المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

الثورات وأسبابها

أ. د. محمد خريص الحربي :

 

عرف العالم الثوري أن المؤسسات العسكري والجامعات هما الحاضنات للثورات والانقلابات العسكرية والمغيرات الأساسية في سياسات الدول وتغيير الأنظمة فيها وتحويل المسار السياسي ، يأتي بعدها إرادة الشعوب التي تثور لقاء الضغوط التي تمارس عليهم بشكل مباشر او غير مباشر ، فأحيانا تثور الشعوب إذا تم التلاعب بأساسيات احتياجاتهم من توفير الغذاء والدواء والتعليم والتدخل في حرياتهم الشخصية المضمونة لهم بالقانون البدائي وإذا فقدوا الأمن وشعروا بالأخطار على مستقبل ابنائهم والخوف على ابسط حقوقهم إذا انتهكت وكثيرا ما تكون تلك الثورات تبدأها مشكلة بسيطة تمثل "القشة التي تقصم ظهر البعير".

وعلى هذا الأساس فالحكومات كثيرا ما تقدم العناية بكبار الضباط لأن لهم تأثير مطلق وسلطة على مجموعة من العسكريين يأتمرون بأمرهم ويطيعونهم طاعة عمياء ، والأكاديميين في الجامعات لهم تأثير كبير على عقول اعداد كبيرة من الطلاب الذين يعتبرون كل ما يقوله الدكتور امر مسلم به ويعتبر الدكتور هو القدوة والمثل الأعلى ولذلك فكلامه مسلم بهو امره مطاع لذا وجب الاهتمام بفئة الأكاديميين ومراعاتهم وضمان وطنيتهم وولائهم حتى لا يكونوا شرارة التغيير في الأوطان.

أما الشعوب فلا يخفى على احد مقدار تأثيرهم على التغيير خاصة إذا لمست كرامتهم وانتهكت حرماتهم فيكونوا كبراميل متفجرة لا يمكن ان يحسب مقدار اتساع رقعة الدمار الذي تسببه لو انفجرت لا سمح الله.

لذلك على الدول الذكية الاهتمام بتلك الفئات وعلى رأسهم المواطن والإلتلفات على مصالحهم كسب رضاهم وتأمين حاجياتهم وإشاعة العدل والمساواة بينهم وتلمس مواطن إرضائهم واسعادهم ورفع درجة ولائهم ووطنيتهم وتبعيتهم وحبهم للدولة وإخلاصهم لها.* وعلى الساسة العمل الجاد على البحث عن كل ما من شأنه اسعاد المواطن مدنيا وعسكريا ، صغيرهم وكبيرهم ، والعدل بينهم ومساواتهم والحرص على حقوقهم ، وذلك لن يتأتى إلا باختيار المخلصين من بطانة صالحة حول الحاكم يحرص على تحرى احتياجاتهم وتلبيتها ونقل حوائجهم بكل صراحة وصدق وإخلاص ووضع الحاكم بالصورة الحقيقة لما يجري ويدور بين الناس وماذا يسعدهم ومما يتذمروا ويكرهوا ، فالعسكري في أي قطاع كان يجب ان يكون راضيا عن عمله مخلصا في تنفيذه وولائه محبا لحكامه وقادته وشعبة وعليه ان لا يعامل المواطن معاملة المجرم إلا اذا ثبت إجرامه وعدم بخسه حقه مهما كان متسامحا او لا يعرف حقه فعليه ان يخبره بحقوقه ويحترمها، اما الأكاديمي فيجب ان يكون مخلصا للوطن مقتنع قناعة تامة بسياسة الدولة ويقاس مدى رضاه ويمحص انتمائه ويختبر مقدار ولائه وحبة للوطن ، وعلى المسؤلين التأكد من ذلك والبحث عن مواطن الرضى ومنحه الرواتب المجزية التي تغنيه عن العوز او تثير فيه نوازع الشر فالأكاديمي والمدرس سلاح ذو حدين يخشى منه فكم ثورة ثارت كانت انطلاقها من **إحدى الجامعات. فالجامعات ليست ميدانًا للتدريس فحسب، بل إتسعت مهامها لتكون مراكز للبحث، والتخطيط للمستقبل. والجامعات تقوم بدور رئيسي في البناء الاجتماعي، والثقافي وتحقيق التنمية، وأن تتوطد علاقتها بالمجتمع على كافة الأصعدة، وأن تسهم في العمل من أجل تحقيق قدر كاف من الرخاء المادي والمعنوي للفرد والمجتمع، وذلك من خلال تعميق الجوانب الإيجابية في الشخصية الإنسانية لمساعدتها في القيام بمهامها الدائمة الشاملة في بناء المجتمع، وهو ما يعرف بالتنمية المستدامة.

وعليه فإن فقدان العلاقة أو ضعفها بين الجامعة والمجتمع؛ من شأنه أن يؤثر تأثيرًا خطيرًا على تحقيق أهداف ومشاريع التنمية ويعيق ما تسعى إليه الدول من طموحات تستهدف تحقيق التقدم المنشود، ويتعاظم دور الجامعة، حين يشهد المجتمع عالم متغير بل وسريع التغيير، ويواجه تحديات داخلية وخارجية تعرقل نهوضه وتقدمه.* والمتأمل للتعليم العالي وواقعه، وتحدياته، وآفاقه المستقبلية، إنذارات قوية تُنبئ بمخاطر داهمة كون التعليم جوهر قوة المجتمع، وأساسه، وأمنه الوطني، وسلمه الاجتماعي، لذا فإن تناول موضوعاته المستجدة وفق التحديات الحالية، والقادمة أمر ضروري وهام لضمان جانبه ووقوفه في صف الدوله لأمن جانبه وتأمين اخطاره.

أما المواطن فهو قاعدة الهرم التي يرتكز عليها كل الكيان، ومن السهل إرضائه وكسب ولائه ولكن يحتاج حكمة وروية وتلمس احتياجاته الأساسية.

كم اتمنى ان يلتفت المسؤولون في اوطاننا العربية والإسلامية لمثل هذه الأساسيات التي تحدث التغييرات وتودي في كثير من الأحيان الى دمار الشعوب وتدمير مقدراتها ودخولها في دمار شاملا بحثا عن الأمن النفسي والغذائي والصحي وبعض الحريات المزعومة. فالغريق يتعلق بقشة كما يقولون ، وكثيرا من المخربين والمعارضين يركبون موجة الغضب ويستغلوا ظروف الإنسان البسيط ومن وقع عليهم الظلم او الجور وينشروا الإشاعات المغرضة والأكاذيب التي يصدقها بعض السذج فيرددها الناس ثم تصدق من كثر تكرارها، ويعزفوا على اوتار الفساد الجاري بلحن شجي يكون له الأثر المدمر لا سمح الله. حمى الله بلادنا من كيد الكائدين وغدر الغادرين وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان وحفظ الله مليكنا خادم الحرمين الشريفين المفدي وولي عهده الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله ورعاهم ومدهم بالصحة والعافيه، ووفقهم باختيار البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعمل بإخلاص لأسعاد المواطن وحفظ مقدرات شعبنا العظيم. دمت شامخا ايه الوطن العزيز مرفوع الرأس يسود فيك العدل ويدوم ألوفاء فأنت اهل الوفاء ومنبع الحب وجدير بالإخلاص والولاء.

*

بواسطة :
 0  0  9.5K