المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
دكتوره حياة الهندي
دكتوره حياة الهندي

عن دكتوره حياة الهندي

خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية

سلمان الحزم يفتح الباب لأهل العزم



في إحدى زياراتي للبنوك المصرفية لفتت انتباهي عاملةٌ تجلس بثقةٍ وسكينة في إحدى الزوايا ترقب بعينيها المتقدة المكان والأشخاص ، ملامحها السمراء آسرة، عينين تشع بالحماسة والإلق، أنفها الشامخ الملكي، وشفتيها المزمومة التي تبدو كأنها لو نطقت لأدهشت السامعين، ورقبتها الممتدة مع امتداد واستقامة ظهرها، أثارت تفكيري، ورغبتي للكلام معها .

اقتربت من العاملة ، لحظات من الحديث مع هذه الشخصية اللافتة لابد أنّها ستزودني بالكثير، حدقت في عينيها وتبسمت قرأتني وأجابت على سؤالي الذي لم تسمعه مني وقالت لي : نحن هنا لا نتكلم مع العملاء !

"يبونا نسكت "

قلت لها : قيل إذا أردت أن تعذب أنثى امنعها عن الكلام!

لم تستطع أن تحبس نفسها عن الضحكة وقالت لي : فعلًا حقيقة.

تذكرت هذا الموقف مع خبر إعلان السعودية تفتح باب تجنيس المتميزين والمبدعين والعلماء والكفاءات من كل أنحاء العالم، هذه الخطوة الرائدة التي
تتماشى مع رؤية 2030 الهادفة إلى تحقيق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر في وطن طموح ،من خلال استثمار الكفاءات البشرية واستقطاب المتميزين والمبدعين من أنحاء العالم للعيش على أراضي السعودية، والذين بتواجدهم واحتكاكهم بالشباب المتقد المتفتح سيكون كبذر البذور الصالحة للنمو والتي ستزهر وتكون سامقة حد السماء.
فتنمية الفرد والأسرة والمجتمع واستقرارهاـ المثلث الذي يصهر تفكيري ، ويشغل بالي ، ويجذبني له لأتوحد فيه ،ويتوحد في داخلي حلمًا وأملًا وهدفًا أن أرى كل فرد في كل أسرة في كل مجتمع لبنة صالحة للنهضة والتنمية والتطوير بشكل عام، وبشكل خاص في مملكتنا الحبيبة التي تمر بنهضة تنموية في رؤيتها ،ومخرجاتها، وتطلعاتها، وتخطو خطوات متسارعة للمواكبة، متشبثة بقيمها ،وهويتها ،وتاريخها، وعاداتها، متأصلة بدينها، فهي الآن في موقف تحدي

ـــ فإمَا النصر وإمًا النصر!

أمام كل هذه التحديات كانت الأفكار كالنوارس تتراقص أمامي، ولأن القلم لسان يتكلم ويعبر عما يجول بعقله ، وينشر حلمه ، ويصل لمسامع قد يجد لها أثرًا وصدى فتتحقق الرؤى، ويأتي الربيع، وتكتسي الأرض بحلة خضراء تطيب بها الأرواح من كل عناء.

لكل حالم بالتغيير للأفضل .

لكل من يُقدس الآصالة ويجيد المرونة مع المواكبة.

لكل مسئول ولكل من له قدرة على أن يقدم لهذه الفكرة ويطورها ويكون ذا أثر وبصمة!

للعلم لذة لا تُضاهى، وله من النتائج العظيمة على البنية الفكرية، والجسدية، والصحية، والحياتية، والعملية، والجمالية، والاقتصادية ، والاجتماعية، التي تنعكس عليه وعلى أسرته ومجتمعه ، وترتقي به وبوطنه وتجعله سد منيع أمام أي خوارق أو هجمات ، وترتقي به لمصاف العظماء، فالعالم كان يجالس النبلاء والأمراء والملوك ويأكل من حلوى الفالوذج التي كانت لاتقدم إلا للملوك.

ونحن في هذه الفترة الزمنية أحوج مانكون لنشر العلم، وتنميته، وتطويره وشرح أسراره ومكنوناته وتعليمها لأجيالنا لانكتفي فقط بتعليم المدارس والجامعات، بل ننثره ونشحذ له كل الإمكانيات، والطاقات والحشود، والخطط الاستراتيجية ، ونجعله متاح للجميع، وفي كل المناحي وفي كل الأماكن الواقعية والافتراضية ،تثقيف ،وتوعية، وتطوير مهارات في كل المجالات ولكل الطبقات ولكل الأعمار من تعليم الطب والصيدلة والرياضيات والحاسب والتقنية والزراعة والطاقة النووية والمتجددة والصناعة والنفط والغاز والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتطبيقات والبيانات الضخمة وهندسة البرمجيات والروبوتات والحواسيب عالية الأداء والنانو والبيئة والجيولوجيا وعلوم الفضاء والطيران، وتشجيع الموهوبين في الثقافية والرياضية والفنية، وغيرها من المجالات التي تسهم في دعم وتعزيز الكفاءات السعودية، ونقل المعرفة،فللعلم لذة ومردود لا ينقطع من الخير المديد على الفرد والأسرة والمجتمع
ومزج الخبرات كقدوات مرئيةو مسموعة أخذت حظها من التقدير، والمكانة، وتضافرها
،واتحادها كطاقات جبارة لنشر العلم وتلاقح المعارف ، ولنتعاطى العلم كما نتعاطى القهوة والتمر !

ولنتذكر دومًا وأبدًا أنّ الله حين تباهى بآدم وميزه وكرمه لم يكن بشيء إلا "بالعلم "

قال تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) البقرة
وختمًا :شكرًا لسلماننا ولمحمدنا ولمملكتنا قيادة وشعب وحكومة لهذه الخطوة الرائدة .
ولذواتنا وأولادنا الذين يتذمرون وينهكون من الدراسة والاختبارات هاكم اليوم انظروا ماذا قدم العلم للعالم ؟وماذا جنى المبدع والمتميز ؟ اصبروا وناضلوا وجاهدوا وكافحوا وهاكم قول الشافعي

من لم يذق مر التعلمِ ساعة ً.. تجرعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته
‏ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ .. فكبِّر عليه أربعاً لوفاته

ونقول نحن لمن فاته في شبابه زمننا غير زمنهم وثرواتنا ،وكنوزنا ،وإمكانياتنا غيرهم فتعلم فأمامك الآن الباب سيفتح وسيكون العلم أمامك، وخلفك، وعن يمينك، ويسارك ويتسرب في خلاياك وأعصابك
ولله الحمد والمنة والله أكبر ولله الحمد .




دكتوراه في الدراسات الأسرية والاجتماعية

تويتر@hayat1430
 0  0  13.6K