عيد الأم/الأُسرَة و النوروز
مع بدابات مطالع الربيع و بزوغ السنة الطبيعية.. تبدأ الحياة من جدي؛ و ينفك الوجودُ من بروده و تجلده و جموده؛ و تتنابت الأوراق على الاغصان..ثم تــُزهرُ الدنيا.. و تزدهر!
و مع معاودة الوجود للاخضرار و للحياة.. تبنّث الأمم الراقية و الرائقة الرضيّة الالتفات إلى (الأم).. فأعلنت اليوم جزءاََ من الاعتراف بأفضال الأم.. و اسمته (عيدالأم). و تبارى المطربون و تناشد المنشدون، متغنين بالأم و الاعتراف و لو بشيء من افضالها. و بذا خلــُدت اغنية فائزة أحمد - و خلدت فائزة نفسها- بأغنية 'ست الحبايب'. و توسّع الخليج -و منهم مملكة البحرين- فأسموا نفس اليوم و عين المناسبة بـ(عيد الأسرة!
و كانت الأمم التليدة منذ الفيات عديدة من السنين (و لا زالت) تحتفل بالحياة و بدء الربيع، فهذا شاعرنا الكبير البحتري يتغنّى بالربيع و بدء السنة الجديدة عند عموم القدماء، في تراث غرب آسيا و اواسطها و كــُردستان و في شبه القارة الهندية َ، بل و في الصين و غالبية آسيا.
فمثلاََ، في الحضارة الساسانية تمّت تسمية 'النوروز' و تعني (اليوم الجديد) و بدء الربيع و بدء العام الطبيعي الجديد): نو-روز ..New) Day/NawRuzَ
و احتفالا ََبهذا اليوم صدَحَ الشاعر البحتري.. و خلّد اليوم و مناسبة بزوغ فصل الربيع.. و حدوث 'ميزان' الشمس او ما يسمّى علمياََ في عالم الطبيعة و علم الفيزياء بـ(الاعتدال الربيعي).. Spring Equinox [مقابل صِنوِه: (الاعتدال الخريفي، Autumn Equinox
(و ذلك ما نسميه محلياََ.. بالميزان).
و معظم شيــــبِـنا (و نادراََ بين شبابنا!) من يعرف الشاعر البحتري.. أو يحفظ حتى بعضاََ من ابياته الخالدة، و خاصة البيتان:
أتاكَ الربيعُ الطلْقُ يختالُ ضاحِكاََ#
مِنَ الحُسنِ حتى كادَ أن يتكلَّما!
و قد نبَّهَ (النوروزُ) في غَسَقِ الدُّجىَ#
براعِمَ وَردٍ كنَّ بالأمسِ نـــُـوَّما!
[استخدمتُ براعم.. بَدلاََ من بوادر. ]
و بذا سَجَّل البحتري هذه التحية لمقدم الربيع و العام الطبيعي الجديد. و خلُدَت الذكرى عبرَ السنون و القرون.
(و كل مناسبة و الجميع بألف خير)