رسالة لكل اب غيور
*أ.سلمان المالكي :
*
*
*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه*********** وبعد
أخي : ولي امر الطالب الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه رسالة ارفعها اليك وسأحاول أن اتجنب العبارة المتكلفة ... واكتبها لك بلغة قريبة اليك حتى تفهمها ..
اخي الكريم : الله تعالى هو الذي خلقنا ورزقنا ومنحنا عقولا ننتفع بها ونحن نسير في هذه الحياة ... والعقل اذا تعطل , هبط صاحبه الى أسفل سافلين...والله تعالى اتم نعمته علينا بدين حمانا به من نزوات النفس ونزعات الشيطان وشطحات العقول ... ومن مظاهر هذه الحمايه لنا حمايته لأعراضنا وشرفنا ... وديننا يبغض ويحارب من يضيع عرضه وشرفه...ويسميه "الديوث" ... بل ويتوعده بحرمانه من الجنه ... وأبناؤنا لهم اعراض , وفي هذا الزمان كثرت الفتن , والعواصف الشهوانية , وشلل الفساد ,, وانتشار المخدرات والمسكرات فوجب علينا رعاية هؤلاء الأبناء , والحفاظ عليهم حتى ننتفع بهم في الدنيا والآخرة ... ومن منفعتهم لنا في الدنيا أن تبقى أعراضهم نظيفة...فكم من ولد كان لأبيه عارا في المجالس , لايرغب في ان يجيء احدا بسيرته المحزنه ...وبعض الآباء مات قبل الممات مرات ومرات..وهؤلاء الأبناء يقوم بتربيتهم ويتدخل فيها بل ويؤثر بها *اطراف عديدة منها الأقارب والمدرسة
فالمعلم والمعلمة طرفين من اهم الاطراف ومن واجبهم التوجيه والرعاية والهداية لطريق الخير والرشاد وإبعادهم كل البعد عن طريق الغواية والظلال .
* بل هم امانة بأعناقهم ومسئولين عنهم يوم القيامة .. اما اذا كان المعلم والمعلمة يرون انفسهم فقط للمقرر الدراسي ,, وكل همهم يدور مابين السبورة والكتاب المقرر , وبعد ذلك يقال " انا مالي دخل " ...فلا حياه الله من معلم ومعلمه ولا كثر امثالهم .. وهم كثر وللأسف الشديد ...وأما اخوكم كاتب هذه السطور ...يعترف لكم بأنه من اول المقصرين ... ولكن انا بشر اغضب كما تغضبون ,, وأتألم كما تتألمون وبعض اولياء الامور وللأسف الشديد يعكس صورة سوداء جدا عن غيره....هذا الاب الذي كل همه دنياه يسبح فيها ويطرد وراء لقمة العيش "ولا يلام في ذلك" ولكنه ضيع "ابناؤه وأسرته" وجعل الدنيا كل همه حتى ضيع بعضهم أخرته
يا اخوان :
لماذا اذا جاء من يريد اصلاح ابنائنا ويحرص عليهم وعلى تربيتهم التربية التي امرنا بها ديننا الاسلامي الحنيف ,,كنا حربا عليه ونارا تلظى ,, هل صحيح مايقال : بأن "الجرادة عينها ..."؟
نعم ولله الحمد والمنة هناك اباء مثاليون ... يرعون ويربون ويحافظون ...بل ويقدرون الناصح من غيره,, نحمد الله هناك اسر واعية غيورة حريصة على ابنائها ,,, والعكس للأسف موجود... وقبل الختام هذه وقفات قصيرة:
أولا: الغيرة غالية لايملكها كل احد .. فالأب ملك مملكته وهي " أسرته" وهبه الله هذه الامانة لرعايتهم والحفاظ عليهم وتوجيههم لكل ماهو صلاح لهم بالدارين ,,, هناك فرق بين من هو غيور على ابناءه وأسرته عن ذاك الاب الذي يقول " ان صلحوا لأنفسهم وان قبحوا لأنفسهم".
ثانيا: واجبنا كآباء وضع الله ابنائنا امانة بأعناقنا,,, وقبل كل ذلك فلنعلم بوجوب التناهي عن المنكر والتناصح بيننا ,,, فالله سبحانه وتعالى امرنا فقال تعالى " وتواصوا بالحق " وفي الحديث " ولتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليضرب الله قلوبكم بقلوب بعض فيلعنكم كما لعنهم" يعني بني اسرائيل,,,فالقرى التي يوجد بها ناه عن المنكر ومصلح للفساد ,,,لا يهلكها الله بعذابه وهو القائل سبحانه " وماكان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"
ثالثا: ونظرا لما نراه من اباء ضيعوا اماناتهم ورعيتهم ومع كل ذلك هم حرب على من يريد الاصلاح والنظافة فنقول لهم "مامن راع يموت يوم يموت وهوغاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة* والله اننا لنسأل عن كل صغيرة وكبيرة .
ياولي الامر الغيور المؤمن اثبت ولاتفقد الغيرة ولو فقدها كل الناس ,,, ولايغرنك المنكوسين *فالاب والاسرة والمدرسة والمعلم والمعلمة بل والمجتمع كله سيحاسب عن هؤلاء الابناء .
نسال الله العلي العظيم ان يجعلنا وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه.
*
*
*
*مدير مكتب الصحيفة الولايات المتحدة الامريكية