العمل التطوعي ..بذرة من نقاء , تثمر خيراً وصفاء .
نوف الجميعة :
العمل التطوعيّ في ظلِّ القطاع الخيريّ نظامٌ شاملٌ، يعبِّر عن مسؤوليّة كلّ فردٍ في المجتمَع تجاهَ إخوانه*
في مختَلف مناشِط الحياة ومجالاتها المادّية والمعنويّة والنفسيّة.*
إنه صورةٌ من صور التعاطُف البشريّ والتكامل الإنسانيّ.
والمتطوع هو الشخص الذي يسخر نفسه عن طواعية ودون إكراه أو ضغوط خارجية لمساعدة ومؤازرة الآخرين
*بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد وتعدد القوى في اتجاه واحد.
*
التطوّع بذلٌ من كلّ الوجوه :*
بذلٌ في المال ،*
وبذل في الجُهد،*
وبذلٌ في الرأي،*
وبذلٌ في الفكر،*
وبذلٌ في العاطفة،*
وبذل في الحياة ووجوهها كافّة*
[وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ]*
*
إن للتطوع فوائد متنوعة على المستوى الإجتماعي والإقتصادي،فنجد أن الأعمال التطوعية يمكن*
أن ينتج عنها تكوين مجموعات من الأفراد لها نفس الإهتمامات وتعمل معاً مما يدعم العادات*
والتقاليد ويقوي الإحساس بالمسئولية لدى هؤلاء المجموعات نحو مجتمعاتهم، وبالإضافة إلى هذا
البعد الإجتماعي فإن للتطوع بعداقتصادي على المجتمع كما هو على الأفراد المتطوعين ذاتهم، إذ*
أن الأعمال والأنشطةالتطوعية التي يشاركون بها تضيف الكثير لخبراتهم وتصقل مهاراتهم كما*
أنها تعرفهم بفرص العمل المتاحة في المجتمع وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وإيمانهم بقدراتهم مما*
يخلق كوادر متميزة من الأفراد فينعكس ذلك إيجابياً على البعد الإقتصادي.
*
تشهد الكثير من المدن السعودية تصاعدا كبيرا، وتزايدا في أعداد الفرق التطوعية,
وربما *يرى البعض أنها ظاهرة صحية وجيدة تتناسب مع تطور وتسارع خطوات العمل
الخيري والتطوعي في المملكة العربية السعودية, فيما يراها قسم آخر أنها تزايد،
ولكن بدون خطى مدروسة.. وأيا كانت وجهة النظر لكلا الاتجاهين, لكن وجود هذه الفرق
يشكل عملا إيجايبا، وإن شاب بعض أعمال تلك الفرق جزء من السلبيات، لكن الإيجابيات
أكثر بكثير من تلك السلبيات، ولا بد من تشجيع تلك الفرق ودعمها بشتى أنواع الدعم،
ومن بينها الدعم الإعلامي، الذي يعتبر من أهم أنواع الدعم.
*
ونظرا لارتباط أعمال الخير بالدين الإسلامي الحنيف ارتباطاً وثيقاً فإن الدولة تولي العمل التطوعي عناية خاصة*
ويحظى منها بكل دعم وتأييد حيث تبوأ العمل التطوعي مكانته في خارطة التنمية الوطنية.*
حيث ناقشت "الرياض" مع بعض الاختصاصيين، وعلى هامش مؤتمر التطوع المعقود في مدينة الرياض،*
أهمية العمل التطوعي في مجتمعنا، ودوره في التنمية الاجتماعية، وتضع يدها على معوقاته وطرق الإدارة المثلى لعملياته*
،وتطرح الحلول والمقترحات للوصول به إلى النجاح المنشود.
*
إذن إن العمل الاجتماعي التطوعي هو مساهمة الأفراد في أعمال الرعاية والتنمية الاجتماعية سواء بالرأي أو بالعمل*
أو بالتمويل أو بغير ذلك من الأشكال.
ويقوم على تعاون الأفراد مع بعضهم البعض في سبيل تلبية احتياجات مجتمعهم،*
وهذا يقود إلى نقطة جوهرية مفادها أن العمل الاجتماعي يأتي بناء على فهم لاحتياجات المجتمع،*
[فمن تطوع خيراً فهو خير له] [البقرة]
*