التبليغ وبدعها
«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" هذا ما رواه الشيخان في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صل الله عليه وسلم- ففي القارة الهندية تأسست جماعة التبليغ والدعوة
(الأحباب) على يد مؤسسها محمد إلياس الكاندهلوي 1364ه حيث قرر لهذه الجماعة مبادي ستة وهي الكلمة الطيبة، إقامة الصلاة ذات الخشوع العلم والذكر، إكرام المسلمين، الإخلاص.
حيث تقوم دعوتهم على طريقة محدثة لم تكن على الطريقة المحمدية السنية المرضية، فتندب نفسها للدعوة في بلد ما وفي أيام محددة، مع التقشف التزهد الصوفي المذموم، ومما أحدثوا التأويل لبعض الأحاديث كالخروج للدعوة بدل الجهاد الشرعي الذي يقوده الإمام فبذلك يعطلون هذه العبادة، والتساهل في روايات الأحاديث الضعيفة التي تحدث بلبلة وتشكيك في الأمر، وذكر ما يحصل لهم من الكرامات لهم ولأتباعهم، كما أن للأمير الذي يقودهم بيعة في رقابهم وهذا مما يفرق الأمة فلا إمام إلا الأمام الشرعي، ويفرقون المجتمع إلى تبليغي وغير تبليغي، كما أنهم يتحلقون بعد كل دعوة حيث يتذاكرون السور العشر الأخيرة من القرآن بأمر مستمر، والذكر الجماعي الصوفي، والاعتكاف المستمر يوم الخميس.
ها قد تبين لمن عرف هذه المحدثات التي لم تكن يومًا من الدهر طريقة من الطرق المشروعة للدعوة، وإنما احدثوا في الدين ما ليس به ولا منه، فالحذر ممن يتنسب لهم، أو يكون على هذه الطريقة، أو يكون لها من المؤيدين، فلا طريق لهم إلا الغواية، ولا منهج لهم إلا عقولهم الفاسدة الخاوية.