المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

رفعُ.المنصوب.بالكسرة: و ١٨/ديسمبر: يوم اللغةالعربية!






عسانا نعيدُ توضيبَ تعليمنا اللغة العربية.. بحيث نخفف المعاناة عن الدارسين، و نمكـّنهم من تخطّي (رفع المنصوب بالكسرة!).. و ذلك إبّانَ تعلـّمهم اللغة العربية؛ فيَسلمونَ من 'اللحن' (سوء نطق و تهجئة كلمات الجَمل المفيدة)!

في ١٨ من ديسمبر، ١٩٧٦م، اقرّت الأمم المتحدة استعمال اللغة العربية لغةََ رسمية سادسة في أعمالها (بعد أن كان تعدادُ اللغات الرسمية 'العاملة فيها محددةََ في ٥ لغات: الإنگليزية، الفرنسية، الروسية، الاسبانية و الصينية). و لتمكين و تفعيل ذلك القرار و تأسيس منظومته في أنحاء تلك الهيئة الدولية، قامت المملكةُ العربية السعودية -و شاركها عددٌ من الدول العربية المقتدرة في تلك الأيام كالكويت و العراق و ليبيا- في تحمـّل تكاليف تنظيم و تفعيل ذلك العمل التأسيسي التاريخي.

ثم تبعَ ذلك أن قامت منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة فاعتمدت ذلك اليوم (١٨ من ديسمبر) من كل عام كـ(يوم اللغة العربية).. و منذه تمّ الاحتفال به على مستوى اليونيسكو في أنحاء العالم!

و لكن، مما يحزنني (كغيري) هو معاناتنا -جيلاََ بعد جيل- في تهجئتنا و تصريفنا عبارات و كلمات جُمَلنا المفيدة؛ و احلمُ بإعادة هيكلة طرائق و وسائل تعليم اللغة العربية عندنا و في معظم الدول العربية؛ فلقد عهدنا منذ غابر الأزمان أن تعليم العربية يعتمد أساساََ على تلقين و حفظ (قواعد!!) صامتة جامدة.. و مع القليل من التمرين و التطبيق (Drill & Practice).
و بذا ينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّدهُ مُعلمُوه.. و هذا يجري بطريقة حفظ و تسميع تلك 'القواعد'..هكذا، و كأنــّها لوائحٌ مجردة و قوانين جامدةٌ مجمدة!

و من أشهر ما نتعلمه و نعلــُّمه -بطريقة مُضنية- هما ثنائية (إنَّ) و اخواتها (إنَّ. أَنَّ. لكنَّ. كأنَّ. ليتَ. لعلَّ. لا)؛ و (كانَ) و شقيقاتها (كانَ. اصبحَ. أمسىَ. باتَ. ظــَلَّ...).و هنا تبدأ مهمة المعلم (و معضلة المتعلم!) في حدوث تعاَكسِ و تخالفِ تأثيرِ كلٍ من (كانَ) و (إنّ) على الاسم و الخبر.
و بذا قد نجد أنّ (الاسم) الذي يعقبُ (كانَ) يأتي في حالة النصبِ، بـَدل الرفع(!)؛ كما و نجدُ أن (الاسَم) الذي يعقبُ (إنَّ) قد يأتي بالرفع.. لا بالنصب؛ و العكس بالعكس!
و هكذا تتوالى معاناة الدارس. و السبب المباشر هنا هو قلة (تطبيق) تلكما 'القاعدتين'.

لقد أحسنت المغربُ الشقيقة في سبعينات القرن العشرين حين قررت الالتزام في بدايات تعليم اللغة العربية في المراحل التعليمية الأولى بتشكيل ألفاظ الجملة المفيدة، و كان التربوي الدكتور عبدالعزيز بنعبدالله من رواد تلك المهمة الجليلة الجميلة!

و أساس مشكلة (اللحن) في اللغة يكمن في ندرة توافر تمارين تكرارية و تثبيتية Drill & Practiceََ، على عدد من الصفحات يتم توزيعها على كل تلميذ، ثم الممارسة الكتابية في تداولٍ و تعاقبٍ. و توالٍ؛ ثم بمزيدٍ من المعاودة! كما و إنّ من الضروري استعمال أمثلة متنوعة و شيّقة.. و عدم الاكتفاء بمثال يتيم مترهل، مثل (أكلَ مُحَمدُ التفاحةَ)!.

و في حال استعمال (إنّ و اخواتها) و أيضاََ (كانَ و اخواتها) فإننا قد نجد التلميذ في (ورطة) فيما. اذا حلّت (كان) مكان (إنّ)، فقد يتعرض (الاسمُ) و (الخبرُ) عند الدارس لحالة من الانقلاب، رفعاََ او نصباََ(!) و الذنبُ هنا ليسَ ذنبَ الدارس، بل ذنبُ المُدرِّسِ و المَدرسة!}

و لقد لاحظنا عبر السنين كيف (يـُلحنُ/يُخطئُ) المحاضرُ و المذيع و المسؤول.. بل و المدرسُ و المدرب.. بل و حتى المحدث و الخطيب.. خاصةََ حينما لا يكونان ممسكيْن بورقةٍ (مكتوبة!) و ذلك لأن جلّهم كانت نشأتـُه و تنشئتُه مبنيةً على الحفظ النَمطي و التكرار التلقائي..و المقتصر على المحاكاة اللفظية السمعية، مع القليل من التمرين العَملي الكتابي التطبيقي اليدوي.

و لقد سمعتُ وزيراَ سابقاَ للتعليم (المعارف) حين جاءنا في جامعة البترول ليشارك في برنامج سنوي للمحاضرات و كانت محاضرته مرتجلة و كان - فيما عدا بعض الآيات التي استخدمها (و هي من المحفوظات المضمونة!)- كانت في خطبته عباراتٌ لا تخلو من رفعِ المنصوبِ بالكسرة!)

ففي غياب اسلوب (محبوكٍ) من التدريب المبني على معاودة التطبيق و الممارسة فإننا سنجد -مرةََ بعدَ أخرى و جيلاًَ بعد جبل- أن المتحدثَ سيَرفعُ المنصوبَ و ينصبُ المرفوع(!)
 0  0  10.0K