بائعة البطاطس
بالأمس لمحتها فتاة ما أروعها
أنثى يبدو من خلف البرقع جمالها
تقف على كشك زينته
بستائر رمضان أبدعته
وهي تقف في منتصفه
تقلي البطاطس وتصفيها
وحرارة الزيت تشويها
ومن حولها الشباب يلعبون الفرفيرة
وهي في عملها مغمورة
دققت النظر في عينيها
هل انكسار يشع فيها
هل حزن تخفيه أم هم تحمله أم حلم تود تحقيقه؟
أغمضت عيني وواصلت المسير
فوقفت عند ذاك الركن الجميل
أتأمل الاكسسوار والورد العجيب
سمعتها أنثى كسيرة تخاطبه بلهجة حزينة
ابتعد عني أما كفاك
تجاهلت أني سمعت ودققت النظر فيها
قلت لها سأشتري منك يبدو أن همومك كثيرة
قالت نعم قلت الله يفرجها لك ياحبيبة
تجولت بنظراتي زادت حسراتي
بنات صغار وسط الدنيا والدنيا افتتان
بائعات وتائهات يمثلن الذكورة والقوة والرجولة
وفي الحقيقة لامساواة
قارنت بين مامضى وماهو آت
نعم كوني قوية يا أنثاي واعملي ونجاحك حققي
لكن بركيزة بقوة بعزيمة
الله في عليائه وأنت زوجة ليس عليك الخدمة العقد بينكما على المتعة
أنت السيدة وأنت الملكة
ورعايتك لزوجك وأولادك تحبب
وإن لم تكوني زوجة فمن يتولى أمرك هو عنك المسئول
وإن قصر فهو محاسب وأنت هامتك مرتفعة
وقري في بيتك ولاتبرجي
وانهضي بنفسك ولاتستعجلي
بياعة لا أنقص قدرك ولكن الفرصة لك متاحة لتكوني أستاذة مفكرة مبدعة خارقة فتأني صغيرتي فقليل من الخبز يشبعك وبعض من الماء يرويك واللباس الساتر يغطيك والحياة أمامك تناديك لنفسك لاترهقي وقلبك لاتجعليه مرتعا لكل قادم وتصدقي
وجمالك لاتعرضيه مزادا لكل عين لاتكتفي
لا أحد سيخشى عليك ويحبك أكثر من ذاتك فتأملي
ليست الحياة كلها مال ياصغيرتي فالجمال يستحق أن تداريه وبه لاتعبثي