المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 29 مارس 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

20% تخفيضات لكل مُسنٍ و مـُعاق



في سَفرة بعد أخرى.. اكتشفُ أمثلة من الاعتناء بالمسنين و فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، و أتمنى مِثلها لذوينا!

فليتنا نقوم بإعدادٍ و تقنين منظومة متكاملة تــُعنى بعموم الَمتقاعدين و المسنين بعامة وفئات المعاقين؛ و عسى أن تأتي هكذا منظومة مثلاَ بحدود٢٠٪ على مختلف المشتريات و الإلتزامات و المرافق و الخدمات!

قبل ربع قرن، و خلال إحدى زياراتي لمملكة ماليزيا.. و أثناء دخولي مطعماَ في منتجع يبعد ٤٠ كم عن العاصمة كوالا-لـُمبور، فوجئتُ بعاملة جهاز المحاسبة (كاشييرة) بسؤال وجهته إليّ عما اذا كان بحوزتي اي هوية!
و كانت دهشتي كبيرة ازاء هكذا سؤال كان عند وصول دوري لدفع قيمة ما اخترته من عناصر الوجبة (..و سرعان ما تفاعلتْ دهشتي هنا بتأثر ذاكرتي و عقلي الباطني عن معلومة عن جهة أخرى بذلك المنتجع حيث توجد صالة خاصة لا يدخلها المسلمون.. و هي مخصصة للبوكر.. و حيث يجب التعرف عن هوية الزائر لتلك الصالة. (ذلك المنتجع يمللكه ماليزي صيني من اتباع الديانة المسيحية او البوذية و تم انشاؤه على منطقة حدودية شبه محايدة بمنزلة ضرائبية و مناطقية بين منزلتين بين ولايتين "سلطنتين" في تلك المملكة.)

أم.ّا في كافتيرية الغدا فقد تبين لي مقصد الكاشييرة عند سؤالها عن هويتي.. فلقد كان سؤالاَ (روتينياَ) إزاء كل المسنين (و ما كنت أيامها حتى قد تقاغدتُ و لا قد عاودتُ صبغ شعري(!) فكانت مةرد مبادرة من تلك الموظفة، من عند ذاتها، لمجرد الوقوف على مستوى سني و بالتالي لمنحي تخفيضاَ ملحوظاَ، في نطاق فسحة القانون، و بحكمه، (و مع ملاحظة عدم التفريق إطلاقاَ بين المقيم المواطن و المتعاقد العامل و السائح العابر)!

و مرّت السنين، و وجدتُ - قبل سنة- مثالاَ آخر أكثر حـُنواَ و إكراماَ و رعاية المسنين، و كان ذلك بدولة الفلبين أيضاَ.
فكان اكتشافي و بمحض الصدفة و المفاجأة- عن مستوىَ راقٍ و متنامٍ و متفانٍ لرعاية المواطنين (و المقيمين) هناك.. من المتفاعدين و غيرهم من المسنين.. لتشمل ليس فقط منحم ٢٠٪ تخفيضاَ على كافة المشتريات الاستهلاكية بل و فئات من ذات الصفة الكمالية!

ثم صُعقتُ حين علمتُ ان للمسنين حقّاَ بالتمتع بارتياد دور السِنـِما لثلاث مرات في الأسبوع.. مجاناَ!

أثناء زيارتي هذه للفلبين كانت مفاجأة شخصية معينة و مميزة.. لمستـُها بصدفة المصادفات، حين كنت في احد المجمعات التجارية خلال فترة الغدا، حين كنت ضمن طابور إحدى الكافتيريات و بعد أن اخترت ما اشتهيت.. لكن، حين وصلت موقع المحاسبة/(الكاشييرة) و تم اعلامي بالمبلغ. هنا طرأت لي فكرة إطلاق طرفة دعابية كانت في سؤال: هل هذا السعر، (بعد) التخفيض؟
و كانت المفاجأة في ردّها: 'هل معك هوية؟' من عادتي في اسفاري اني ارتدي صدرية فيها عدة جيوب تحمل جوازي و تذاكري و بطاقاتي). و سرعان ما استوعبتُ مفاجأة سؤال الكاشييرة لي، فأبرزتُ لها جواز السفر، و انا غير مصدِّق؛! توصلتْ، الآنسة إلى موضع الإشارة في الجواز إلى سِن ميلادي. (و فعلا قامت خالاَ بخصم ٢٠٪)!!

و العِبرة (و العظــَمة!! ) هنا هي أنْ لمّ يـَحدث أيّ فرق و لا تفريق نتيجة كوني غيرَ مواطن، أو زائراَ سايحا!!

كما و لقد علمتُ عن رعاية عدد من الدول في العالم - و منها بالطبع في أوربا مثل مملكة بلجيكا - و هي شحيحة الموارد الماديـّة الأُحفوريةالنفطية و ما شابهها)، فعلمتُ أنها توفـّر عدة أشياء أساسية لمواطنيها المسنين و المعاقين، بما يشمل مختلف العناصر الحياتية، كدعمٍ شهريٍ لإيجار السكن، و مصروف الكهرباء و المواصلات و الرعاية الصحية.. بما في ذلك العناية بأسنانهم.

فلعلي أقترحُ هنا أن تقوم وزارة العمل و التنمية الإجتماعية، أو (قسم في وزارة المالية مباشرة) فتتولى المهمة، و تتضافر مع غيرها في رعاية كبار السن (و هم الذين أفنوا شبابهم و حياتهم العملية في تنمية هذا الوطن و في الحفاظ عليه)؛ و ذلك برد الجميل لهم.

و في تراثنا مقولات للنبي (ص)، مِثل: (إنّ من إجلال اللهِ إكرامَ ذي الشَّيبة). فدعونا نــَسعَ نحو المزيد من رعاية و صون كبار السن و المعاقين..، فنؤدي تجاههم بعضَ الواجب، و نسدّد لهم بعضَ ما لهم علينا من دَين.




*عميدسابق بجامعة البترول.
 0  0  13.7K