد إذا اشتكى من جزأ تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ، لا تغرقونا بسبب سفاهة تفكيركم وعدم تحملكم المسؤولية ،
كونوا عوناً للدولة ولنا جميعاً في الحفاظ على أمن هذه البلاد الصحي حتى نصل جميعاً لبر الأمان من خلال الالتزام بالتعليمات ، لن يعيبكم لبس الكمامة والتباعد لمسافة مترين على الأقل ولن يعيبكم المكوث في البيت وعدم الخروج لغير حاجة ملحة ، خرجتكم كثيراً تحملوا هذه الأيام وكونوا مواطنين صالحين نفخر بكم ، لا زال الأمر بعد الله في أيدينا
بأن نقف وقفة رجل واحد ونلتزم بالتعليمات ونكون قدوة لغيرنا ومضرب المثل للأمم حولنا ، فهل أنتم قادرون ؟ هذا هو التحدي الصعب والسهل بنفس الوقت ولا يطيقه إلا المواطن الحق والصالح والذي يريد لوطنه الأمن والأمان ، فكل يضع نفسه في المكان الذي يريده لنفسه والذي سيراه فيه مجتمعه .