محنة جائحة كورونا .. دروسٌ وعبر
دروس هذه الجائحة الوبائية تحتوي على الكثير من العبر التي يجب استيعابها والاستفادة منها بعد إنتهاء الوباء وانقشاع غُمته، إذ إن الوضع بعد الأزمة لن يكون كما كان قبلها نظراً لأن الأمور المثبطة والمحبطة، والمغارم التي حصلت للناس أثناء الجائحة من الطبيعي أن تكون فرصة للتنبيه ومحاولة استثمار المغارم وتحويلها إلى مغانم، أمام الجميع أمرين إما يكون غالبًا أو سيكون مغلوبًا.
فإنه من المنطق والمعقول أن يكون الناس بعد زوال الوباء، أقرب إلى الله بفضل الدروس والعبر التي اكتسبوها أثناء التعامل مع هذا الوباء ومقاومته، جامعين بين التوكل وبذل الأسباب، وبين التضرع إلى الله والصبر والاحتساب خاصة وأن التعايش مع الجائحة وفر للجميع فسحة من الوقت ليحاسب كل منهم نفسه لكي يعرف مالها وما عليها بعد مراجعة كشف حسابها، حيث يستطيع بهذه المحاسبة والمراجعة تحديد موقفه نحو ذاته وتجاه الآخرين.
ومعروف أن الإنسان اجتماعي بطبعه، يألف الاختلاط ويأنف العزلة، كما يميل إلى الرفقة وينفر من الوحدة نظراً لأن الناس بعضهم يأنس إلى بعض، والتباعد الاجتماعي الحاصل بسبب الوباء ترتب عليه تعليق صلاة الجماعة في المساجد، وتعليق الدراسة والعمل الوظيفي، بالإضافة إلى حظر الاجتماعات المنظمة والتجمعات غير المنظمة مهما كانت طبيعتها وغاياتها ومكانها وزمانها والكيفية التي تتم بها، وكذلك منع إقامة المناسبات الاحتفالية، ناهيك عن عمليات الحجر والعزل وفرض حظر التجول.
والمنحة المنطوية عليها محنة التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي هي أن التباعد الاجتماعي خلق بيئة صالحة للتقارب الأسري فضلاً عن أن الحجر المنزلي كرّس هذا التقارب وأتاح للقائم على الأسرة استعادة دوره الأسري، وممارسة مسؤوليته التربوية عبر التئام شمل الأسرة مع بعضها، والتفافها حول رب البيت الذي يتحتم عليه أن يكون قدوة يُعلّم بعمله قبل أن يُعلّم بقوله.
والإجراءات الاحترازية والوقائية من الوباء إماطة اللثام أمام المجتمع عن الكثير من المظاهر والعادات الضارة التي من المفيد الإقلاع عنها مثل حب المظاهر والتبذير والإسراف والتقليد الأعمى والاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل وغيرها، كما أنها صوبت بعض المفاهيم التي التبس أمرها على البعض في خضم الإعلام الرقمي والموجة المركوبة من قبل الدهماء.
والممارسات المتسيّبةِ والتجمعات القاتلة للوقت والضارة بالصحة والعادات الفاسدة سواء المستورد منها أو البائد أصبحت تحت المجهر لمن له بصر وبصيرة، مما يتطلب أخذ العبرة من هذه الجائحة والعبور من خلالها نحو مستقبلٍ خالٍ من الممارسات الهابطة والعادات الساقطة.
وعزوف المواطنين عن السفر إلى الخارج بعد انتهاء الأزمة من الحقائق المسلم بها، بسبب ما يبدو في الأفق من تعقيدات السفر المنتظرة ومنغصات الإقامة واحتمالات العدوى، بالإضافة إلى ما قد تتمخض عنه هذه الأزمة من المثبطات والمحبطات على المستويين الصحي والأمني، الأمر الذي يعتبر تصحيحاً لبعض المفاهيم المغلوطة بالنسبة لأولئك الذين جعلوا من قضاء فصل الصيف في الخارج قضية يؤمنون بها وغاية ينشدونها بدافع من التباهي بالثروة والبحث عن الوجاهة المزيفة والتقليد الأعمى والتنافس الممقوت.
وهذه الأزمة أزاحت الستار عن مسرح الأحداث وأزالت الغشاوة عن العيون لكي يكتشف هؤلاء إن قضاء فصل الصيف سنوياً خارج حدود الوطن لم يعد مقبولاً بعدما أصبحت هذه السياحة محفوفة بالمخاطر الصحية والأمنية في حين أن السياحة في الداخل أقل تكلفة وأضمن أمناَ وأجدى نفعاً وذات مردود إيجابي على الوطن والمواطن.
وعمليات الحجر والعزل أثناء الجائحة أوجدت مجالاً واسعاً للاعتماد على الشبكة العنكبوتية ونظام الأتمتة وكل ما له علاقة بالفضاء الرقمي، كما هو الحال في الاجتماعات الافتراضية والتعليم عن بعد ومزاولة العمل الوظيفي عن بعد، وهذا الاعتماد جعل الباب مفتوحاً على مصراعيه للتوسع في استخدام وتوظيف هذه التقنيات في المستقبل، على الرغم من انعكاس ذلك سلباً على الوظائف ومجالات التوظيف باعتبار هذه الخدمة تخدم الإنسان من جهة، وتضره من جهة أخرى.
والمنحة التي لا يعادلها منحه هي أخذ العبرة من هذه المحنة وتمحيص وتحليل الدروس المستفادة منها، ثم يأتي بعد ذلك الاعتبار من حالة الضعف الإنساني أمام هذه الجائحة التي وضعت دول العالم تحت التجربة والاختبار وبالتحديد النظم الحاكمة، وقد أثبتت قيادة المملكة أن القيادة الناجحة هي قيادة القدوة وأنه كيفما تكون القيادة يكون المقودون، حيث انعكست مواقفها الإنسانية وردود أفعالها العقلانية ومبادراتها القيادية على المواطنين من خلال القيادة بالقدوة التي يعود إليها الفضل في نجاح الإجراءات الاحترازية والوقائية من جهة، وبلورت موقف المواطن في الاتجاه الصحيح من جهة ثانية، وتجسيد روح الوطنية من جهة ثالثة، واستنتاج الدروس والعبر من جهة رابعة، ورؤية نور المنحة من داخل نفق المحنة من جهة خامسة.
والمملكة بوصفها تعتبر واحدة من دول العالم التي تعاني من هذه الجائحة الوبائية العالمية، فإنها تتأثر بما يحدث في هذه الدول كما تؤثر فيها خاصة فيما يتعلق بالمكافحة والوقاية التي تحتاج إلى التعاون والتضامن بين جميع دول العالم، بغية القضاء على الوباء والتكيف مع ما سوف يطرأ على الوضع العالمي من تغييرات حتمية وتحولات إستراتيجية لم تكن متوقعة قبل ظهور الوباء وانتشاره عالمياً.
فإنه من المنطق والمعقول أن يكون الناس بعد زوال الوباء، أقرب إلى الله بفضل الدروس والعبر التي اكتسبوها أثناء التعامل مع هذا الوباء ومقاومته، جامعين بين التوكل وبذل الأسباب، وبين التضرع إلى الله والصبر والاحتساب خاصة وأن التعايش مع الجائحة وفر للجميع فسحة من الوقت ليحاسب كل منهم نفسه لكي يعرف مالها وما عليها بعد مراجعة كشف حسابها، حيث يستطيع بهذه المحاسبة والمراجعة تحديد موقفه نحو ذاته وتجاه الآخرين.
ومعروف أن الإنسان اجتماعي بطبعه، يألف الاختلاط ويأنف العزلة، كما يميل إلى الرفقة وينفر من الوحدة نظراً لأن الناس بعضهم يأنس إلى بعض، والتباعد الاجتماعي الحاصل بسبب الوباء ترتب عليه تعليق صلاة الجماعة في المساجد، وتعليق الدراسة والعمل الوظيفي، بالإضافة إلى حظر الاجتماعات المنظمة والتجمعات غير المنظمة مهما كانت طبيعتها وغاياتها ومكانها وزمانها والكيفية التي تتم بها، وكذلك منع إقامة المناسبات الاحتفالية، ناهيك عن عمليات الحجر والعزل وفرض حظر التجول.
والمنحة المنطوية عليها محنة التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي هي أن التباعد الاجتماعي خلق بيئة صالحة للتقارب الأسري فضلاً عن أن الحجر المنزلي كرّس هذا التقارب وأتاح للقائم على الأسرة استعادة دوره الأسري، وممارسة مسؤوليته التربوية عبر التئام شمل الأسرة مع بعضها، والتفافها حول رب البيت الذي يتحتم عليه أن يكون قدوة يُعلّم بعمله قبل أن يُعلّم بقوله.
والإجراءات الاحترازية والوقائية من الوباء إماطة اللثام أمام المجتمع عن الكثير من المظاهر والعادات الضارة التي من المفيد الإقلاع عنها مثل حب المظاهر والتبذير والإسراف والتقليد الأعمى والاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل وغيرها، كما أنها صوبت بعض المفاهيم التي التبس أمرها على البعض في خضم الإعلام الرقمي والموجة المركوبة من قبل الدهماء.
والممارسات المتسيّبةِ والتجمعات القاتلة للوقت والضارة بالصحة والعادات الفاسدة سواء المستورد منها أو البائد أصبحت تحت المجهر لمن له بصر وبصيرة، مما يتطلب أخذ العبرة من هذه الجائحة والعبور من خلالها نحو مستقبلٍ خالٍ من الممارسات الهابطة والعادات الساقطة.
وعزوف المواطنين عن السفر إلى الخارج بعد انتهاء الأزمة من الحقائق المسلم بها، بسبب ما يبدو في الأفق من تعقيدات السفر المنتظرة ومنغصات الإقامة واحتمالات العدوى، بالإضافة إلى ما قد تتمخض عنه هذه الأزمة من المثبطات والمحبطات على المستويين الصحي والأمني، الأمر الذي يعتبر تصحيحاً لبعض المفاهيم المغلوطة بالنسبة لأولئك الذين جعلوا من قضاء فصل الصيف في الخارج قضية يؤمنون بها وغاية ينشدونها بدافع من التباهي بالثروة والبحث عن الوجاهة المزيفة والتقليد الأعمى والتنافس الممقوت.
وهذه الأزمة أزاحت الستار عن مسرح الأحداث وأزالت الغشاوة عن العيون لكي يكتشف هؤلاء إن قضاء فصل الصيف سنوياً خارج حدود الوطن لم يعد مقبولاً بعدما أصبحت هذه السياحة محفوفة بالمخاطر الصحية والأمنية في حين أن السياحة في الداخل أقل تكلفة وأضمن أمناَ وأجدى نفعاً وذات مردود إيجابي على الوطن والمواطن.
وعمليات الحجر والعزل أثناء الجائحة أوجدت مجالاً واسعاً للاعتماد على الشبكة العنكبوتية ونظام الأتمتة وكل ما له علاقة بالفضاء الرقمي، كما هو الحال في الاجتماعات الافتراضية والتعليم عن بعد ومزاولة العمل الوظيفي عن بعد، وهذا الاعتماد جعل الباب مفتوحاً على مصراعيه للتوسع في استخدام وتوظيف هذه التقنيات في المستقبل، على الرغم من انعكاس ذلك سلباً على الوظائف ومجالات التوظيف باعتبار هذه الخدمة تخدم الإنسان من جهة، وتضره من جهة أخرى.
والمنحة التي لا يعادلها منحه هي أخذ العبرة من هذه المحنة وتمحيص وتحليل الدروس المستفادة منها، ثم يأتي بعد ذلك الاعتبار من حالة الضعف الإنساني أمام هذه الجائحة التي وضعت دول العالم تحت التجربة والاختبار وبالتحديد النظم الحاكمة، وقد أثبتت قيادة المملكة أن القيادة الناجحة هي قيادة القدوة وأنه كيفما تكون القيادة يكون المقودون، حيث انعكست مواقفها الإنسانية وردود أفعالها العقلانية ومبادراتها القيادية على المواطنين من خلال القيادة بالقدوة التي يعود إليها الفضل في نجاح الإجراءات الاحترازية والوقائية من جهة، وبلورت موقف المواطن في الاتجاه الصحيح من جهة ثانية، وتجسيد روح الوطنية من جهة ثالثة، واستنتاج الدروس والعبر من جهة رابعة، ورؤية نور المنحة من داخل نفق المحنة من جهة خامسة.
والمملكة بوصفها تعتبر واحدة من دول العالم التي تعاني من هذه الجائحة الوبائية العالمية، فإنها تتأثر بما يحدث في هذه الدول كما تؤثر فيها خاصة فيما يتعلق بالمكافحة والوقاية التي تحتاج إلى التعاون والتضامن بين جميع دول العالم، بغية القضاء على الوباء والتكيف مع ما سوف يطرأ على الوضع العالمي من تغييرات حتمية وتحولات إستراتيجية لم تكن متوقعة قبل ظهور الوباء وانتشاره عالمياً.