شبوه والائتلاف درس آخر
قبل أمس الثلاثاء انعقد في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوه المؤتمر التأسيسي للائتلاف الوطني الجنوبي تدشينا لمسار الائتلاف في محافظة شبوه بعد فترة وجيزة من انعقاد مؤتمر سيئون بمحافظة حضرموت،
ويأتي هذا الانعقاد وفي محافظة شبوه تحديدا ليعطي دروس مجانية لمن أراد فهم أسس العملية الديمقراطية فهاهي محافظة شبوه وهي المحافظة الثانية من حيث الأهمية بعد محافظة حضرموت وهي الركن الثاني لإقليم حضرموت المنتظر ضمن اطار اليمن الاتحادي الموعود تقول للقاصي والداني نحن نضع مداميك الدولة والمدنية والديمقراطية بعد عقود طويلة من النظرة المتوحشة من الغير بأن شبوه كما هو حال مارب هم عبارة عن مجاميع قبلية تعيش على الثارات والنزاعات القبلية وقطع الطرقات هكذا صورتهم المنظومات السياسية المتعاقبة وهكذا دأب اعلامهم على نقل هذه الصورة المسيئة ونسوا جميعا ومن سار في ركبهم انه متى ما توفر الجو الصحي للعمل السياسي والديمقراطي الحقيقي ومتى ما اوكلت الأمور والقيادة للرجال المخلصين الذين يجعلون الوطن نصب اعينهم ويعيش في قلوبهم لا في جيوبهم فحينها سنرى الدولة بمعانيها الحقيقية وسنرى التنمية والنهضة وسنرى العدالة والحرية والمواطنة المتساوية وسنرى سلطة النظام والقانون تردع كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات البلاد وتعيد المارقين والمرتهنين لمشاريع الواهمين الى جادة الصواب.
فشبوه اليوم أصبحت الركيزة الأساسية لمشروع الدولة ومن خلال رجالها الاشاوس حافظت منظومة الشرعية على بقائها وتوهجها،
وأتى انعقاد المؤتمر التأسيسي لفرع الائتلاف الوطني الجنوبي في عاصمتها مثالا حيا بأهمية العمل السياسي والديمقراطي وأنه مكفول وحق للجميع وتحت سقف النظام والقانون وشرعية الدولة ومؤسساتها وأنه متى ما تعددت الرؤى والمشاريع الوطنية تحديدا فستكون لصالح الوطن حاضره ومستقبله وستنعم اجياله بالأمن والسلام،
وقد كانت العناوين العريضة للبيان الصادر عن الاجتماع التأسيسي لفرع الائتلاف تؤكد ان اهداف الائتلاف ورؤيته ومشروعه السياسي والوطني قائم على اعتبار القضية الجنوبية قضية محورية في إطار المشروع الوطني الجامع الذي أجمعت عليه مختلف القوى الوطنية من خلال مخرجات الحوار الوطني والتأكيد على عدالتها ورفض الإساءة لها بادعاء الوصاية عليها من أي طرف كان وبالتالي الرفض المطلق لكل المشاريع التي تعمل على تفتيت النسيج الوطني وكل ما من شانه الاضرار بالوطن من نشر للعنف والفوضى وكافة اشكال الملشنة التي تفت في عضد الوطن،
كما تم التأكيد على دعم الجهود الوطنية بقيادة رئيس الجمهورية لاستعادة الدولة والقضاء على الانقلاب الحوثي،
وأيضا تم التأكيد على قيم التسامح والحوار واحترام الحقوق والحريات وأن تكون حاضرة في الخطاب السياسي والإعلامي ونبذ كل السلبيات التي لا تجلب الا الفرقة والشتات.
تلك وغيرها من المرتكزات الواضحة هي رسالة الائتلاف الوطني الجنوبي ودرس جديد من دروس الديمقراطية بأن الجنوب لكل أبنائه ولن يشهد الأمن والاستقرار اذا تم رهنه لمشاريع الغير وللطامعين من خلال أدوات رخيصة بلغت بها الظنون واجتاحها الغرور لتعيد عجلة التاريخ الى الوراء ومازال في مخيلتها الشعار المأفون لا صوت يعلو فوق صوت الحزب انه قابل للتحقيق في القرن الواحد والعشرين وأنه في زمن الفضاء المفتوح سيكون المجال للثقافة الفرعونية ما اريكم الا ما أرى.
وأخيرا نتمنى لأي مكون سياسي وطني شريف أن يكون عونا للمواطن يتبنى قضاياه ويدافع عن حقوقه في ظل هذه الأوضاع الصعبة والوقت الحرج الذي يمر به الوطن.