المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
سلمان بن محمد العُمري
سلمان بن محمد العُمري
سلمان بن محمد العُمري

image

جرائم المارقين في اليمن والمحاولات اليائسة البائسة في التطاول على بلادنا

من أخطر و أشد الفتن في هذا الزمان ، الإرهاب والعنف حينما يتلبس بلباس الدين سواء من الخوارج أو الروافض فهما وجهان لعملة واحدة لما يسببانه من الفتن و البلاء والخروج عن المنهج ومخالفة الشريعة السمحاء وتجرأهم على الظلم وسفك الدماء والاعتداء على الأموال والأعراض وهم يرتكبون الكبائر و يتأولون في ذلك بفهم مخالف لمقتضى الكتاب والسنة ، ولقد بين العلماء ومازلوا يبينون للناس ويوضحون جوهر الإسلام وهو الرحمة و السلام الذي ينعم به الناس و يتمتعون بحياة طيبة ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
والحوثيون بجرائمهم في اليمن الشقيق والأعمال المشينة بحق بيوت الله والقائمين عليها من الأئمة والمؤذنين وعلى مرافق الحياة العامة تؤكد ماهم عليه من معتقد فاسد ومنهج باطل وأكَّد على فسادهم علماء اليمن، فقدد بينوا أن مليشيات الحوثي اعتدت على ٨٠٠ مسجدًا ودارًا للقرأن الكريم ، وعبثت فيها تدميرًا ونهبًا وانتهاكًا، إضافة إلى خطفهم الخطباء والأئمة والمصلين، كما أجبروا خطباء جوامع صنعاء على ترديد شعارات طائفية دخيلة، كالصرخة وغيرها من الشعارات التي تحرض على القتل والتدمير وبث العداوة بين أطياف المجتمع اليمني.
ومن قاموا بتعطيل المساجد والإفساد فيها و تحويلها إلى ثكنات لجنودهم ومخازن لأسلحتهم، وتهديد المصلين داخلها، وإطلاق النار عليهم ، فضلاً عن خطف وتعذيب المئات من أئمة وخطباء المساجد وبعض المصلين لايستغرب منهم. أي جرم.
إن الانتهاكات التي طالت بيوت الله ليست بغريبة عن مشروع الميليشيا الذي يقوم على عداوة العقيدة الصافية والدور الذي تقوم به المساجد ودور القرآن الكريم ، وهذه الجرائم لم يستنكرها علماء اليمن فقط، بل كل مسلم غيور على دينه وفي قلبه إيمان فمن الذي يرضى الإساءة لبيوت الله والاعتداء عليها وانتهاك حرمتها والتطاول على المصلين والأئمة والمؤذنين وهدم بيوت ودور القرآن الكريم، وميليشيا الانقلاب ركزت على المساجد في المحافظات التي تسيطر عليها لأن المسجد يتصدى لمشروع الحوثيين بالعلم والفكر الوسطي المعتدل.
وتمتد الجرائم لبقية دور العلم وللمراكز الصحية وكافة المرافق العامة ونال رجال الإعلام ما طال العلماء والمصلحين.
ولم تقف جرائم الحوثيين عند إفقار الشعب اليمني وتجويعه بل استهدفوا أيضًا شاحنات الإغاثة بالسلب والنهب أو إطلاق العبوات الناسفة عليها، فمشروعهم تجويع وإفقار، لقد هدت الأمراض الفتاكة بالشعب اليمني وحال المجرمون دون وصول الغذاء والدواء، ومن بين الأمراض الخطيرة المنتشرة حاليًا الكوليرا الذي أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين فيه باليمن أكثر من 200000 مائتي ألف مصاب والعدد بازدياد فكل 35 ثانية يصاب شخص بالكوليرا.
بعد هذه الإلماحة السريعة عن جرائم المارقين في اليمن فلا نستغرب من المحاولات اليائسة البائسة لهم في التطاول على بلادنا، فهذه الفئة التي آذت أهلها، وأشعلت الفتن والقلاقل منذ عدة سنوات في اليمن الشقيق، ثم تطاولت بالتعدي على حدود بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، وقذف بعض الصواريخ، والتي كان لأبطالنا الأشاوس بتوفيق الله ونصره وتأييده لهم بالمرصاد، ومن تجاوزوا الحد نالوا جزاءهم تأديبًا لهم، وردعًا لأمثالهم.
لا أحد من عقلاء الشعوب يفضل الحروب، ولكن حينما يكون الأمر متعلقًا بحقوقك وسيادتك على أرضك، فإن اليد التي امتدت إليك لا بد من أن تقص، واليد الآثمة التي قتلت ونهبت لا بد من أن تأخذ جزاءها، وأن يصار بحقها إلى أعمال تردعها مستقبلاً وغيرها من تكرار العمل المشين.
إن المعتدين ومن تابعهم هم دعاة فتنة في بلدانهم وعلى جيرانهم هم ومن أوحى لهم هذه الأعمال السيئة، فقد فارقوا الجماعة، وحملوا السلاح على إخوانهم، وبغوا وتعدوا، وقد روى الإمامان مسلم وأبو داود عن عرفجة بن شريح الأشجعي أنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب في الناس فقال: إنها ستكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمة محمد كائنًا من كان فاقتلوه فإن يد الله مع الجماعة والشيطان مع مفارق الجماعة يركض).
لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عمّا سيقع من أحداث واضطرابات تصيب هذه الأمة على يد من لم يتذوقوا الإسلام، ولم يهتدوا إلى تعاليمه التي انصبت كلها لخدمة المجتمع الإسلامي، والتآلف بين أبنائه، وأمر بالضرب على أيدي العابثين المفسدين الذين دأبوا على الفوضى، وتفريق الجماعات، وإشاعة الخوف والتخريب، والمعتدون ومن على شاكلتهم مولعون بإيقاد نار الفتنة والطائفية لتحطيم كيان الأمة، وتمزيق وحدتها والخصام بين أفرادها وجماعاتها كما عملوا منذ سنوات في اليمن.
إن المملكة العربية السعودية دولة محبة للسلام تنشد العدل، وتحترم حقوق الإنسان وتعمل على تسخير ما حباها الله من نعم عديدة لتحقيق تطلعات شعبها وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية ضمن مفهوم إنساني مشترك يجمعها مع كل الشعوب المحبة للخير والسلام، ولكنها بحزم وعزم وبعون الله قبل ذلك ستقطع كل يد تمتد إليها بسوء وتخرس كل لسان.
لقد كان للمملكة العربية السعودية، وبدون منّ أو أذى فضل كبير، ومعروف كثير على إخوانهم في البلدان المجاورة، ومن بينهم المتطاولون والعابثون في سائر المجالات، فقد وصلت المشروعات المجانية الممنوحة إلى قراهم وبلدانهم من مصحات طبية، ومرافق تعليمية، وطرق، فكان جزاء الإحسان الإساءة، والجميل النكران، وهكذا هم اللئام دائمًا وأبدًا.
نسأل الله أن يديم علينا النعم ويدفع عنا الفتن والمحن والنقم وأن يجعل هذا البلد آمنًا مطمئننًا وسائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ ولاة أمرنا وقادة نهضتنا، وأن يحفظ رجال أمننا وأن يحيطهم بعينه التي لا تنام وركنه الذي لا يضام، وأن يهدي ضال المسلمين وأن يقمع الباغين والظالمين.
_______
[email protected]
بواسطة : سلمان بن محمد العُمري
 0  0  51.7K