المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

تــــَعلّم الأمهَرية؛ التركية؛ العبرية؛ و الفارسية







منذ طفولتنا المبكرة و نحن نسمعُ الوعظَ و الحَثَّ على تعلـِّم اللغات الأجنبية؛ و كان دافعُ الوعظ في وقت من الأوقات إتـــّقاءَ أذىَ الغير و مَكايدهم (!). و لو أن الحثّ كان احياناََ يركــِّزُ أيضاََ على 'الدراسة و طلب العلم'.. ففي تلك الحالة كانت العظة مفتوحة على مختلف المعارف و المهارات و العلوم؛ و بذا تم الحث على طلب العلم في ارجاء المَعمورة، و جاء ذِكرُ الثقافة الصينية ('اطلبوا العلم و لو في الصين'.) و كان ضرب ذلك المثل من باب الحث على تحمل وَعثاءات و تكلـُفات شد الرِّحال طلباََ للعلم.

و لكن، و مع تلك العِظات و الدعوات المشجعات، قلَّما شاهدنا او سمعنا عن ممارسة هكذا عِظة.. أو عن تنامي الشغف نحو تعلم (اللغات)، و كانت المناداة مشفوعة بحافز الحماية و إتقــّاء الأذى. (و هنا ليتني أركزُّ على الجانب الآخر من لزوم تعلِّم اللغات، ألا و هو اقتناء (فوائد) تعلِّم لغة الآخرين، و منها استشفاف ما لديهم من إنجاز و إبداع و فائدة و تنمية و جمال.)

منذ اكثر من نصف قرن (و قبل مصيبة أمتنا الكبرى في اواسط القرن العشرين بنكسة ١٩٦٧م) .. و إنا اقترح و اطالب شعوبنا و مؤسساتنا الخاصة قبل العامة، بتعلم ايٍ من اللغات الأربع (حوالينا) و في المنطقة المحيطة بنا، مثل: الفارسية، او التركية، او العبرية او الأمهرية.الحبشية، فإنّ جلَّ أناسِ هذه الجهات كانوا و أصبحوا جيراناََ لنا و قريبين منا؛ بل و ملاصقين لنا. فالأَولى بنا التواصل بهم و التفاهم معهم و تبادل الفوائد و المصالح و الخيرات المشتركة. و أولى لك فأولى. فلنبدأ و لو بواحدة من ثلاث من تلك اللغات الأربعة: الفارسية او التركية او الأمهرية/الحبشية؛ (مع إمكان الولوج في العِبرية.. بعد حين.)

لقد كانت عندنا محاولة لتوسيع أفق التعامل مع الخارج و اقتناء لغة اجنبية أخرى تم تدريسها في مدارسنا زيادة عن الإنگليزية؛ فكان من حُسنِ طالعِي أن حدث في جيل زماننا ان كانت الفرنسية مُقرَّرة في مناهج التعليم في المرحلة الدراسية الثانوية (في الصّفيْن الثاني و التوجيهي من القسم الأدبي)؛ و كان ذلك في حـَمــْوة عهد الرئيس الفرنسي الجنرال شارل دُگول Charles de Gaule و رآسة الأمير/الملك فيصل لمجلس الوزراء عندنا. (كان ذلك في أواخر خمسينات القرن الماضي، العشرين، و أوائل ستيناته.)

ثم قمتُ فأخدتُ مادتين في الفرنسية في اوائل ستينات القرن الماضي، أثناء دراستي الجامعية في جامعة تكساس بأمريكا؛ و قد توافرت فرصُ تعلم اللغات في تلك الجامعة، و كان تعلـِّم بعضها ضمن متطلبات الدراسة للتخرِّج منها. فكان من الفرص المتاحة أن كانت العِبرية ضمن اللغات المتوافرة فأخذتُ اربعاً منها. و كان ذلك قبل مصيبتنا الكبرى في ١٩٦٧م. (و حصلتُ على تقديرات ممتازة في تلك المواد الأربع؛ و ساهم ذلك في ازدياد رفع تقديرات معدلي الدراسي العام.)

(ثـُم سعيتُ لزيادة و توسيع إلمامي اللغوي حين سنَحت لي فرصةٌ لتعلم اليابانية و انا أكاديمي في أواخر القرن الماضي في جامعة البحرين.. حين قامت مؤسسة نومورا المالية بتوفير فرصة لتدريس اليابانية للراغبين فيها من أعضاء هيئة التدريس و الموظفين؛ و اذكرُ حين سجّلتُ فيها في خريف ١٩٩٣م اني كنتُ ضِمنَ مجموعة من 14 دارساََ و دارسة.. كان منهم مدرسٌ فرنسيٌ، و كذلك كانت الزميلة د.منيرة أحمد فخرو. ثم تنامى عدد (المنسحبين و المنسحبات).. حتى أَمسيتُ الدارسَ المثابرَ الأوحد. و بذا صارت اليابانية ضمن اللغات الأربعة و النصف التي درستُها، إلى الآنَ).

و في المقبلِ من أيامِ عُمري اطمحُ إلى مواصلة إلمامي أيضاََ بالتركية؛ و كذلك البدء في الفارسية و الأمهرية (التي هي اللغة الأساسية بين اكثر من 20 لغة و لهجة في ربوع جارتنا التليدة الحبشة).

فعسى ان نوسِّع و ننمّي علاقاتنا و تفاهماتنا الثقافية و التجارية و الاجتماعية مع العالم الخارجي بعامة؛ و مع التركيز على الجيران و الأقربين بخاصة!
 0  0  15.2K