#كورونا ومعادلة #التعليم الإفتراضي
بعد إصابة العالم بالشلل نتيجة جائحة كورونا وتأثير ذلك على مناحي الحياة المختلفة ، ووفقاً لما رصدته منظمة اليونسكو، فقد قام أكثر من 100 بلد بإغلاق المدارس في جميع أنحائه، مما أثر في أكثر من نصف طلاب العالم. وقامت عدة بلدان أخرى بإغلاق المدارس في بعض المناطق فيها، وإذا ما لجأت هذه البلدان إلى إغلاق المدارس والجامعات على الصعيد الوطني، سيضطرب تعليم مئات ملايين الدارسين في شتى أرجاء المعمورة .
ولذلك فإننا أمام أزمة تعليمية عالمية، وإذا لم نبادر لمواجهتها ، فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير الأنظمة التعليمية على مستوى العالم .
وقبل الحديث عن المشكلة على مستوى المملكة دعونا نسأل أنفسنا ما هي الآثار المباشرة التي تعود على الطلاب، والتي تثير القلق في هذه المرحلة ؟
في الواقع يمكن حصر هذه الآثار كالأتي :
1. خسائر في العملية التعليمية.
2. عدم وضوح الرؤية بالنسبة لعملية التعليم بعد انتهاء الأزمة.
3. عدم ذهاب الأطفال للمدارس يقلل من حظوظهم في الإستفادة من الدراسة.
4. انعدام المساواة في النظم التعليمية بين جميع الطلاب.
كما سيؤدي التأخر في بدء العام الدراسي أو انقطاعه إلى حدوث اضطراب كامل في حياة العديد من الطلاب، وأهاليهم، ومعلميهم.
إذن فما هو الحل ؟!!
أعتقد أن الحل يكمن في استخدام استراتيجيات التعلُّم عن بعد. لكن كيف ؟
ولهذا فقد اتخذت العديد من دول العالم قرار بتفعيل المدارس الافتراضية والتعليم عن بعد خلال فترة تعليق الدراسة التي يمر بها العالم منذ انتشار هذا الوباء، وذلك لضمان استمرار العملية التعليمية بفاعلية وجودة، وفي سبيل تحقيق ذلك اعتمدت العديد من المدارس والجامعات منصات رقمية، وفي هذا السياق نشير الي أهمية اختيار منصة التعلم المناسبة .
وبحيث توفر بيئة شاملة لتقديم برامج التعليم الإلكتروني والمدمجة على الإنترنت لجميع الطلاب، بالإضافة إلى توفير أهم الأدوات للتعليم، والمزودة بأعلى مستويات الأمن والحماية مع الموثوقية التي تضمن تشغيل الأنظمة في كافة الأوقات.
ولذلك فقد وضعت وزارة التعليم بالمملكة استراتيجياتها لكافـة قطاعـات التعليـم والتدريـب فـي كافة المناطق ، حيـث تمتـد المسـيرة التعليميـة للطلبـة مـن مرحلـة الطفولـة المبكـرة وحتـى مرحلـة التعليـم مـا بعـد الثانـوي والتهيئة لسوق العمل والتعلم مدى الحياة. وانطلقت الوزارة في بناء خطتها من 12 تحدياً رئيساً رغبة في إصلاح التعليم وتطويره وتوزعت هذه التحديات تحت ثلاثة مجالات: الجودة والجاهزية، المساواة وتوفر الفرص، الكفاءة والفعالية.
حيث أن عدد الطلاب المستفيدين بالمملكة من هذه الاستراتيجية يقدر بنحو (ستة ملايين) طالب وطالبة ، فمُنذ بدأ تعليق الدراسة ، أصبحت المُعادلة التي يجب حلها هي (التعليم الإقتراضي) وخاصة في ظل ما نعيشه من مخاطر في ظل هذا الوباء، وكيف لنا حماية أبنائنا من هذا الخطر الداهم وطرق الوصول بالتعليم الافتراضي إلى كافة الطلاب وحصولهم جميعاً على المواد العلمية والتعليمية لجميع المواد الدراسية ، مع مراعاة ظروفهم الاقتصادية والبيئية والمعيشية ، بحيث يتم تزويدهم بالدروس بصورة تمتاز بالكفاءة التعليمية، عبر هيئة كاملة من المُعلمين والمُعلمات بكافة المناهج لمُختلف المراحل الدراسية، بل ويضمن توفير (المناخ التفاعلي) بين جميع أفراد المنظومة .
في الختام.. اكاد أجزم أن وزارة التعليم بالمملكة قد نجحت في تبني ممارسات حديثة للدفع بعجلة تطوير التعليم، نظراً لأن التعليم الإلكتروني أصبح من المكوّنات الأساسية لمستقبل التعليم. كما أن فكرة التوجه لتجربة الانتقال نحو التعليم الإلكتروني يجب ان يتواكب معها تغيير في فكر الطالب والمعلم على حد سواء، بالإضافة إلى تقديم التعليم بشكل مثالي، والتفكير جدياً في حلول غير تقليدية للتعليم بعد مرحلة الأزمة.