من للعالقين؟!
توالت النكبات على الشعب اليمني فما يكاد يتعافى من احداها حتى تأتي الأخرى أشد مما قبلها وتجعل من اكتوى بها وسبق أن عاش ما قبلها يترحّم على سابقتها وهكذا الحال وكما يقول المثل من حفرة الى دحديرة.
خمس سنوات انقضت وحرب ضروس وانفلات أمني في كثير من المحافظات وحصار لمحافظات أخرى واغلاق مطارات وتوقف اعمال ومشاريع وارتفاع معدل البطالة وتعليم يترنح وخدمات صحية لا تكاد تذكر وانتشار للأمراض والأوبئة وازدياد نسبة الفقر حتى أصبحت تقارير المنظمات الدولية تشفق على حال اليمن واليمنيين مما وصلوا اليه في كافة المجالات.
استبشر الناس بهبوب عاصفة حازمة هدفها استعادة العاصمة التي سيطرت عليها مليشيات انقلابية وإعادة الشرعية اليها والتي اتخذت من عدن عاصمة مؤقتة لإدارة شئون البلاد والعباد وماهي إلا أربع سنوات حتى سقطت العاصمة المؤقتة هي الأخرى بيد مليشيات أخرى في مشهد دراماتيكي جديد يعقد الوضع السياسي جملة وتفصيلا وأخرجت منها ما تبقى من الحكومة الشرعية التي حاول جيشها الوطني استعادتها وقد كاد قاب قوسين أو ادنى لكنه تعرض لضربات جوية من طيران احدى دول التحالف فلم يجرؤ رئيس مجلس النواب المعين توافقيا على ادانة هذه الضربة بل أوقف اصدار بيان ادانه اعدّه بعض أعضاء المجلس وأما بيان الحكومة فقد رفض التوقيع عليه بعض الوزراء حفاظا على العلاقات الشخصية الودية ولتذهب دماء الشهداء الى بارئها أهم شيء ضمان موقع في التغيير القادم ان تم التمكين له حتى أن أحدهم بعد أن خرج من عدن بعد سقوطها قابلته صدفة وقلت له سلامات عسى ماشر قال لا تقلق هؤلاء اصحابي وأولئك اصحابي بمعنى المنصب موجود في كل الظروف والأحوال.
هذا هو الحال وهذا هو المشهد يتم التعرف عليه والتعريف به من خلال أسطر قليلة، وضع لا يسر صديقا ولا حبيبا فكيف بمن يعانيه ويعيشه ليل نهار
اجتاح العالم بأسره جائحة الوباء كوفيد19 (كورونا)
وشكل حالة رعب ربما لم تشهد لها البشرية مثيل من حيث ضحاياه وسرعة انتشاره وما ترتب عليه من أوضاع استثنائه ستكون لها تبعاتها ونتائجها الوخيمة على كبرى اقتصاديات العالم وسيسقط الصغار في الهاوية إلا ان تتداركهم رحمة من الله جلّ في علاه.
فكيف سيكون حال اليمن واليمنيين إذ لا قدّر الله ووصل هذا الوباء الى بلادهم والحمد لله أن وزير الصحة المغترب بشّر المواطنين فظهر في بيان تلفزيوني بصحة جيدة وقال أن اليمن خالية من كورونا حتى مارس 2019م.
ونسأل الله ان تستمر كذلك في 2020م. فاليمن لا تحتاج لنكبات أخرى.
وكما ظهر وزير الصحة وددنا أن لو ظهر وزير المغتربين هو الآخر ببيان يطمئن الاف اليمنيين العالقين في خارج اليمن والذين يعيشون رعب كورونا في البلدان التي ذهبوا اليها من أجل العلاج بدرجة أساسية الغير موجود في اليمن أصلا او للتعليم بالنسبة للطلاب أو أمور أخرى لآخرين من تجارة وغيرها جميعهم يعانون هذا الرعب فتقطعت بهم السبل
وبعضهم لم يعد لديه ما يصرفه على نفسه فكان الأولى من حكومتنا المبجلة ان تضع هذا الأمر من أولوياتها وتسير رحلات خاصة واستثنائية لنقل العالقين كي تعيدهم لبيوتهم واسرهم واطفالهم مع إقامة الحجر الصحي عليهم فور وصولهم حتى لا يكونوا ناقلين للعدوى من البلدان التي أتو منها,
فهل سنجد آذانا صاغية لهذا النداء؟
أرجو ذلك.