الزغيبي رحل كقبيلة
[JUSTIFY]
لا يسعنا ولا يسلينا في مصيبتنا إلا تذكر قول ابن الوردي حينما قال:
كُتِبَ الموتُ على الخلق فكم
فل من جيش وأفنى من دول
أين نمرود وكنعان ومن
ملك الأرض وولى وعزل
أين من سادوا وشادوا وبنوا
هلك الكل ولم تُغْنِ الحِيَل
أين أرباب الحجى أهل التقى
أين أهل العلم والقوم الأول
فعظم أجر قبيلة بني الحارث كافة حضرها وبوداديها وتهمها، رجالها ونسائها، في وفاة رجلِ الإصلاح ورجلِ الكرم ورجلِ القبيلة الشيخِ عواض بن رده الزغيبي.
المصاب جلل، يصاب بالعلل، ولن يسد مكانه رجل ولا ولن يقوم مقامه جبل.
رحلت يا أبا محمد وإن في القلب لألـما موجعا لفراقك المفجع، رحلت يا أبا محمد يا نبل الرجال، ومجمل الحال.
رحلت مدرسة في التواضع، فعرفك الصغير والكبير حييا، رحلت كريما عزيزا، صالحا مصلِحا.
لكنما عزاؤنا فيك ذكر طيب كعطر فياح، تسير به الركبان.
وعزاء آخر لقلمي الذي يخونني عندما أهم بالكتابة عن مسيرة هذا الرجل العظيم، الذي كان قبيلة بحالها وحلتها، فكان زبن للمحتاج، مكرما للضيف، فاكا للعاني، جابرا للمكسور، معينا لنوائب الدهر، ناصرا للضعيف، متصدقا على المساكين، فجمع من مكارم الأخلاق ما لم تجمعه قبيلة بحالها.
فاللهم أكرم نزله، ووسع مدخله، واجعله مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.