المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
ناصرمضحي الحربي
ناصرمضحي الحربي

عن ناصرمضحي الحربي

إعلامي صحافي -كاتب إجتماعي- دعم فني أنظمة إدارة المحتوى المستخدمة في بناء المواقع
مدير المتابعة والتدقيق في صحيفة غرب الإخبارية
محترف البرمجة بلغة php
صحفي سابق في جريدة البلاد/مجلة الشرق/ جريدة اليوم/ مجلة مزون الاماراتية
شاعر بعيد عن الأضواء

الإغتيال في دائرة تصفيات المذابح الجماعية





يمثل القتل أعلى درجات العنف الإنساني، وتنص جميع الشرائع والقوانين على تحريمه وتجريم فاعله.والقتل أعلى درجة جنائية ينتهك من خلالها القاتل حقوق غيره بطريقة شنيعة وغير إخلاقية.ومن آليات القتل: الفتك والبطش والسحل والسلخ وسفك الدماء وترويع الناس بادخال الرعب في قلوبهم نتيجة الإستمرار في القتل.
ويختلف القصاص عن عمل القتل لإختلاف الدافع والنتيجة، ففي قتل القصاص حياة ورحمة، وغسل لما في نفوس ذوي القتيل.وفي القتل العمد فساد في الأرض ، ومصادرة لحقوق الآخرين في الحياة. والقتل بمعناه الإجرامي دائما يتبعه الخسارةواللوم والكرب محفوفا بالندم. وتتناول ثقافة الأنجلو ساكسون حالة القتل من عدة نواحي وإتجاهات، فالقتل عندهم يأتي بمعنى وضع نهاية لحياة شخص ما بحيث يتوافر من خلال الجريمة الشرط الجنائي الذي يستوفي حالة القتل.والفكرة أيضا تأتي بمعنى الفعل الذي يؤدي إلى وضع نهاية لحياة خصم ما في الحياة الدنيا.
ومن دلالات القتل أيضا أنه يأتي بمعنى الإعدام ،وبمعنى الإغتيال وبمعنى التمزيق.ويدخل القتل أيضا في دائرة التصفيات أو المذابح الجماعية التي تجري في حالة طقوس هستيرية. وتتعدد أساليب القتل بتعدد مفردات وأحوال ومواقف الثقافة البشرية:-فالرومان مثلا كانوا مولعين بصلب المجرمين، وكانوا مولعين أيضا بإلقاء خصومهم في حلبة مغلقة أمام حيوانات متوحشة. ويندر مثلا أن يستخدم الإنجلوساكسون مفردة مثل Skin أو butcher بنفس الاستلحاق الثقافي الذي دأب عليه ورثة الرومان في هذا الزمان للتدليل على القتل، وتميل الثقافة الأمريكية على طرح هذين النموذجين في ذاكرة الشارع الأمريكي لتأكيد الجبروت الأمريكي في استحداثه لآخر درجات الجزارة بناموسها الحضاري الفاخر.وأما خزانة الفكر الأنجلوساكسوني فقد دأبت على التلاعب بالفكرة من نواح شكلية فقط ليس الا، ولذلك فهم يستخدمون مفردة غير دارجة في ذاكرة الشارع العادي على نحو dispatch لامتصاص الترويع المتنامي من فعل القتل. انهم يقترحون فعل الارسال الى الجحيم من غير ميول لتضخيم الحالة وهذا في حد ذاته يعكس احدى حالات القتل بدم بارد.
وفي إعتقادي أنّ مثقفي الإنجليزية.. وخاصة الأمريكيون منهم يلجأون في بعض كتاباتهم لإستخدام هذا الفعل على نحو مجازي. والسبب أن هذا الفعل ينتمي إلى حقل علم الإتصالات ومعناه يرسل على وجه السرعة. وقد يكون المرسول شخصا أو خطابا أو إشارة أو برقية ونحو ذلك. وربما يكون علماء الجريمة أو جماعة من دارسي علم اللغة أختارو اسقاط الفعل لإستلحاق عنصر السرعة والمباغته على جريمة القتل.
وقد أستخدم دانييل يرجن هذا الفعل في كتاباته عن تاريخ النفط بمعنى الإرسالية التي تتضمن مهمة إطلاع مدراء شركات النفط على ما يحدث من عمليات تنقيب عن النفط.
ومن هنا ربما يكون الفعل أكتسب معنى القتل بضبط تصفية الهدف من ناحية السرعة والدقة في إنجاز عملية القتل، وبالتالي فهم يرسلون القتيل الى عالم آخر كما لو كان طردا يجري ترحيله من نقطة الى أخرى، ومع ذلك يتوافر في عمليات على هذا النحو بعض حقوق الامتياز، لأنهم على أقل تقدير من النادر جدا أن يقتلوا القتيل ويسيرون مع القتيل نفسه في موكب الجنازة.وأما الذين يقتلون شخصا آخر بدفعه الى الهلاك وهم يعرفون مسبقا أنهم يفعلون الشيئ نفسه، فهم لا يختشون أبدا اذ يسيرون معه في موكب وداعه الأخير.والقصة باختصار هي أن من يقتل نفسا يفترض عليه من باب الأدب مع الذات ومع نفس القتيل أن يتركها تمشي وحدها، فقد أنتهت مهمة القاتل وأما نفس القتيل فهي ليست بحاجة الى أي نوع من خدمات ما بعد البيع، لأنها تعرف الطريق.
 0  0  13.2K