المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي

كورونا مطية كل متحدث ..فهلا بثثنا الاطمئنان في أنفس المصابين


من الطبيعي أن يكثر الكلام و الكتابة عن وباء العصر في هذه الأيام ، لكن ثمة تساؤلات تلوح في النفس و الوجدان: ما الآثار النفسية للمريض و لأسرته ؟ وما هو دور الأصحاء و الجيران و الأصدقاء في هذه المرحلة ؟
طبيب فرنسيّ على قناة TV5 قال بالحرف :
"منذ بدأ انتشار الفيروس وموت المرضى وأنا أشعر أنني في حاجة إلى الذهاب إلى طبيبٍ نفسي ولكني اليوم أحسست وكأنني أحترق من الداخل، لا أنا فعلاً أحترق من الداخل بعد أن توسل لي مريض وهو يحتضر أن يرى أبناءه للمرة الأخيرة وبعد إلحاحه وبكاءه استجبت أنا والطّاقم وبدأنا في تجهيز المكان حتى يتسنى للأبناء الدخول في أمان وبعد اتصالي بهم رفضوا أن يودّعوا أباهم خوفا من العدوى حتى أنني توسّلت لهم لكنّهم وبكلّ بساطة أغلقوا الهاتف في وجهي !
هُنا أحسست فعلياً أنني أشتعل ، انهرت ولم أعد أستطيع الذهاب إلى العمل و أنا اليوم أتابع جلسات العلاج مع طبيب نفسي وآخذ دواءً قوياً فقط لأستطيع أن أنام دون سماع توسّلات من كانوا البارحة مرضى وهم اليوم موتى."
فهل هذه إنسانية ؟ و هل هذا هو التحضّر ؟ تبا لكل أناني نرجسي لا يهتم إلا بنفسه ..نعم من حقك أن تحمي نفسك بل الواجب أن تحافظ عليها لكن رفقا بمن ابتلي بالمرض فهو مثلك رغم حرصه و لكنه أصيب الآن و أنت ربما تصاب و ربما يقضي الله لك السلامة ..فهل تنسى ما بينكم من روابط ؟
الإنسانية في أبسط مفاهيمها تعني الرحمة و الشعور بالآخرين و مد يد المساعدة و الغوث لهم نفسيا و ماديا ..و شريعتنا الإسلامية السمحاء حثتنا على العطف و الرحمة بمن حولنا و بكل إنسان ..و خاصة أهل المصاب ..أنا لا أدعو لزيارتهم أو كسر الحظر و الخروج إليهم بل الوقوف بجانبهم معنويا بالاتصال الهاتفي معهم و السؤال عن أحوالهم و بث الطمأنينة في أنفسهم ..و لك أن تتصور كمية السعادة التي ستدخلها إلى قلب المصاب و أسرته حين يجد الاهتمام منك و من غيرك ..كلمة منك تحيي أمله
وكما يقول المثل عند إخواننا المصريين ( لاقيني و لا تغديني ) كلمة نعم كلمة منك سيكون لها مفعول السحر لديه : طمأنه و بشره بأنها غمة و ستزول بإذن الله ..و أن نسب الشفاء بحمد الله كبيرة ..و أن هذا الوباء ليس عقابا له فالصحابة رضي الله عنهم أصابهم (طاعون عمواس –في فلسطين ) ..تفاءلوا بالخير تجدوه .بشّروا و لا تنفروا ..فنشر الطمأنينة في ساعات القلق هو نهج الأنبياء .
بواسطة : الشاعرة أنيسة الهندي
 0  0  10.6K