احكام الإعدام الحوثية
قبل أيام أصدرت إحدى المحاكم القابعة تحت امرة المليشيات الانقلابية احكاما بالإعدام في حق عدد من المواطنين والناشطين السياسيين اليمنيين ممن تم اختطافهم من قبل هذه المليشيات على مدى الاعوام الماضية،
هذه الأحكام الجائرة والباطلة والتي لا تمت في الأساس بأي صلة الى شرع أو قانون ولا حتى بشرعية المحكمة والقضاة المأجورين فيها والذين كما قال السفير د. محمد جميح انهم مازالوا يستلمون رواتبهم من حكومة الشرعية وربما انها بالدولار الأمريكي وهذه نقطة ضعف الشرعية او بالأصح أصحاب القرار فيها عندما مرروا هذا الأمر واعتبروه خطا أحمرا لا ينبغي الاقتراب منه حفاظا على تأليف القلوب وتحقيق مكسب سياسي يفيد صناع هذا القرار في قادم الأيام ولم يكن هذا الأمر مقتصرا على السلك القضائي والنيابي بل تعداه الى كثير من المواقع حتى السيادية منها سواء الأمنية او العسكرية او السياسية وكل ذلك يندرج تحت بند تأليف القلوب وتمدد هذا البند حتى ضم في جنباته من مؤيدي الانقلاب من أعضاء الشورى والمجلس النيابي الذي بلغ من العمر عتيا والذي سيحتفل العام القادم ببلوغه عامه العشرين في انجاز جديد يسجل ضمن الإنجازات اليمنية التي لا تعد ولا تحصى.
هذه الاحكام الجائرة كمثل غيرها من الجور الذي لحق باليمنيين يجب ان تتوقف وأن تتخذ الحكومة الشرعية كل الإجراءات التي تحول دون التلاعب بدماء الأبرياء وتفنن الحوثيين في ادراج أرواح الناس ضمن مساومات وتهديدات لتحصيل المزيد من التنازلات،
احكام الإعدام بالجملة يقرها قضاة ظلما وعدوانا في حق أخوة وأبناء لهم من اليمنيين تهاون واسترخاص بالدماء المعصومة إنه زمن انحطاط القضاة ولا حول ولا قوة الا بالله.
لن نحتاج ان نذكر قضاة السوء بما اخذه الله عليهم من عهد وبما توعد منهم من أخل بميزان العدل الإلهي في الأرض اقل ما يمكن قوله لهم تذكروا (قاض في الجنة وقاضيان في النار) فلينظر كل واحد منهم اين يضع رأسه.
سواء تم تنفيذ تلك الأحكام أم أنها مجرد ورقة يرفعها الحوثيين في وجه الدولة والمجتمع الدولي كلما شعروا بضيق خناق، النتيجة أن الشعب اليمني يرضخ تحت رحى ظلم وجبروت تلك المليشيات وأنه كما يقول المثل بين مطرقة الحوثيين الهمجية وسندان الشرعية الرخوة.
تحدثنا وتحدث غيرنا حتى بحت الأصوات ونحن نحث الحكومة الشرعية على سرعة الحسم وأن تقوم بدورها الذي يتطلبه المنعطف التاريخي الصعب الذي تمر به البلاد لكن .... وماذا نملك غير لكن ...!
على مدار التاريخ كان إرهاب الشعوب بقطع الأعناق سبيل الدكتاتوريين والمحتلين لبسط النفوذ واحكام السيطرة وعلى مدار التاريخ أيضا ثبت فشل هذه السياسة فإن مات فرد أو أفراد فالشعوب لا تموت وإن تملك الناس الخوف لبرهة من الزمن فسرعان ما تنعشها الشجاعة والعزة وتكسر اغلال الخوف سيوف الحرية.
هذا هو التاريخ في كل زمان ومكان وفي كل دين وملة الظلم لا يقيم حكما والسيف لا يقطع رأس أمة فصبرا شعبنا العظيم فما بعد الليل الا فجرا يسطع،
ومهلا أيها الظالمون فالله يمهل غير أنه لا يهمل وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.