#المرأة #السعودية وقفزات المستقبل
تواجه المرأة السعودية عدة تحديات لاثبات نفسها و دورها ووجودها ومشاركتها بالمجتمع، لكنها بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من تحقيق قفزات عديدة بعد أن تغلبت على كثير من المصاعب والتحديات وفرضت نفسها واثبتت وجودها بفاعلية مبهرة نالت إعجاب القاصي والداني.
ولعل مجال التعليم هو المجال الذي كانت فيه أكثر منافسة في هذا الوقت، حيث تسعى المرأة السعودية بكل ما أوتيت من قوة لإثبات وتثبيت موقعها ومكانتها فيما قد وصلت له، فقد برز دور المرأة بصورة متسارعة وحققت قفزات مشهودة، خاصة في المجالات المتخصصة، حيث عززت مشاركتها تدريجيا في مجالات العمل الأكاديمي بتحمل مسئوليات إدارية وفنية ذات طبيعة نادرة في بعض الأحيان، وبذلك استطاعت إحتلال مواقع قيادية عليا في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى مشاركتها البارزة في قطاعات الأعمال والتدريب.
كما برزت قدرة المرأة السعودية الفائقة على مواجهة التحديات بشتى أشكالها، وبكل شجاعة وإقدام تصدت للمصاعب والأزمات التي تواجهها خلال حياتها العلمية والعملية.
ولعل أبرز التحديات التي واجهتها هو التحدي الإنساني تجاه مواقف العنف والتنمر التي تمارس ضدها لانتهاك حقوقها، كما سعت بقوة وثقة لضمان المعاملة بالمساواة والتكافؤ كمواطنة لها كامل الأهلية، دون أي تفرقة بينها وبين أقرانها في العمل.
وإحقاقاً للحق فإن دولتنا العظيمة لا تفرق بين الرجل والمرأة في المناصب طالما تساويا في الكفاءة العلمية والمهنية، فالأفضلية هي الحكم دون تمييز، كما أن الدولة قد سنت التشريعات التي تضمن حقوق المرأة وفقا لشريعتنا الإسلامية الغراء حيث تمكنت المرأة من مواصلة مساهمتها في بناء المجتمع والمشاركة في بناء الاقتصاد الوطني.
وهناك تحدٍ آخر ألا وهو إيجاد فرص متساوية ومناسبة للتدريب والتأهيل للتمكن من دخول سوق العمل بكل كفاءة وقدرة مع الحصول على أجر كامل وليس كعمل هامشي، حيث انخرطت في البرامج التدريبية والتأهيلية في شتى مناحي الحياة.
ومن خلال هذا الانطلاق وهذا التحدي ولدت الحاجة الماسة لأن تتوفر للمرأة هذه البرامج بمختلف مناطق المملكة وألا تقتصر على المدن الرئيسية فقط، بل أن المناطق النائية هي أكثر حاجة لهذه البرامج حيث أنه وفي بعض الأحيان وفي تلك المناطق قد تعول المرأة أسر بأكملها.
كما دعمت قيادتنا الرشيدة المرأة بإتاحة الفرصة لها لقيادة السيارات مما سهل عليها الوصول إلى مكان عملها بيسر وسهولة وساعدها في التحرك دون قيود، وسنت قوانين تحافظ على حماية المرأة من التحرش والمضايقات، وتعينها على أن تتمتع بمختلف المزايا التي تجعلها قادرة على التوفيق بين عملها والتزاماتها المنزلية، فمنحتها حق الحصول على إجازات الأمومة و غيرها من الإجازات مما يعد محفزا للمرأة للاستمرار في العمل والشعور بالرضا والقدرة على المنافسة في بيئة العمل.
ولعل من التحديات التي تواجه المرأة في مجتمعنا المحلي هي حاجتها إلى المرونة والتأقلم مع متطلبات المرحلة الحالية والتغيرات الحاصلة فيها ومن بينها المزيد من المهنية العالية في التعاطي مع ظروف وبيئة العمل، واستثمار الفرص الجديدة التي توفرها هذه الظروف من النواحي العملية والاقتصادية.
وعلى ذلك نرجو أن تتاح للمرأة خلال الفترة القادمة فرصاً متساوية مع الجميع خاصة في مجالس المناطق والمجالس البلدية والمحلية، والأندية الأدبية، بالإضافة لتخصيص أماكن مستقلة في مواقف السيارات للمرأة العاملة لتوقف مركبتها دون عناء أو مضايقات بمقر عملها، و أناشد رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المختلفة للتعاون والعمل لإطلاق مشاريع استثمارية لإنشاء مدارس تعليم القيادة في كافة أرجاء المملكة.