عودة الرئيس المنصور
بعد ظهور نتيجة أول انتخابات برلمانية أجريت في اليمن عام 1993 تبخرت أحلام الرفاق في السيطرة على حكم اليمن فتوالت بعدها الاعتكافات السياسية وظهرت ملامح الحنق في كل التصرفات وفي الخطاب الإعلامي المطالب بالعودة الى الخلف وبدأت ملامح التعبئة العسكرية واضحة حتى وقع الاحتدام في صيف 1994م،
علي صالح وكل القوى الوطنية شمالية وجنوبية تمسكوا بشرعية الدولة والوحدة التي تم الاستفتاء على دستورها وتم حصر رفاق الاشتراكي في زاوية التمرد على الشرعية والوحدة وخاصة بعد ان رفعوا شعار الانفصال علنا واحتدمت المعارك في كل المعسكرات التي تأتمر بأوامر الرفاق والتي تساقطت تباعا وكان اول القرارات الرئاسية تعيين اللواء عبدربه منصور هادي وزيرا للدفاع بعد اقالة هيثم قاسم طاهر الذي يقود الطرف الآخر وأُبلي اللواء عبدربه منصور هادي بلاءً حسناً فقاد المعركة باحترافية عالية فقد كان هادئا في قيادته ومنصورا في ميادين القتال حتى تحقق للشرعية نصرها وبعد ذلك تم تعيينه نائبا للرئيس حتى هبت على اليمن ثورة التغيير التي أطاحت ببرنامج تصفير العداد ومشروع التوريث العائلي وحتى تخرج اليمن من ازمتها تم انتخاب هادي رئيسا بتوافق كل القوى السياسية عليه وتحت رعايته كان برنامج الحوار الوطني الذي انتج مشروع الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة كخيار أمثل لو رأى النور والتطبيق على ارض الواقع،
لكن للأسف تربص به المتربصون ومن يحملون اجندات خارجية وتواطأ معهم بعض الانتهازيين فسهّلوا لهم الوصول للعاصمة صنعاء وتحقيق انقلابهم على الشرعية واستكمال الاجتياح البربري لكل المحافظات وفي الوقت نفسه بدأ الإعلان عن مشروعهم المدعوم خارجيا المهدد لأمن دول الجوار وعلى راسها المملكة العربية السعودية فما كان بالرئيس هادي الا ان يستنجد بأخيه خادم الحرمين الشريفين فكانت عاصفة الحزم التي قوّضت المشروع الخارجي واحلامه.
وبعد ذلك تداخلت العديد من الأجندات لكثير من القوى الخارجية فكانت معرقلة لاستكمال التحرير وفي الوقت نفسه عُرقلت الحكومة الشرعية عن أداء دورها الكامل في كثير من المناطق المحررة وبالتالي ظهرت المعاناة على الوطن والمواطنين وظهرت مشاريع أخرى ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبلها العذاب حتى بلغ الحال الى ان تصبح بعض المناطق المحررة يضرب بها مثل السوء في الاختلالات الأمنية وفي التدهور المعيشي وفقدان الخدمات فكيف ببقية المناطق،
وتردّت حالة المغترب اليمني في مواقع اغترابه وأصبح يعاني الأمرين فعاد منهم الكثير ليشكلوا عبئا جديدا على أسرهم في ظل تردّي الأوضاع مجملة.
ولن نقول ان القلوب قد بلغت الحناجر لكنها تكاد تكون هكذا،
اثنا عشر مليون مواطن تحت خط الفقر وارتفاع أسعار جنوني للمواد الغذائية وغيرها وانهيار للعملة وبطالة متفشية ومطارات وموانئ مغلقة وتوقف للصادرات النفطية ومليشيات تسيطر على كثير من المدن ووزراء لا يستطيعون تأدية مهامهم ولا العودة الى بلادهم وسفراء على كثرتهم يعجزون عن حل مشكلة لمغترب او طالب او مريض على الرغم من الإيرادات الكبيرة للسفارات والقنصليات ولكن يبدو انها تصرف على المساكن الفارهة لأصحاب السعادة السفراء المبجلين، وفرحة ما تمت عقدها البسطاء بأمل الدخول لمنظومة مجلس التعاون الخليجي او بتخفيف إجراءات الدخول ونظام الإقامة على اقل تقدير حتى تنفرج اساريرهم وتخف عن كاهلهم الكثير من الأعباء فيبدو انها مجرد أحلام يقظة قد تجاوزها الواقع بعقود طويلة وبمسافات بعيدة.
وبما اننا قد وصلنا لهذه الحالة فلم يعد بالإمكان الا ان يعود الرئيس وكافة افراد حكومته وهذا ما بشّرت به بعض التسريبات انه قد سافر الى أمريكا لإجراء فحوصات طبية وسيعود بعدها الى العاصمة المؤقتة ومنها سيقود السفينة الى بر الأمان وسيقود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الى استكمال التحرير ورفع راية النصر الذي ينتظره الوطن والمواطن اليمني بقيادة الهادي المنصور بإذن الله.