خلف الأقنعة "سلبيات" تمتد جذورها الى العمق
قصص عديدة تكشّف الأقنعة وتبيّن واقعاً آل إليه مجتمعنا خلال سنوات قليلة وتظهر سلبيات ما اعتدنا عليها ولا على رؤيتها أو معايشتها. الكل يتحدث بمرارة والكل يشكو من واقع وجد نفسه يتوسطه بل هو غارق إلى الأذن. حين تسمع عن قصة أو واقعة يرويها أحدهم أو ينقلها عن آخر فبالتأكيد ستفتح لها الأذن الأخرى كي لا تستقر... لكنك تفاجأ بما هو أكثر حين تجد نفسك تقع في شرك ما سمعته أو حُدِّثت عنه أو روي لك. عندها تطل من شرفة تريد أن ترى وتتعمق فيما ترى وتُعايش وتتعايش مع واقعٍ دلف علينا من أوسع الأبواب... بل من بوابات عديدة!!!
تغيرات حملتنا في مركبها دون شعور بما آل إليه حالنا ولا إلى أين يحملنا هذا المركب.. تجد انك تواجه صوراً وافدة .. طارئة حلّت .. وستحتفظ بالديمومة والاستمرارية ان استعذبناها وأخذنا بها وعملنا بها .. وهذا ما هو واقع فعلاً. فعلى أي حال نحن وبأي واقع نعيش؟؟؟ تساؤلات عديدة لكنه واقع فرض نفسه عليك انتزع منك راحة البال على أقل افتراض...
من أحسنت الصنيع معه لا يتورع في مبادأتك بالإساءة وهذا أقلها.
ومن تحسن الظن به يفاجئك بما لا تتصوره.
ومن تعطيه قطعة من كبدك فلا تفاجأ إن رأيتها لقمة في فم (كلب) .. فهل هناك ما يستحق ان تقلق لأجله؟؟ أو يستثير عاطفتك أو يستدر إشفاقك؟؟؟
الايثار والتضحية.. متلازمان لا نستطيع التخلص منهما أبداً وتحت أي ظرف.. حقيقة لا نتجاهلها ولا نغمض عنها ومستحيل أن تتخلى عن شيء غرس معك منذ الصغر . ولكن .....
قد تضحي.. وقد تمد يد العون وقد تفعل أكثر وقد تقدمه على نفسك مثلما يقولون (لو يطلب القمر). حين تفعل فلأن هذا السلوك متأصل.. تمتد جذوره إلى العمق .. لكن الذي تضحي بسببه أو تقدمه على النفس هل يدرك حقيقة هذه التضحية وما هي قيمتها .. (ليست المادية بطبيعة الحال) ولكن ....
هؤلاء ربما أقرباء وربما أصدقاء أو هم أعزاء يسكنون أحداقك ويحتلّون مكانة عليّة في نفسك.. لا فرق بين قريب أو بعيد المهم هو المبدأ الذي سرت عليه منذ نعومة أظفارك ومكانة الشخص لديك وقربه من نفسك.
وكلما زادت مكانة الشخص لديك فإن إقْدامك على فعل الشيء يكون لا إرادياً .. تفعل الشيء طواعية وربما تقضي حاجته قبل نفسك وتبديه عليها لكنك في نهاية المطاف وأنت تعيش في قمة الراحة النفسية بما تفعله تأتيك اللطمة من أقربهم وفي موجعٍ لتستيقظ من غفوتك وتلملم نفسك ليكبر السؤال ويزداد ألمك.. وإحساسك بالخيبة .. فتسأل نفسك لماذا ؟؟ ولمن أضحي ؟؟ وهل يستحق التضحية وهذا الهم والاهتمام من تنكّر وجحد ما فعلت له !!! يُفاجئك بلا إحساس وتكبر خطيئتك عنده وتصبح أنت المخطئ في حقه .. عليك إذن أن تتحمل الصدمة بل واللطمة والتنكر بل و«الزعل» أيضا .. وبعد هذا . هل هناك من يستحق ان «ت ض حّ ي» له ومن أجله؟؟؟