ألا "دعم" .. كما فعل "أوباما"!
محمود المختار الشنقيطي المدني :
يبدو أن التناقضات التي يعاني منها مجتمعنا لا نهاية لها! ليس مجتمعنا وحده .. ولكنه هو الذي يعنينا – وإن كانت الأمة*كافة تعنينا**– في هذا السياق تحديدا .
حين كان الستر هو الأعم .. وقبل الفضائيات .. كان الزواج البكر ميسرا .. ومتيسرا ..
فلما برز العري .. والفضائيات .. ثم ما توفر عبر الجوالات .. من كافة أنواع المثيرات .. صنعنا واقعا يصعب .. ثم يستحيل فيه الزواج المبكر .. وكأن كل هذا لم يكف .. فوضعت العراقيل والسدود في وجه الزواج المبكر .. حتى قال قائلهم .. قبل ذلك نأخذ لقطة من حديث التركية الأمريكية "فاطيما"للأستاذ منير عامر
(إذن فليكن هناك مؤلفون للكتب التي تبعث على الإثارة. إن الجميع يعرف أن قراءة قصة فيها عن الجنس عشرات التفاصيل والأحداث،هذه القراءة تجعل الإنسان يعيش ملتهبا ومشتعلا. وهذا الاشتعال والتوهج يقرأه الرجل في أثناء ركوبه للقطار وهو ذاهب إلى العمل.*وهذا التوهج تقرأه المرأة أثناء وجودها في العمل أو بعد أن تعود إلى المنزل،أو تسمع التفاصيل من الرجل الذي يشاركها المكتب) { ص 152 ( مسافة بين القبلات ) : منير عامر*}
ثم نأخذ لقطة أخرى .. من استشارة ( فتاة بالمرحلة المتوسطة تقول : "أنا"أتلوى"بفراشي! ولا أريد الحرام رغم توفره وسهولته،فما العمل؟ ثم تداركت على المستشار قائلة : قبل أن تتفوه بأي كلمة بالإجابة : أنا لا أقرأ الروايات المثيرة والماجنة،ولا أشاهد القنوات المخلة بالآداب ونحوها) {جـ1ص 7 ( الزواج المبكر وتحديد سن الزاج ) : فهد بن محمد الغفيلي / الرياض / دار الصميعي / الطبعة الأولى 1435هـ = 2014}.
نعود إلى حتى قال قائلهم .. لابد من ضبط الزواج .. وكان ذلك عبر إشاعة "رعب" الزواج من "قاصرات" .. ثم التفكير في تحديد سن الزواج للفتى والفتاة – رغم أن حالة واحدة لتزويج "طفل"قاصر لم تُذكر!!- جاء الخبر التهديدي .. ((إلغاء الرخصة عقوبة المأذون المخالف : “العدل” : تعليمات لمأذوني بحظر عقود نكاح القاصرات )،أما الخبر فهو : ( تدرس وزارة العدل تحديد سن الزواج للفتيات ومنع عقود نكاح القاصرات وفرض عقوبات على المخالفين){جريدة المدينة عدد يوم الخميس 13/4/1430هـ = 9/4/2009م}. ثم قرأنا العنوان التالي : (“الشورى” يدرس : 16 سنة حد أدنى لتزويج الفتيات و 18 للشباب)،والخبر يقول :
(يدرس مجلس الشورى حاليا مقترحات مقدمة من أحد الأعضاء لمنع ظاهرة المتاجرة بزواج القاصرات){ جريدة المدينة العدد الصادر يوم الأحد 29/5/1430هـ=24/5/2009م}.)
بل وصل الأمر إلى العمل الاستباقي !! حسب ما حاء في هذا الخبر .. (رفضت عيادة فحص* المتقدمين للزواج بجدة إجراء الفحوصات المخبرية الخاصة بزواج فتاة سعودية لم تتعد الثالثة عشرة من عمرها وكانت الفتاة قد حضرت إلى العيادة لإجراء الفحص تمهيدا لزواجها الشهر المقبل وبرر المسؤولون في العيادة سبب الرفض بصغر سن الفتاة. وكانت الفتاة قد حضرت إلى العيادة برفقة والدها وشقيقها وعريسها الذي يكبرها بثلاثة عشر عاما قادمين من إحدى قرى وادي فاطمة لإجراء الفحوصات الخاصة بالزواج. وحينما علم العريس برفض مسؤولي العيادة إجراء الفحص جن جنونه وهدد بتقديم شكوى، بينما زعم والد العروس أن عمرها الحقيقي أكثر من المدون في شهادة ميلادها الأصلية، وأن هناك خطأ قد حدث في تدوين تاريخ ميلاد الفتاة، ولم يقتنع المسؤولون في العيادة بكلام الأب رافضين إتمام إجراء الفحص){جريدة الوطن العدد 1778 في 7 / 7 / 1426ه = 12 / 8 / 2005م.}.
على كل حال ما الذي ذكرني بهذه القضية – وليس مشروع "الصحة الإنجابية"؟ - في هذا الوقت؟
إنه انزعاج الرئيس الأمريكي وعائلته من حمل ابنته – في السادسة عشرة من عمرها – ورغم انزعاج الأب .. إلى أنه – حسب الخبر- "دعم"ابنته!!
(صدمة كبيرة تعيشها عائلة الرجل الأول في الولايات المتحدة باراك أوباما عندما علم أن ابنته الكبرى، ماليا حامل.
وبحسب موقع "جويسي فايل" الأمريكي، فإن ماليا البالغة من العمر 16 سنة تخفي هوية صديقها. وقال مصدر الموقع إن الرئيس الأمريكي، أعلن دعمه لتلك الخطوة التي أقبلت عليها ابنته، إلا أنه ما يزال يعاني صدمة شديدة بعد علمه بالخبر).
ألا يتفهم أحدا دوافع الشباب والشابات في الزواج المبكر،ويكون لهم مثل "أوباما"لابنته؟!!
ونختم بما نقله الأستاذ "الغفيلي" عن"ندوة الزواج المبكر،للشيخ محمد خير الطرشان،فرع نقابة المحامين بدمشق،الأربعاء 26**/**1**/**2011م..(ووثائق المسيحيين تثبت أن السيدة مريم عليها السلام حملت بعيسى وهي بنت ثلاثة عشر عاما. وفي عصرنا الراهن حددت الكنسية الكاثوليكية في إسبانيا أن من شروط صحة الزواج بلوغ الزوج 14 سنة،والزوجة 12 سنة. "فإذا كانت البنت في إسبانيا تعد صالحة للزواج في سنة**12 سنة،فما بالكم بالبنت في الجزيرة العربية أو في جنوب أفريقيا؟"){ جـ1ص 33 ( الزواج المبكر وتحديد سن الزاج ) : فهد بن محمد الغفيلي / الرياض / دار الصميعي / الطبعة الأولى 1435هـ = 2014}.
أما الحديث عن حمل المراهقات في الغرب،رغم التوعية**ورغم توزيع موانع الحمل .. فقضية .. وكارثة أخرى.
*
*