إدمان الحروب
****أ.د. محمد حمد خليص الحربي
يبدو والله اعلم ان الحروب كتبها الله على بني البشر لأمر لا نعلمه ويقصر تفكيرنا ان نعرف سرّه ، فمنذ خلق الله ابونا آدم عليه السلام وبدأ التكاثر البشري بدأ هابيل وقابيل التناحر وانتهت بقتل قابيل اخيه هابيل ، ويبدوا انها اصبحت سنة الله في خلقة فمنذ ذلك الزمان والإنسان يكيد لأخيه الإنسان اما حسدا او غيرة او لمصلحة اما او للظهور والسيطرة ، وكلما تقدم الإنسان بالعلم والتحضر بدل من ان يكون مجتمع متحاب متعاون متكاتف متكامل نجده على العكس يزداد شراسة وطغيانا ويختلق الأعذار لتثور الحروب لتغرق كوكب الأرض بالدماء البشرية ، وبدلا من ان يتبعوا الحق وما انزل على الرسل والأنبياء في الديانات السماوية جمعاء التي تدعوا للاتحاد والسلم والسلام والعلم ، نجد ان قوانين الغاب هي التي تسود وكأننا في بيئة بحريه يكل القوي منا ألضعيف فظهرت المسميات الحديثة للحروب فأصبح هناك حروب باردة وحروب عن بعد وحروب اقتصادية ، وذرية ، ونووية , وكيمائية ، وتقليدية ، وغيرها من المسميات التي لا تعد ولا تحصى وكل يحارب بالسلاح الذي يعتقد انه ينتصر به.
وحتى يثبت الإنسان نفسه ويثأر لحزبه كنا نسمع عن الحروب الدينية وهي الحروب التي تنشاء بين اصحاب الديانات المختلفة او الطائفية بين اصحاب المذاهب ولكنها تطورت ليصبح القتال بين اصحاب الملة الواحدة وبين الأخوان ومن تجمعهم عقيدة واحدة وبدون اسباب تدعو للقتال والاقتتال، والأدهى والأمر من كل هذا هو ما يحدث بالمجتمعات الصغيرة كالدوائر الحكومية والجامعات والمجمعات السكنية والتجارية بل في داخل اروقة البيت الواحد تنشاء حروب طاحنه تعرك الأسرة الواحدة وقد ينتج عنها ضحايا مدمرين وفي بعض الأحيان قتلى يكون مصيرهم المقبرة وكم سالت دموع الثكالا في البيوت نتيجة معركة حاقدة ، وكم نقلت لنا الأخبار مثل هذه الحوادث وصور الضحايا واغلبهم من الأطفال الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ، ولا دخل في الخلاف لا من قريب ولا من بعيد. وصدق الشاعر زهير حين قال في معلقته:
*** *************وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ
************************ ************وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
**************** مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
َ**** *********************************تَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
**************** فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
************************************* وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
************* **فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
************************************ كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
************* **فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
************************************ قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
لا اعلم لماذا كل هذا الحقد بين الإنسان والإنسان ، وليتنا نعرف سببا وجيها يدعوا للحروب ، فكل ما يصلنا من رسائل تجعلنا نحقد على الآخر اكثرها يكون من صنع الإستخبارات وهدفها هو رفع طاقة الحقد والضغينة بين الأطراف وفي كثير من الأحيان نعرف عنها وعن طبيعتها ولكننا ننساق لها ، فنشأت العصابات المتطرفة والمتشدده والمتشدقة والعداوات بين الأخوة .
* * كما أن نوبل قد اسهم بتأجج تلك المعارك والحروب بعد اختراعه للديناميت ، فأصبح اختراعه يقلب الموازين بين طرف وآخر مما يزيد في الطغيان.
واختم بالحديث عن الحروب والمكائد وقصص الحقد والطغيان وأقول: اللهم سلمنا وسلم وطننا الغالي من كيد ألكائدين واحم بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وكل ذي شر يا رحمن يارحيم.. وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *