كرونا والحجر والصيام كشفوا ضعف الرسالة !!
كُنتُ مثل غيري أحسبُ أنه مع فرض الحجر وحلول شهر الصيام وقفل دور العبادة وتوقف الحياة في كافة أرجاء المعمورة سيكون هناك نقلة فنية ضخمه إن لم تكن بسبب الجائحة فلأجل شهر رمضان المبارك الذي يصاحبه فتور في عموم الحياة للوطن العربي ..
صُدِم المشاهدون كما هي العادة من سنوات سابقة بخذلان المنتجين والكّتاب والممثلين مجتمعين ، بأن اخرجوا مسلسلات هزلية لا ترقى للمستوى الدرامي المثري لذائقة المتلقي .. ولا تساوي تلك الإستعدادات والتضحيات الماليه والجهود التي شُحِنت من قِبل فِرق العمل لكل محطة أو قناه أو هيئة إعلامية مستقلة بذاتها ..
وسوف أكون منصفا لنفسي والآخرين من حيث زاوية محددة دون الخوض في الأمور الفنية التي لا أستطيع تناولها نقدا وتفنيدا .*
لكن الإنصاف يُحتِم أن ننقل ما سمعناه وقرأناه وشاهدناه وتعليق الشارع العربي بالإجماع وما تحدثت عنه وسائل التواصل الإجتماعي من إستياء واضح للكثير مما ضخته معظم القنوات في برامجها قبل شهر رمضان المبارك وخلاله حتى إنجلت الغمة قليلا عن الأمة بتخفيف قيود الحجر الصحي في كثير من البلدان ..
وتأكيدا على ماسبق ، فقد سعت بعض القنوات إلى إكمال النقص الذريع بالإستعانة بذاكرة الأرشيف وبث بعض البرامج والمسلسلات القديمة التي طواها الزمن وغيب الموت منتجيها وممثليها* .. وهي خطوة موفقة حفظت ماء الوجه قليلا ..
لكنها في الجانب الآخر أبانت البون الشاسع بين ثقافة ذلك الجيل الذي كان دافعه الرغبة والهواية في ظل إمكانات وأجور متواضعة ... وبين مانراه اليوم من غثاء كغثاء السيل وضع ذوق وفكر وحاجة المشاهد على الرف بتنفيذ بعض البرامج والمسلسلات التي فعلا لا تستحق المشاهدة وجرمُ في حق المشاهد أن يصرف وقته مطالعا لها.
اما ما هو أنكى وأبكى فما يؤكد المستوى المتواضع أن الأسرة في البيت الواحد لم تر في شاشة التلفاز لمئات القنوات ما يجعلها فعلا متشبثه بالمتابعة والاستفادة واضفاء جو من السلوى طيلة أشهر الحجر المنزلي .. فأنصرف الجميع لمتابعة مواقع التواصل الإجتماعي وبرامج التوك تك وغيرها من المواقع التي تهتم بالسندوتش السريع الطياري في مقاطع مختلفة الرؤى والمشارب متفاوتة الأفكار يبعث بها اللاهون الفاضون عبر سناباتهم لتلك المواقع.
لكنها بما تحمله من أفكار مختلفة وقيم مختلفه كانت اقرب لسلوى المشاهد من غيرها.
أمنية ان يراجع كتاب الوطن العربي ومنتجوه وممثلوه أنفسهم قليلا ويضعوا أمامهم خيار التحدي الصادق وقيمة وقت وفكر المشاهد ليصل نتاج منقى مصفى يدخل الفائدة السلوكية والمعرفية مصحوبا بمستوى فكاهي مشبع لنهم المشاهد