فاءٌ قافٌ دال؟
فاء الفراق وقاف القرار ودنيا الزوال
الفقد
أيها الفاقد!
ومن منا ليس بفاقد ؟
ومن منا ليس بالدمع ساكب ؟
هو الفقد فاؤه الفراق ، وقافه القرار، وداله الدنيا التي ليس لها دوام فكل من عليها فان !
ومع كل فقدٍ يتلاشى جزءٌ منا ، نبحث عنه في كل رواق، نستعذب ذكراه ، نستلهم خواطره ونجواه، نحاكيه ، ندانيه، نغيب فيه ولاندري أفقدناه أم فقدنا أنفسنا معاه!
قبل هنيهة كان معنا والآن غاب عنا!
تعال أيها الجزء المفقود ، جُدبأطيافك وظلالك، اسمعنا، كلمنا، خبرنا ، اقترب لاتبتعد، تضجر أو ترفق كن فقط معنا.
لكنه مفقود وفِي عداد الغائبين موجود، والأمس انتهى به وجاوره في اللحود!
قررت يامفقودي أن لا أنساك، سأغرد بذكراك، سأشبع الحنين منك بنجواك، سأنثر الزهر بطيب شذاك ، سأقف شامخة فأجزائي المفقودة رحلت معك وتركت لي ندوبًا، ونتوءًا ونجومًا، وفصوصًا ،وإصرارًا وسكونًا... وعلمتني أن الحياة أجمل حين يكون الأمل ، وتمضي الحياة رغم الكدر، وهي دنيا لاتترك أحد ، أنا اليوم فاقد وغدًا مفقود، فكيف أفقد من هو في الخلايا يضج بالجنون، يخبرني مع كل شرود وسكون، أنا في حناياك، في خلاياك ،في دمك موجود، فلا تكترثي بغياب جسدي فروحي حولك تحوم ، هيا قُومي للحياة وتحدي الصعاب، فما غبت إلا لأشعلك ولا أُشغلك ،وأنا هناك انتظر مجدك وحبك والجوى، يبلغني بهواك أسراب الطيور والندى ، وأنّك رغم المدى لفقدي ماذويتي ولاانتهيتي، ولاجافيتي ،بقيتي في الورى شهابًا و معلمًا
بك يستنير من يدانيك، ومن يأتي بعدما تنتهي مراثيك..
ياسيد الفقد
ليس للأروا ح سوى العناق!
مهما طال عهد النوى!
ومهما مزقها سيف الفراق!