هرمونات السعادة
أثبتت الدراسات والأبحاث المختلفة، أن الإنسان الضاحك أفضل صحة وشباباً وحيوية من الذي يعيش حياته متجهماً عابساً.
كما يشير أخصائي القلب ورئيس معهد طب الأعصاب في أريزونا، الدكتور روبرت اليوت إلى أن القلق سبب رئيس لأمراض القلب، وأن نحو 86 بالمئة من المصابين بأمراض القلب يعانون ضموراً في عضلات القلب نتيجة لزيادة جرعة “الأدرينالين” التي يفرزها الجسم في حالة التوتر؛ لذلك ينصح روبرت بالتحلي بروح المرح والفكاهة،وأن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان أثناء الضحك تجعل العضلات تسترخي وضغط الدم ينخفض، ويفرز المخ مادة الأنروفين، وهي المادة الطبيعية التي يفرزها جسم الإنسان كمسكن للألم، وهي أيضاً المادة التي تقلل الضغوط بعد التمارين الرياضية، بعدها يزداد تدفق الأكسجين إلى الدم، وبالتالي إلى المخ، ويعني هذا صحة أفضل.
وفي حقيقة علمية أخرى أكدتها دراسة أجراها أطباء معهد ريزا للطب النفسي الجسدي في تركيا،أن الضحك لنصف ساعة يومياً يساعدك في إطالة العمر، وأن طول العمر ليس مرتبطا بالجينات كما يعتقد، حيث أن الضحك يحسّن مؤشرات عمل الأعضاء الداخلية بشكل عام ،وتؤكد الدراسة أن للضحك تأثيرا إيجابيا وصحيا على الجسم والنفسية، فمثلاً يساعد الضحك المنتظم على تحسين نوعية النوم ويحمي من تأثير الإجهاد وينظم عمل القلب والكبد والرئتين ؛كمايشير الأطباء إلى أن الاهتزازات التي يسببها الضحك تحفز الدورة الدموية وحركة الأعضاء الداخلية، ما يحميها من الركود.
أن الضحك يعد مهماً جداً خاصة لمن بلغوا سن الأربعين من العمر، لتحفيز «هرمونات السعادة».
نعم الضحك مطلوب ضمن حدوده، وبشكله الاجتماعي اللائق، فالحالة النفسية تنعكس سلباً أو ايجاباً على الشخص وصحته العامة، وعرفت من أقوال الأطباء وكتاباتهم أن العديد من الأمراض يرتبط بعوامل نفسية وانفعالية، فالأشخاص سريعو الانفعال والغضب والمتجهمون الذين يخزنون الهموم في داخلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة وشائعة مثل ارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، والاكتئاب، وأمراض القلب المختلفة وغير ذلك.
أنني اتعجب وغيري الكثير مما نراه في حياتنا
اليومية من (مغلدمين) ومتجهمين، وخصوصا في بعض الدوائر الحكومة والأهلية!، وحتى في الأعياد والأفراح .
إن هؤلاء لوعرفوا أن
(غلدمتهم)تتعب قلوبهم وتؤذيها، وربما تحطمها وما يتبع ذلك من نتائج على كامل البدن، ربما لو عرفوا ذلك لحاولوا على الأقل الضحك لبعض الوقت، وأخذ الأمور ببساطة والتعامل بأريحية وسلاسة مع نفوسهم قبل الآخرين,
إن جسم الانسان غاية في التعقيد والضبط والأحكام، وهو مترابط بشكل وثيق نفساً وجسداً، ولا يمكن فصم عرى هذا الترابط، وأن كل ما يؤثر في النفس سينعكس على الجسد، والعكس صحيح، والبسمة يصنعها القلب والروح من الداخل قبل أن تظهر على الشفاه، والبسمة هي عنوان لصاحبها، وفي الحديث الشريف: "تبسمك في وجه أخيك صدقة" , ولا يكفي أن تظهر الأسنان من بين الشفاه؛ لتدل على البسمة والفرح، فكثير من البسمات لا يعبر إلا عن الحقد والكره والبغض.
انس هموم الحياة قليلاً ودع نفسك تتأمل في نفسك وسلوكك وتصرفاتك ومواقفك، فربما ستجد منفذاً للسعادة والفرح في نفسك، وبهذا تكسب أنت قبل الآخرين.
خاتمة:
جعلنا الله و إياكم من السعداء المستبشرين في الدنيا و يوم الدين
_______
[email protected]