السياسة وفقهها
كثيرًا ما يخطي الناس في فقه السياسة وممارستها، فالفقه علم ينبغي لكل أحد علمه وفهمه وأما الممارسة فهي مهارة وفن فلا تصلح للسوقة ولا تنبغي الا للحذاق الممارسين، أصحاب البديهة السريعة، فهي كما قيل "مجموعة إفكار قانونها التجارب، وقاعدتها العمل" لأنها علم حكم الدول.
وحري بالقاري الكريم أن يعلم فقه السياسة ليكون على بصيرة، فهي كما قسمها البعض من علماء السياسة إلى خمسة أقسام:
الأول: السياسة النبوية: فهي تتعلق بالوحي والسنن الإلهية وتطهير النفوس من دنس العقائد المخالفة، الآراء المنتكسة.
الثاني: السياسة الملكية: تشتهر هذه السياسة بحفظ الشريعة، على الأمة، وإحياء السنة في الملة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود انفاذ الأحكام التي رسمها صاحب الشريعة، ورد المظالم وقمع الأعداء وكف الأشرار.
الثالث: السياسة العامية: فهي الترأس على الجماعة كالأمراء، وقيادة الجيوش وهي معرفة الطبقات للمرؤوسين وحالاتهم، وصنائعهم ومعرفة مراتبهم ومراعاة أمورهم.
الرابع: السياسة الخاصة: فهي معرفة كل إنسان تدبير شؤون منزله وأمر معيشته.
الخامس: السياسة: الذاتية: فهي معرفة الإنسان لنفسه وأخلاقه.
إذن هذه مجمل أقسام الفقه السياسي الذي لا يجدر بالإنسان أن يجهلها، لكن ليس له أن يمارس ما ليس له، و لا يترك ما له.