كيفية التأقلم مع طباع.. بعض كبار السن
أ ـ خلود الناصر :
كثيرا ما نسمع عن صعوبة اقناع شخص بوجهة نظر معينة، ومدى حاجتنا في مثل تلك الحالة إلى استخدام مفردات يجب أن تكون أكثر دقة، حتى تصل الفكرة للطرف الآخر بسهولة، فكيف بالتعامل مع كبار السن والقدرة على إقناعهم والحوار معهم باحتواء أكثر!.
سبحان الله..! هناك من يشتكي ويتضجر من طباع بعض كبار السن المتصفين بالتشدد والقسوة المفرطة والحدّة في التعامل، هؤلاء يصعب جدا فتح أي حوار معهم، فهم لا يقتنعون إلا بوجهة نظرهم فقط.. مهما حاولنا جاهدين في السعي إلى رضاهم، والتدرج في إيصال الفكرة لهم. أحدهم يقول: والدي من الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم؛ ولذا نتجنب أن نواجهه بأي حرف خوفاً من ردود أفعاله القوية، والتي قد تؤثر على نفسياتنا. حين تأملت حال هؤلاء وجدت أن منهم من يبالغ في حرصه أو الخوف من بعض الأشياء، كذلك قد يعامل الأبناء بمنتهى القسوة والتعدي على حقوقهم.. من هنا قد يكون نصح هؤلاء من الصعوبة بمكان، ويحتاج إلى أسلوب خاص للإقناع. برأيي.. أن عناد وتمسك كبار السن برأيهم قد يؤثر جدا على نفسية الأبناء.. وينتج عن ذلك شخصيات انطوائية فيها شيئا من التعقيد.. واستنكار ما يدور حولهم من أحداث. ولو نظرنا إلى الأسلوب النبوي في ذلك، كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع كبار السن، وهو الذي وصفه الله عزوجل بـ{وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة القلم:4]، لوجدناه يتمثل أعلى المكارم والفضائل، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول إلا حقاً وصدقاً، حتى في مزاحه مع أصحابه ودعابته لهم، ومن ذلكم: تلك المرأة العجوز التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله أن يدعو لها بدخول الجنة، فعن عائشة رضي الله عنها، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من الأنصار، فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال نبي الله: (إن الجنة لا يدخلها عجوز)، فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى، ثم رجع إلى عائشة، فقالت عائشة: لقد لقيتْ من كلمتك مشقة وشدة، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (إن ذلك كذلك، إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا) رواه الطبراني في المعجم الأوسط (5/357) (5545)، وصححه الألباني في الصحيحة برقم (2987). يفهم من هذا الحديث إلى أي درجة كان يلاطف تلك المرأة العجوز، فإنه مع ذلك لاطفها بعبارة صادقة، توهمت منها أنها لن تدخل الجنة، لكن رحمته صلى الله عليه وسلم عاجلتها بالجواب الشافي بأنها عندما تدخل الجنة إن شاء الله تعالى فإنها لن تكون عجوزا، بل شابة، وذلك كي يسرّي عنها، ويذهب عن قلبها ما حل به من حزن بعد سماعها لجوابه الأول صلى الله عليه وسلم.. فهل نستطيع أن نكون كذلك!؟ إلى الله المشتكى.
13-12-2014 06:00 مساءً
0
0
10.5K