حافظي وأحمي *مملكتك الخاصة من الضياع
*
*أستثارني كثيراً أن أكتب هذا الموضوع الأسري الإجتماعي *البحت لما شاهدته* وسمعته *في حوارات ونقاشات* متعددة في مواقع التواصل الإجتماعي من الأمثلة الحية في واقع الحياة اليومية وفي أروقة المحاكم من المشاكل ا لأسرية والتي كانت *عواقبها وخيمة على الأسرة متمثلة بين الزوج والزوجة ويكون نهايته الطلاق الذي هو أبغض شيء عند الله* سبحانه وتعالى ويكون ضحيته الأبناء الأبرياء *ومنها يتسبب بتشتت كثيراً من الأسر والعوائل ويحمل بعضهم على البعض* اليغضاء والشحناء * .
وفي مقالتي هذه أود النصيحة لكل زوجة* أنت أم وربة منزل كريمة فكيف تحافظين على اسرتك وبيتك *التي هي مملكتك الخاصة أصلاً وكيف تحميه من المشاكل التي قد تعصف به وقد توصله للإنهيار وبتصرف خاطيء تجاه زوجك تعلمين أن ضغوط الحياة كثرت ومنغصاتها أصبحت يوميه مما تنتجه *من ازمات اسريه اذا لم تعالج بحكمة وصبر وروية و*يكون ثمنها غالياً والندم فيها أشد وتكون المسؤليه كبيرة ولا بد أن *تكون الحياة مشتركه بينك وبين رب الأسرة .
أيتها الزوجة الفاضلة :
*من وجهة نظري الشخصية ومن تجارب الحياة التي يعايشها كثيراً من الأسر *فإن* على عاتق الزوجه مسؤليه *أهم*.فالزوج له ظروف قد تكون عمليه خارج المنزل أو ظروف صحية* يعاني منها أو مالية ونفسية . والمسببات كثيرة لاحصر لها في واقعنا الذي نعيشه .فقد تتصرف الزوجة بأسلوب غير مبرر وغيرحكيم *وتضغط عليه مما تؤثر على نفسيته سواءاً بقصد أو بغير قصد *ولا يقوى على* إحتمالها فمن هذا الجانب تثأر المشاكل الأسرية وتتطوروخاصة إذا كانت الزوجة من النوع التي تحمل طابع " التسلط والعناد والأصرار " وتتمسك**بموقفها وتصل إلى حد التطاول والإساءة لزوجها .
ألا تعلمين أيتها الزوجة الفاضلة :
هناك بعضاً من الزوجات *وليس جميعهن . التي تتطاول على زوجها بالسب والشتم والإساءة والعصيان مما يترتب على كلامها السيئ من الإثم . لا سيما والزوج أحق الناس بصلتها ومعروفها وإحسانها .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق ) رواه أبو داود (2140) والترمذي (1159) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : في امرأة تزوجت وخرجت عن حكم والديها , فأيهما أفضل : *برها لوالديها ؟ أم مطاوعة زوجها ؟
فأجاب رحمه الله : (( المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها , وطاعة زوجها عليها أوجب)). إلى أن قال - : ((فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه ، سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة " من "الفتاوى الكبرى" ( 3 / 147) . *فما نحن من أقوال العلماء الأفاضل جزاهم الله خيراً
أيتها الزوجة الفاضلة :
أن قدر حلمك وصبرك وتعاملك بالحكمة وتصرفك مع زوجك* التصرف السليم قد يجعله سعيداً معك .فتنازلك عن أمور ليس لها طائل ولا معنى وهذا ليس ضعف منك ولا هدر لكرامتك* بل رجاحة عقل وحسن أدب وخلق ومعاملة *. فهذا هو زوجك قد أختارك شريكة له في حياته فلا تجعلي الحياة بينكما غمامة سوداء قاتمة تستدل ستارها عليكما وتمنحي للشيطان مداركه .وأياك إياك أيتها الزوجة الفاضلة : أن تتسرعي *وتكابري وتجعلي من نفسك الند بالند في مخاطبته والتلكوء معه فهو مهما يكن رجل له القوامة. والكرامة وعزة النفس . وأنت كذلك لك مالك وعليك ماعليك بما وهبته**شريعتنا الإسلامية الغراء حفظاً لحقوقك وكرامتك . وتذكري دوماً أن التعامل يختلف بين الزوج* والزوجة والأب والأم والأخ والأخت والأبناء . *وأضيف هنا بالتعامل *لكلا الأسر من الطرفين من أهل الزوجة والزوج *فأنت أيتها الزوجة عليك بتذكر الآية الكريمة في كتاب الله الكريم .كما قال الله تعالى *((وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) الآية الروم 21 "
فيكفي أن تستدلي بعظمة هذه الآية الكريم لكي *يرتاح كُلٌا منكما إلى الآخر ، ويطمئن له ويسعد به ، ويجد منكما لديه حاجته .. فإذا ما اهتزّتْ هذه الدرجة ونفرَ أحدهما . جاء دور المودّة والمحبّة التي تُمسِك بزمام الحياة الزوجية وتوفر لكما قَدْراً كافياً من القبول . فإذا ما ضعف أحدكما عن القيام بواجبه نحو الآخر جاء دور الرحمة ، فيرحم كلاً منكما الأخر *. وهكذا يكون في غاية بالغة *الدقة لكما . *و تستمر الحياة الزوجية
منها* قد* تكون عُرْضة للعواصف في رحلة الحياة **دون متغصات تذكر بينكما فالقرآن بين هنا أمرين مشتركين هنا مع كلاً الزوجين ؛ فالسكن خصّه القرآن بالرجل . فقال تعالى : (( لِتَسْكُنُوا إِلَيْها )). وأمّا المَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ فقد جعلهما أمراً مشتركاً بينكما ، وذلك لحاجة كلّاً منكما الفطريّة إلى الآخر*.
أيتها الزوجة الفاضلة:
*عليك* أنت تتفهمي مهما تطرقت في *هذا الموضوع فلن أنتهي . فهنا أنا لاأقصد عامة الزوجات . فمن الزوجات الفاضلات *التي أن جعلن حياتهن إستقرارا ًو نعيماً ويعشن حياة مستقرة مع أزواجهن وأبنائهن ولله الحمد* . ومنهن هداهن الله* جعلن حياتهن جحيماً* بإتخاذهن القرار الخاطيء المتسرع وندمن أشد الندم* . وكما ذكرت سلفاً دارت* الحوارات والنقاشات ولما لمسته عن قرب شخصياً من أناس أعرفهم في المجتمع وفي أروقة المحاكم .
*ثمّ لي قول آخر وهام في أهل الزوجة* الكرام عليهم أيضًا واجبٌ من النصح والتبيان يجب أن يبذلوه بالنصح *ويوصوا الزوجة بزوجها خيراً ولا يميلون كل الميل بالعاطفة والإنحياز تجاه الزوجة* وتجاهل الزوج وقوامته *مما يترتب عليه أمور لا تحمد عقباها وإنما لابد من أن تتخذ الأمور بحكمة وعقلانية .وإصلاح ذات البين* لكي لايكون شتات للمرآة وللأسرة ككل* وحينها لاينفع الندم .
* *وهنا أحب التوضيح قائلاً*: لا أوجه هنا اللوم للزوجات فقط بل أيضاً*لبعض الأزواج المتسلطين على زوجاتهم هداهم الله جميعاً إلى طريق الصواب .
ولي وقفة وحديث آخر معكم *أيها الأزواج الأفاضل فيما بعد *...
*وفي الختام أسأل الله لكل زوجين و كل من يقبل على الحياة الزوجية من الجنسين* الحياة الهانئة الكريمة وأن يشملهم الله بالألفة والمودة والرحمة .
*